المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تغذية الأنهار
6-1-2016
الفسخ الإداري لعقد الإمتياز دون خطأ الملتزم
1-9-2019
Utterance-type meaning
9-5-2022
نصائح هامة للمذيع- الإعداد المسبق
10/9/2022
الهجوم العامّ يوم بدر
17-5-2017
يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟
17-8-2019


ابن حزم الكبير ( الأندلسي)  
  
3009   01:42 مساءً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص534-541
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 5849
التاريخ: 7-2-2018 3332
التاريخ: 27-1-2016 2889
التاريخ: 27-1-2016 2236


ولد أبو محمّد عليّ بن أحمد (ت 4٠٢ ه‍) بن سعيد بن حزم في قرطبة، في آخر يوم من رمضان من سنة ٣٨٣(معجم الأدباء ١٢:٢٣٧) أو 384(وفيات الأعيان 3:325) - يوافق ذلك من العام الميلاديّ ١٨/١١/994 أو ٧/١١/994، في بيت جاه و ثروة و ترف و سلطان. غير أنه لقي عنتا كبيرا من جرّاء الفتنة في الأندلس، و لأن أباه كان وزيرا للمنصور بن أبي عامر الحاجب (رئيس الوزراء) الذي كان قد حجر على الخليفة هشام المؤيّد و استبدّ بالحكم دونه. فلما توفّي المنصور (٣٩٢ ه‍-١٠٠٢ م) ثم استطاع هشام المؤيد أن يحكم بنفسه تتبّع رجال دولة المنصور فلحق آل حزم من ذلك نصيب وافر تشتّتوا به في البلاد. ثم زال الحكم المرواني عن الأندلس و بويع عليّ بن حمود بالخلافة و تغلّب على قرطبة فاتّهم آل حزم بأنهم من أنصار المروانيين. و لقد أضاع آل حزم في أثناء ذلك كثيرا من أموالهم و قصورهم و كتبهم. 
و بعد خراب قرطبة في فتنة البربر انتقل ابن حزم إلى شاطبة، و فيها ابتدأ تأليف كتابه «طوق الحمامة» . و كان في سنة 4١٨ ه‍ (١٠٢٧ م) يعيش فيها. و في سنة 44٠ ه‍ (1048 م) كان موجودا في جزيرة ميورقة لاجئا فيها. و اتفق أن رجع الفقيه أبو الوليد الباجيّ من المشرق فناظره مناظرة أضرّت به. و لما كثرت عليه دسائس الفقهاء بسبب مذهبه الظاهريّ اعتكف في تربة بلده منت ليشم حيث توفّي في السابع و العشرين من شعبان من سنة 456(14/٨/1064 م) . 
كان ابن حزم قديرا في التفسير حافظا للحديث، و كان فقيها متكلما و عالما لغويا و مؤرخا بارعا و أديبا بليغا و مفكّرا رصينا، و لكنّ الشهرة بالأدب غلبت عليه. 
