أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2018
3009
التاريخ: 10-04-2015
4940
التاريخ: 25-06-2015
2287
التاريخ: 10-2-2016
9789
|
من أهل مصر، رحل إلي بغداد فأخذ عن المبرد، والأخفش علي بن سليمان، ونفطويه، والزجاج وغيرهم. ثم عاد إلى مصر فأقام بها إلى أن مات بها فيما ذكره أبو بكر الزبيدي في كتابه في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وأبو جعفر هذا صاحب الفضل الشائع والعلم المتعارف الذائع يستغنى بشهرته عن الإطناب في صفته.
قال الزبيدي: ولم يكن له مشاهدة فإذا خلا بعلمه جود وأحسن وكان لا ينكر أن يسأل أهل النظر والفقه ويفاتشهم عما أشكل عليه في تصانيفه. قال الزبيدي فحدثني قاضي القضاة بالأندلس وهو المنذر بن سعيد البلوطي قال أتيت ابن النحاس في مجلسه بمصر فألفيته يملي في أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون حيث يقول: [الطويل]
(خليلي هل بالشام عين حزينة ... تبكي على نجد لعلي أعينها)
(قد آسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة باتت وبات قرينها)
(تجاوبها أخرى على خيزرانة ... يكاد يدنيها من الأرض لينها)
فقلت: يا أبا جعفر، ماذا أعزك الله باتا يصنعان. فقال لي وكيف تقوله أنت يا أندلسي فقلت بانت وبان قرينها فسكت وما زال يستثقلني بعد ذلك حتى منعني كتاب العين وكنت ذهبت إلى الانتساخ من نسخته فلما قطع بي قيل انتسخ من أبي العباس بن ولاد فقصدته فلقيت رجلا كامل العلم حسن المروءة وسألته الكتاب فأخرجه إلي ثم تندم أبو جعفر لما بلغه إباحة أبي العباس الكتاب لي وعاد إلى ما كنت أعرفه منه.
قال وكان أبو جعفر لئيم النفس شديد التقتير على نفسه وكان ربما وهبت له العمامة فقطعها ثلاث عمائم وكان يلي شرى حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته. وصنف كتبا حسانا مفيدة منها كتاب الأنوار كتاب الاشتقاق لأسماء الله عز وجل كتاب معاني القرآن كتاب اختلاف الكوفيين والبصريين سماه المقنع كتاب أخبار الشعراء كتاب أدب الكتاب كتاب الناسخ والمنسوخ كتاب الكافي في النحو كتاب صناعة الكتاب كتاب إعراب القرآن كتاب شرح السبع الطوال كتاب شرح أبيات سيبويه كتاب الاشتقاق كتاب معاني الشعر كتاب التفاحة في النحو كتاب أدب الملوك.
وسمعت من يحكي أن تصانيفه تزيد على الخمسين مصنفا وقد ذكر أبو عبد الله الحميدي القاضي المذكور في قصة ابن النحاس وقال هو أبو الحكم المنذر بن سعيد يعرف بالبلوطي ينسب إلى موضع هناك قريب من قرطبة يقال له فحص البلوط ولي قضاء الجماعة بقرطبة في حياة الحكم المستنصر وذكر له قصة استحسنتها فأثبتها ههنا إذ لم أجعل له ترجمة لأنه لم يذكره بالتصنيف في الأدب فقال:
كان الحكم المستنصر مشغوفا بأبي علي القالي يؤهله لكل مهمة في بابه فلما ورد رسول ملك الروم أمره عند دخول الرسول إلى الحضرة أن يقوم خطيبا بما كانت العادة جارية به فلما كان في ذلك الوقت وشاهد أبو علي الجمع وعاين الحفل جبن ولم تحمله رجلاه ولا ساعده لسانه ففطن له أبو الحكم منذر بن سعيد القاضي فوثب وقام مقامه وارتجل خطبة بليغة على غير أهبة وأنشد لنفسه في آخرها: [البسيط]
(هذا المقال الذي ما عابه فند ... لكن صاحبه أزرى به البلد)
(لو كنت فيهم غريبا كنت مطّرفا ... لكنني منهم فاغتالني النكد)
(لولا الجلافة أبقى الله بهجتها ... ما كنت أبقى بأرض ما بها أحد)
واتفق الجمع على استحسانه وجمال استدراكه وصلب العلج وقال هذا كبش رجال الدولة ثم ذكر قصته مع ابن النحاس بعينها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|