أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2020
3983
التاريخ: 13-4-2020
7021
التاريخ: 13-4-2020
3671
التاريخ: 17-4-2020
11034
|
قال تعالى : {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب : 4 ، 5]
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} فإن أمر الرجل الواحد لا ينتظم ومعه قلبان فكيف تنتظم أمور العالم وله إلهان معبودان؟ وقيل إنه نزل في أبي معمر على ما مر بيانه عن مجاهد وقتادة وإحدى الروايتين عن ابن عباس وقيل إن المنافقين كانوا يقولون إن لمحمد قلبين ينسبونه إلى الدهاء فأكذبهم الله تعالى بذلك عن ابن عباس وقيل إن رجلا كان يقول إن لي نفسين نفسا تأمرني ونفسا تنهاني فنزل ذلك فيه عن الحسن وقيل هو رد على المنافقين والمعنى ليس لأحد قلبان يؤمن بأحدهما ويكفر بالآخر وإنما هو قلب واحد فأما أن يؤمن وإما أن يكفر عن أبي مسلم وقيل إنه يتصل بقوله {وما جعل أدعيائكم أبناءكم} والتقدير أنه كما لم يجعل لرجل قلبين في جوفه لم يجعل ابن الإنسان ابنا لغيره .
وقيل بل يتصل بما قبله والمعنى أنه لا يمكن الجمع بين اتباعين متضادين اتباع الوحي والقرآن واتباع أهل الكفر والطغيان فكني عن ذلك بذكر القلبين لأن الاتباع يصدر عن الاعتقاد والاعتقاد من أفعال القلوب فكما لا يجتمع قلبان في جوف واحد لا يجتمع اعتقادان متضادان في قلب واحد وقال أبوعبد الله (عليه السلام) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم واختلف العلماء في أنه هل يجوز أن يكون لإنسان واحد قلبان فمنع بعضهم من ذلك وقال إن ذلك يؤدي إلى أن لا ينفصل إنسان من إنسانين لأنه يصح أن يريد بأحد قلبيه ما يكرهه بالقلب الآخر فيصير كشخصين وجوز بعضهم ذلك وقال كما أن الإنسان الواحد يجوز أن يكون له قلب كثير الأجزاء ويمتنع أن يريد ببعض الأجزاء ما يكرهه البعض الآخر لأن الإرادة والكراهة وإن وجدتا في جزئين من القلب فالحالتان الصادرتان عنهما يرجعان إلى الجملة وهي جملة واحدة فاستحال اجتماع معنيين ضدين في حي واحد ويجوز أن يكون معنيان مختلفان أو مثلان في جزئين من القلب ويوجبان الصفتين للحي الواحد فكذلك القياس إذا كان المعنيان في قلبين إذا كان ما يوجد فيهما يرجع إلى حي واحد إلا أن السمع ورد بالمنع من ذلك .
{وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} يقال ظاهر من امرأته وتظاهر وتظهر وهو أن يقول لها أنت علي كظهر أمي وكانت العرب تطلق نساءها في الجاهلية بهذا اللفظ فلما جاء الإسلام نهوا عنه وأوجبت الكفارة على من ظاهر من امرأته وسنذكره في سورة المجادلة والمعنى أن الله تعالى أعلمنا أن الزوجة لا تصير أما فقال وما جعل نساءكم اللائي تقولون هن علينا كظهر أمهاتنا أمهاتكم لأن أمهاتكم على الحقيقة هن اللائي ولدنكم وأرضعنكم .
{وما جعل أدعيائكم أبناءكم} الأدعياء جمع الدعي وهو الذي يتبناه الإنسان بين سبحانه أنه ليس بابن على الحقيقة ونزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبل الوحي وكان قد وقع عليه السبي فاشتراه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بسوق عكاظ فلما نبىء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) دعاه إلى الإسلام فأسلم فقدم أبو حارثة مكة وأتى أبا طالب وقال سل ابن أخيك فأما أن يبيعه وإما أن يعتقه فلما قال ذلك أبوطالب لرسول الله قال هو حر فليذهب حيث شاء فأبى زيد أن يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال حارثة يا معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) اشهدوا أنه ابني يعني زيدا فكان يدعي زيد بن محمد .