و كتب ابن حزم كثيرة متنوعة، غير أن كثيرا منها قد ضاع في النّكبات، في الفتن في قرطبة و في غضبة العامة عليه، تلك الغضبة التي أدّت مرارا إلى إتلاف كتبه بالحرق و التمزيق. فمن كتبه: 
الإحكام لأصول الأحكام-أسواق العرب-رسالة في الإمامة (الخلافة) -رسالة في أمّهات المؤمنين-التحقيق في نقد مذهب محمّد بن زكريا الرازي-التقريب لحدّ المنطق و المدخل إليه بالألفاظ العامّيّة و الأمثلة الفقهية-جمهرة الأمثال-جمهرة أنساب العرب-حجّة الوداع-الردّ على ابن النغريلة اليهودي-رسالة في مداواة النفوس و تهذيب الأخلاق و الزهد في الرذائل-طوق الحمامة في الألفة و الآلاف (يتناول أحوال العشّاق و ما يعتريهم من الحبّ و الإذعان و السلوّ و الطاعة و الهجر و ما تقتضيه حياتهم من السفير و المراسلة و ما ينغّص حياتهم كالواشي و الرقيب و ما يبهجهم كالوصل) -رسالة في الغناء الملهي أ مباح هو أم محظور؟ -الفصل في الملل و الأهواء و النحل (عرض فيه للأديان القديمة و مذاهب قدماء الفلاسفة و آراء اليهود و النصارى و مذاهب أهل الإسلام و البحث في مذهب الظاهر و مهاجمة خصومه؛ و فلسفة ابن حزم. كلّها منطوية في هذا الكتاب) -رسالة في فضل الأندلس-المحلّى (في فروع الفقه) - مراتب الإجماع-مراتب العلوم-المفاضلة بين الصحابة-فصل في معرفة النفس بغيرها و جهلها بذاتها. -معرفة الناسخ و المنسوخ-النبذة الكافية في أصول أحكام الدين-نقط العروس في تواريخ الخلفاء. 
ابن حزم من أتباع المذهب الظاهري و إمام هذا المذهب في أيامه. و هو يقبل كلّ ما نصّ عليه القرآن أو ورد في الأحاديث الموثوقة على ظاهر معناه، إلاّ أن يكون هنالك ضرورة من عقل أو حسّ تدعو إلى صرف المعنى عن ظاهره و إلى الأخذ بالتأويل. يقول ابن حزم في الملل و النحل: «بل الآيات كلّها حقّ على ظاهرها لا يحلّ صرفها عنه (3:152) ؛ و إنما نتّبع ما جاءت به النصوص (3:162) . و النصّ لا يحلّ خلافه (4:٨5 س) ، لأن اللّه تعالى ينصّ أحيانا نصّا لا يحتمل تأويلا (3:144) . و كذلك الأحاديث الموثوقة (5:١١٣) . 
و صرف الآيات و الأحاديث عن ظاهرها لا يجوز إلا ببرهان (3:207،5: ٧٧) ، أو بنصّ من قرآن أو حديث أو بإجماع متيقّن أو بضرورة من حسّ. و عندئذ تجب مخالفة الظاهر و العمل بالتأويل على مقتضى البلاغة العربية. 
و ابن حزم مفكّر في الدرجة الأولى ممّا جعله-حينما ينصرف إلى النتاج الأدبي: في النثر و الشعر-أديبا من الطبقة الأولى أيضا. فكتابه «طوق الحمامة» ، و إن كان في ظاهره أدبا خفيفا يصف مظاهر الحياة الإنسانية في الألفة و الألاّف (في الحبّ و المحبّين) ، فإنّه في حقيقته نظرة ثاقبة في أعماق النفس الإنسانية و الحياة الاجتماعية. و شعره متين جزل يغلب فيه المعنى على اللفظ، و لكنّه يبقى شعرا وجدانيّا بعيد الأثر في النفس و الفكر معا. 
مختارات من آثاره : 
-لابن حزم الأندلسيّ مقطّعات شعريّة منها حينما نكب و أحرقت كتبه: 
*لا يشمتن حاسدي إن نكبة عرضت... فالدهر ليس على حال بمتّرك (1) 
ذو الفضل كالتبر يلفى تحت متربة... طورا، و طورا يرى تاجا على ملك (2)
*سيكون الذي قضي... سخط العبد أم رضي
فدع الهمّ، يا فتى... كلّ همّ سينقضي 
*وذي عذل فيمن سباني حسنه... يطيل ملامي في الهوى و يقولُ (3)
أ في حسن وجه لاح، لم تر غيره... و لم تدر كيف الجسم، أنت قتيلُ (4) 
فقلت له: أسرفت في اللوم ظالما... و عندي ردّ، لو أردت طويلُ (5) 
أ لم تر أني ظاهريّ و أنني... على ما بدا حتى يقوم دليلُ (6) 
*إذا شئت أن تحيا غنيّا فلا تكن... على حالة إلاّ رضيت بدونها (7) 
*دعوني من إحراق رقّ و كاغد... و قولوا بعلمي كي يرى الناس من يدري (8) 
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي... تضمّنه القرطاس، بل هو في صدري 
*أنا الشمس في جوّ العلوم منيرة... و لكنّ عيبي أن مطلعي الغرب (9) 
و لو أنّني من جانب الشرق طالع... لجدّد لي ما ضاع من ذكري النهب (10) 
و لي نحو آفاق العراق صبابة... و لا غرو أن يستوحش الكلف الصبّ (11) 
و لكنّ لي في يوسف خير أسوة... و ليس على من بالنبيّ ائتسى ذنب (12)
يقول مقال الحقّ و الصّدق إنني... حفيظ عليم، ما على صادق عتب (13) 
- و من مقطّعاته في غير ذلك: 
*كذب المدّعي هوى اثنين حتما... مثل ما في الأصول كذّب ماني (14) 
ليس في القلب موضع لحبيبين... و لا أحدث الأمور بثاني (15) 
فكما العقل واحد، ليس يهوى... غير فرد مباعد أو مدان 
هو في شرعة المودّة ذو شكّ.. (م).. بعيد من صحّة الإيمان 
و كذا الدين واحد مستقيم... و كفور من عقده دينان
*يعيبونها عندي بشقرة شعرها... فقلت لهم هذا الذي زانها عندي 
يعيبون لون النور و التّبر، ضلّة... لرأي جهول في الغواية ممتدّ
و هل عاب لون النّرجس الغضّ عائب... و لون النجوم الزاهرات على البعد
و أبعد خلق اللّه من كل حكمة... مفضّل جرم فاحم اللون مسودّ
به وصفت ألوان أهل جهنّم... و لبسة باك مثكل الأهل محتدّ 
و مذ لاحت الرايات سودا تيقّنت... نفوس الورى أن لا سبيل إلى الرشد (16)
*و سائل لي عمّا لي من العمر... و قد رأى الشيب في الفودين و العذر (17) 
أجبته ساعة؛ لا شيء أحسبه... عمرا سواه بحكم العقل و النظر  
فقال لي كيف ذا؟ بيّنه لي، فلقد... أخبرتني أشنع الأنباء و الخبر (18) 
فقلت إنّ التي قلبي بها علق... قبّلتها قبلة يوما على خطر 
فما أعدّ، و لو طالت سنيّ، سوى... تلك السّويعة بالتحقيق من عمري
*جرى الحبّ منّي مجرى النّفس... و أعطيت عيني عنان الفرس (19) 
و لي سيّد لم يزل نافرا... و ربّما جاد لي في الخلس (20) 
فقبّلته طالبا راحة... فزاد أليلا بقلبي اليبس (21) 
و كان فؤادي كنبت هشيم... يبيس رمى فيه رام قبس (22) 
*وددت بأن القلب شقّ بمدية... و أدخلت فيه ثم أطبق في صدري
فأصبحت فيه لا تحلّين غيره... إلى منقضى يوم القيامة و الحشر 
تعيشين فيه ما حييت، فإن أمت... سكنت شغاف القلب في ظلم القبر
*لقد بوركت أرض بها أنت قاطن... و بورك من فيها و حلّ بها السعد 
فأحجارها درّ و سعدانها ورد... و أمواهها شهد و تربتها ندّ (23) 