فلما تزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) زينب بنت جحش فكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها فقال الله سبحانه ما جعل الله من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم .
{ذلكم قولكم بأفواهكم} أي أن قولكم الدعي ابن الرجل شيء تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى {والله يقول الحق} الذي يلزم اعتقاده وله حقيقة وهو أن الزوجة لا تصير بالظهار أما والدعي لا يصير بالتبني ابنا {وهو يهدي السبيل} أي يرشد إلى طريق الحق ويدل عليه {ادعوهم لآبائهم} الذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم {هو أقسط عند الله} أي أعدل عند الله قولا وحكما وروى سالم عن ابن عمر قال ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} أورده البخاري في الصحيح .
{فإن لم تعلموا آبائهم} أي لم تعرفوا بأعيانهم {فإخوانكم في الدين} أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا يا أخي {ومواليكم} أي بنو أعمامكم قال الزجاج ويجوز أن يكون المراد أولياءكم في الدين في وجوب النصرة وقيل معناه معتقوكم ومحرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم ولاؤهم {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} أي ليس عليكم حرج في نسبته إلى المتبني إذا ظننتم أنه أبوه ولم تعلموا أنه ليس بابن له فلا يؤاخذكم الله به .
{ولكن ما تعمدت قلوبكم} أي ولكن الإثم والجناح فيما تعمدت قلوبكم يعني في الذي تعمدته قلوبكم وقصدتموه من دعائهم إلى غير آبائهم فإنكم تؤاخذون به وقيل ما أخطأتم قبل النهي وما تعمدتموه بعد النهي عن مجاهد {وكان الله غفورا} لما سلف من قولكم {رحيما} بكم وفي هذه الآية دلالة على أنه لا يجوز الانتساب إلى غير الأب وقد وردت السنة بتغليظ الأمر فيه قال (عليه السلام) : ((من انتسب إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله)) .
___________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص118-120 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هاتين الآيتين (1) :
قلب واحد وايمان واحد :
{ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} . والمرأة أيضا مثل الرجل ، وخص سبحانه الرجل بالذكر لأنه أمر نبيه الكريم بتقوى اللَّه ، فناسب ان يعقب بعد هذا الأمر بأن الرجل لا يملك قلبين يتقي اللَّه بأحدهما ، والناس بالآخر ، والغرض من ذلك أن يبين سبحانه ان الإنسان لا يستطيع أن يؤمن في وقت واحد بشيئين متناقضين ، فيؤمن - مثلا - بدين يحرم الظلم والعدوان كالاسلام والمسيحية ، وفي نفس الوقت يستحل الظلم والعدوان إلا إذا كان له قلبان ووجهان ولسانان كأبناء الولايات المتحدة الأمريكية التي ينص قانونها الجديد على أن للأمريكي من رعاياها أن يتجنس بالجنسية الإسرائيلية ، ويقاتل العرب باسم إسرائيل ، وهو يحتفظ بجنسيته الأمريكية . . اللهم الا أن تكون إسرائيل قاعدة استعمارية عدوانية للولايات المتحدة ، وان الجنسية الإسرائيلية اسم بلا مسمى حتى الجنسية التي يحملها الحاكمون في إسرائيل ، لأنهم مجندون كمرتزقة لحماية الاستعمار والاحتكار . قال رجل للإمام علي (عليه السلام) :
اني أحبك وأحب معاوية . فقال له الإمام : أنت أعور ، فإما أن تعمى ، وإما أن تشفى من العور .