*فأيّام عمر المرء متعة ساعة... تمرّ سريعا مثل لمعة بارق
و قد آذنت نفسي بتقويض رحلها... و أسرع في سوقي إلى الموت سائقي (24)
و إنّي و إن أوغلت أوسرت هاربا... من الموت في الآفاق، فالموت لاحقي (25) 
من مقدّمة «طوق الحمامة» : 
. . . و كلّفتني-أعزّك اللّه-أن أصنّف لك رسالة في صفة الحبّ و معانيه و أسبابه و أعراضه (26) و ما يقع فيه و له على سبيل الحقيقة لا متزيّدا و لا مفنّنا (27)، لكن موردا لما يحضرني على وجهه و بحسب وقوعه حيث انتهى حفظي و سعة باعي فيما أذكره. فبدرت إلى مرغوبك. و لو لا الإيجاب لك لما تكلّفته. فهذا من الفقر. و الأولى بنا مع قصر أعمارنا ألاّ نصرفها إلاّ فيما نرجو به رحب المنقلب و حسن المآب غدا. و إن (جاء في الحديث) : أجمّوا النفوس بشيء من الباطل ليكون عونا لها على الحقّ. . . و الذي كلّفتني فلا بدّ فيه من ذكر ما شاهدته حضرتي و أدركته عنايتي و حدّثني به الثّقات. فاغتفر لي الكناية عن الأسماء، فهي إمّا عورة لا نستجيز كشفها، و إمّا نحافظ في ذلك صديقا ودودا و رجلا جليلا. و بحسبي أن أسمّي من لا ضرر في تسميته و لا يلحقنا عيب في ذكره: إمّا لاشتهار لا يغني عنه الطّيّ و ترك التّبيين، و إمّا لرضا من المخبر عنه بظهور خبره و قلّة إنكار منه لنقله. 
و سأورد في رسالتي هذه أشعارا قلتها فيما شاهدته فلا تنكر أنت و من رآها عليّ أنّي سالك فيها مسلك حاكي الحديث عن نفسه. فهذا مذهب المتحلّين بقول الشعر. . . و قسمت رسالتي هذه على ثلاثين بابا منها في أصول الحبّ عشرة. فأوّلها هذا الباب في علامات الحبّ ثمّ باب ذكر من أحبّ في النوم. . . ثمّ باب الإشارة بالعين ثمّ باب المراسلة ثمّ باب السّفير. و منها في أعراض الحبّ و صفاته المحمودة و المذمومة اثنا عشر بابا. . . و هي باب الصديق المساعد ثمّ باب الوصل ثمّ باب كشف السّرّ. . . ثمّ باب الغدر ثمّ باب الضّنى ثمّ باب الموت. و منها في الآفات الداخلة على الحبّ، ستّة أبواب و هي باب العاذل ثمّ باب الرقيب ثمّ باب الواشي ثمّ باب الهجر. . . و منها بابان ختمنا بهما الرسالة و هما باب الكلام في قبح المعصية و باب فضل التّعفّف ليكون خاتمة إيرادنا و آخر كلامنا الحضّ على طاعة اللّه عزّ و جلّ و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر...
______________________
١) . . . الدهر لا يترك أحدا على حال واحدة (بل ينقله من سعد إلى نحس و من نحس إلى سعد) . 
٢) ألفى: وجد. متربة (المقصود: تراب تحت متربة: مدفون) . 
٣) عذل: لوم: سباني: أسرني. 
4) أنت لم تر من هذا الشخص سوى وجهه، فلا تعرف ما حال أقسام جسمه الباقية. . . 
5) أسرف: جاوز الحدّ. 
6) أنا أثبت على الأخذ بظاهر الأمور، و لا أميل عن الظاهر (لا أتركه) حتّى يقوم عندي دليل على خلافه. 
٧) أنت تكون غنيّا إذا أنت اعتقدتّ أنّك محتاج إلى أقلّ ممّا تملك (و الانسان لا يحتاج فعلا، إلى كلّ ما يطمع ان يجمعه) . 
٨) الرقّ (من الجلد) و الكاغد (فارسية: من الورق) . -لا تذكروا حادثة إحراق كتبي (و لا عدد كتبي قبل إحراقها) و لكن اذكروا معارفي التي أجمعها في صدري (راجع البيت التالي) فتعرفوا حينئذ الذي هو عالم (من العلوم التي ينصّها من صدره) و من ليس عالما (يقرأ على الناس من الكتب) . 
٩) عيبي (عند الناس) أنني من الأندلس. 
١٠) - لو كنت من أهل المشرق (ثمّ أحرقت كتبي) لاتّسع ذكري في الأندلس نفسها (لأن الناس هنا لا يحبّون ابن بلدهم و يكرمون الذي يأتي إليهم من المشرق) 
11) صبابة: محبّة. -و ليس من الغريب أن يجد الإنسان وحشة (إذا كان كلفا صبّا: شديد التعلّق و الحبّ لمكان ما أن يميل إلى ذلك المكان) . 
12) يوسف الصدّيق (ابن يعقوب) . أسوة: قدوة. ائتسى: اقتدى، تسلّى (عن مصيبته) . -يوسف كان يكرهه اخوته فأرادوا قتله ثمّ قرّروا أن يلقوه في حفرة إلى جانب الطريق في أثناء سفرهم الى مصر. 
13) قال يوسف لفرعون: «اِجْعَلْنِي عَلىٰ خَزٰائِنِ اَلْأَرْضِ، إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» (12:55، سورة يوسف) و أنا أقول مثل قوله. 
14) ماني: صاحب مذهب الفرس و القائل بالثنويّة بوجود إلهين للعالم: إله الخير أو النور و إله الشرّ أو الظلمة. الأصول: قواعد المنطق الأساسية (أو أصول الدين) . 
15) لعلّه يشير إلى العقل الفائض (عند الإسكندرانيّين) عن اللّه. فإنّ اللّه (الأوّل، الواحد) عندهم لا يباشر الخلق. و لكن من «الثاني» (العقل الفائض من الأوّل تحدث سائر الفيوضات و تتنوّع الموجودات) . 
16) منذ لاحت الرايات سودا: منذ قيام الدولة العبّاسية (!) لأنّ لونها. المختار كان السواد مخالفة لبني أميّة الذين كان شعارهم البياض. و كان آل حزم من أنصار الأمويّين. 
17) الفود: الشعر السائل من جانب الرأس. العذر (بضمّتين) جمع عذار (بالكسر) : الشعر النابت على صفحة الخدّ. 
18) الخبر (مفرد) : ما ينقل من أحوال الناس. و كان حقّ الكلمة أن تكون جمعا لأنّها هنا معطوفة على جمع و لأنّ الأفصح أن يضاف اسم التفضيل إلى جمع لا إلى مفرد، نقول: أحسن الأشياء (لإمكان المفاضلة بين أشياء متعدّدة) و لا نقول: أحسن شيء (و إن كان المولّدون قد فعلوا ذلك فقال المتنبّي مثلا: «و خير جليس في الزمان كتاب») 
19) أعطيت عيني عنان (رسن) الفرس: أطلقت نفسي تفعل ما تريد (بالنظر بالعينين فقط) . 
20) في الخلس (بفتح فسكون) انتهاز الأمر. و الخلسة (بالضمّ) : النهزة و الفرصة (بالضمّ فيهما) . 
21) الأليل: الاضطراب، الحرارة. اليبس (ربما بفتح و كسر: اليابس) : الذي نسي الحب و فارقه الشباب-لعلّ ابن حزم قصد بالأليل «الاحتراق» (راجع البيت التالي) . 
22) هشيم: يابس. قبس: شيء مشتعل. 
23) درّ: لؤلؤ. السعدان: نبت تأكله الإبل و تسمن من أكله. شهد: عسل. ند: نبات طيّب الرائحة. 
24) آذن: اقترب. بتقويض رحلها (بيتها) للرحيل عن الدنيا. 
25) أوغلت في الآفاق (أطراف الدنيا) ابتعدت (هربا من الموت) . 
26) العرض (بفتح ففتح) و جمعه أعراض: العلامات التي تظهر على المرضى. 
27) و في رواية: مفتنا (بتشديد النون) أي متصرفا في تنويع الأمور و سياقتها على وجه غريب. 







دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.