وتسأل : ما رأيك فيمن يقول : أنا من الوجهة الدينية ألتزم بعقيدة الإسلام أو المسيحية ، ومن الوجهة السياسية ألتزم بسياسة الكتلة الشرقية أو الغربية ، فهل يمكن الجمع بين هذين الالتزامين ؟
الجواب : ان أي إنسان يؤمن بالحق عن صدق واخلاص يجوز له بل يجب عليه أن يؤيد كل من يقف موقفا يناصر فيه الحق والعدالة ، سواء أكان شرقيا أم غربيا ، ولا يجوز له بحال أن يؤيد أحدا - كائنا من كان - تأييدا مطلقا ومن غير قيد حتى ولو كان مبطلا ، لأن الجمع بين الايمان بالحق وتأييد الباطل وأهله جمع بين المتناقضين ، وهو محال بطبعه ، وعليه فلا يمكن الجمع بين الالتزام بعقيدة الإسلام وبين الالتزام بأية سياسة أو أي مبدأ التزاما مطلقا وعلى كل حال .
هذا فيما يعود إلى الإسلام ، أما فيما يعود إلى العقيدة المسيحية فندع الكلام للقساوسة الأحرار الذين عبروا عن غضبهم لرفض البابا الاجتماع بهم واجتماعه في الوقت نفسه برواد الفضاء الأمريكيين ، فقد قالوا في احتجاجهم : ان اجتماع البابا بهؤلاء الرواد هو دليل واضح على الصلة الوثيقة الموجودة بين الكنيسة كمؤسسة دينية ، وبين السلطة السياسية والاقتصادية التي تقوم بعمليات الاضطهاد والظلم ضد الأغلبية من البشر ، وهي الصلة التي أعلن هؤلاء القساوسة انهم يكافحون من أجل القضاء عليها} (2) .
{وما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ} . كان الرجل في الجاهلية يطلَّق امرأته بقوله : أنت عليّ كظهر أمي . فنهى الإسلام عن ذلك لأن الزوجة لا تصير أما بهذا القول ، وأوجب الكفارة على قائله إذا توافرت الشروط التي يأتي بيانها في سورة المجادلة .
{وما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ} . كان الرجل في الجاهلية يتبنى المولود من غيره ، ويلحقه بنسبه ، ويجري عليه أحكام الابن الحقيقي في كل شيء ، وكان الناس يدعون هذا المولود باسم الذي تبناه دون اسم أبيه ، فحرم اللَّه التبني بهذه الآية {ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ} والقول لا يغير الواقع {واللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} . والقول الحق والسبيل القويم ان المتبنى لا يصير ابنا بالتبني ، ولا الزوجة أما بالمظاهرة {ادْعُوهُمْ لآبائِهِمْ} الذين ولدوهم لا للذين تبنوهم {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} . ضمير {هو} يعود إلى المصدر المتصيد من أدعوهم أي دعاؤكم إياهم لآبائهم أعدل عند اللَّه .
{فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ومَوالِيكُمْ} . يطلق المولى على المنعم والمنعم عليه ، وعلى القريب نسبا أو مودة ، والمعنى ان جهلتم أبا المتبنى فقولوا :
هذا أخي في الدين أو مولاي إشارة إلى المودة ، أو مولى فلان ان كان رقا وأعتقه . وقال المفسرون وأهل السير : ان زيد بن حارثة سبي صغيرا ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد ، ولما تزوجها رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) وهبته له ، وبعد نزول الوحي على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) دعاه إلى الإسلام فأسلم ، وآخى بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب . وجاء حارثة أبو زيد إلى رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) وقال له : إما ان تبيع ابني زيدا ، واما ان تعتقه ، فأعتقه الرسول ، وقال له : اذهب حيث شئت ، فأبى أن يفارق رسول اللَّه ، وكان الناس يدعونه ابن محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلى أن نزل القرآن بإبطال التبني .
{ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ ولكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} . من دعا إنسانا إلى غير أبيه ، وهو يرى أنه أبوه فلا بأس عليه ، وإنما الإثم على من علم وتعمد . قال رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) : (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا عليه) شريطة أن لا يقع ذلك عن تقصير وإهمال .
_______________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص190-192 .
2- جريدة (الجمهورية) المصرية تاريخ 17 - 10 - 1969 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
قوله تعالى : {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} كناية عن امتناع الجمع بين المتنافيين في الاعتقاد فإن القلب الواحد أي النفس الواحدة لا يسع اعتقادين متنافيين ورأيين متناقضين فإن كان هناك متنافيان فهما لقلبين وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فالرجل الواحد لا يسعه أن يعتقد المتنافيين ويصدق بالمتناقضين وقوله : {في جوفه} يفيد زيادة التقرير كقوله : {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج : 46] .
قيل : الجملة توطئة وتمهيد كالتعليل لما يتلوها من إلغاء أمر الظهار والتبني فإن في الظهار جعل الزوجة بمنزلة الأم وفي التبني والدعاء جعل ولد الغير ولدا لنفسه والجمع بين الزوجية والأمومة وكذا الجمع بين بنوة الغير وبنوة نفسه جمع بين المتنافيين ولا يجتمعان إلا في قلبين وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .
ولا يبعد أن تكون الجملة في مقام التعليل لقوله السابق : {لا تطع الكافرين والمنافقين} {واتبع ما يوحى إليك من ربك} فإن طاعة الله وولايته وطاعة الكفار والمنافقين وولايتهم متنافيتان متباينتان كالتوحيد والشرك لا يجتمعان في القلب الواحد وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .
قوله تعالى : {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أنت مني كظهر أمي أو ظهرك علي كظهر أمي فيشبه ظهرها بظهر أمه وكان يسمى ذلك ظهارا ويعد طلاقا لها ، وقد ألغاه الإسلام .
فمفاد الآية أن الله لم يجعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن بقول ظهرك علي كظهر أمي أمهات لكم وإذ لم يجعل ذلك فلا أثر لهذا القول والجعل تشريعي .
قوله تعالى : {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} الأدعياء جمع دعي وهو المتخذ ولدا المدعو ابنا وقد كان الدعاء والتبني دائرا بينهم في الجاهلية وكذا بين الأمم الراقية يومئذ كالروم وفارس وكانوا يرتبون على الدعي أحكام الولد الصلبي من التوارث وحرمة الازدواج وغيرهما وقد ألغاه الإسلام .
فمفاد الآية أن الله لم يجعل الذين تدعونهم لأنفسكم أبناء لكم بحيث يجري فيهم ما يجري في الأبناء الصلبيين .
قوله تعالى : {ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} الإشارة بقوله : {ذلكم} إلى ما تقدم من الظهار والدعاء أو إلى الدعاء فقط وهو الأظهر ويؤيده اختصاص الآية التالية بحكم الدعاء فحسب .
وقوله : {قولكم بأفواهكم} أي إن نسبة الدعي إلى أنفسكم ليس إلا قولا تقولونه بأفواهكم ليس له أثر وراء ذلك فهو كناية عن انتفاء الأثر كما في قوله : {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا } [المؤمنون : 100] .
وقوله : {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} معنى كون قوله : هو الحق أنه إن أخبر عن شيء كان الواقع مطابقا لما أخبر به وإن أنشأ حكما ترتب عليه آثاره وطابقته المصلحة الواقعية .
ومعنى هدايته السبيل أنه يحمل من هداه على سبيل الحق التي فيها الخير والسعادة وفي الجملتين تلويح إلى أن دعوا أقوالكم وخذوا بقوله .
قوله تعالى : {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} إلى آخر الآية .
اللام في {لآبائهم} للاختصاص أي ادعوهم وهم مخصوصون بآبائهم أي انسبوهم إلى آبائهم وقوله : {هو أقسط عند الله} ، الضمير إلى المصدر المفهوم من قوله : {ادعوهم} نظير قوله : {اعدلوا هو أقرب للتقوى} و{أقسط} صيغة تفضيل من القسط بمعنى العدل .
والمعنى : انسبوهم إلى آبائهم - إذا دعوتموهم - لأن الدعاء لآبائهم أعدل عند الله .
وقوله : {فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} ، المراد بعدم علمهم آباءهم عدم معرفتهم بأعيانهم ، والموالي هم الأولياء ، والمعنى : وإن لم تعرفوا آباءهم فلا تنسبوهم إلى غير آبائهم بل ادعوهم بالإخوة والولاية الدينية .
وقوله : {ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} أي لا ذنب لكم في الذي أخطأتم به لسهو أو نسيان فدعوتموهم لغير آبائهم ولكن الذي تعمدته قلوبكم ذنب أو ولكن تعمد قلوبكم بذلك فيه الذنب .
وقوله : {وكان الله غفورا رحيما} راجع إلى ما أخطىء به .
____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج16 ، ص222-224 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :
إدّعاءات جوفاء :
تعقيباً للآيات السابقة التي كانت تأمر النّبي (صلى الله عليه وآله) أن يتّبع الوحي الإلهي فقط ، ولا يتّبع الكافرين والمنافقين ، تعكس هذه الآيات التي نحن بصددها عاقبة اتّباع هؤلاء وأنّه يدعو الإنسان إلى مجموعة من الخرافات والأباطيل ، وقد ذكرت الآية الاُولى من الآيات مورد البحث ثلاث منها ، فتقول أوّلا : {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} .
وقد ذكر جمع من المفسّرين في سبب نزول هذا القسم من الآية : أنّ رجلا في الجاهلية يدعى «جميل بن معمّر» كان عجيب الحفظ ، وكان يدّعي أنّ في جوفه قلبين كلّ منهما أفهم من محمّد (صلى الله عليه وآله) ، ولذلك كان مشركو قريش يسمّونه : ذا القلبين!
فلمّا كان يوم بدر وهزم المشركون ، وفيهم جميل بن معمّر ، تلقّاه أبو سفيان وهو آخذ بيده إحدى نعليه ، والاُخرى في رجله ، فقال له : يا أبا معمّر ، ما حال الناس ؟ قال : إنهزموا ، قال : فما بالك إحدى نعليك في يدك ، والاُخرى في رجلك؟ فقال أبو معمّر : ما شعرت بذلك ، وكنت أظنّهما في رجلي ، فعرفوا يومئذ أنّه لم يكن له إلاّ قلب واحد لما نسي نعله في يده (2) . بل لم يكن يعقل ويفهم حتّى بمقدار ذي القلب الواحد .
والمراد من «القلب» في مثل هذه الموارد «العقل» .
وعلى كلّ حال فإنّ اتّباع الكفّار والمنافقين ، وعدم اتّباع الوحي الإلهي يدعو الإنسان إلى مثل هذه الإعتقادات الخرافية .
وبغضّ النظر عن ذلك ، فإنّ للجملة معنى أعمق ، وهو : أنّه ليس للإنسان إلاّ قلب واحد ، ولا يحتوي هذا القلب ولا يختزن إلاّ عشق معبود واحد ، وعلى هذا فإنّ اُولئك الذين يدعون إلى الشرك والآلهة المتعدّدة ينبغي أن تكون لهم قلوب متعدّدة ، ليجعلوا كلّ واحد منها بيتاً لعشق معبود واحد!
من المسلّم أنّ شخصيّة الإنسان السليم شخصية واحدة ، وخطّه الفكري واحد ، ويجب أن يكون واحداً في وحدته وإختلاطه بالمجتمع ، في الظاهر والباطن ، في الداخل والخارج ، وفي الفكر والعمل ، فإنّ كلّ نوع من أنواع النفاق أز إزدواج الشخصية أمر مفروض على الإنسان وعلى خلاف طبيعته .
إنّ الإنسان بحكم إمتلاكه قلباً واحداً يجب أن يكون له كيان عاطفي واحد ، وأن يخضع لقانون واحد . .
ولا يدخل قلبه إلاّ حبّ معشوق واحد . .
ويسلك طريقاً معيّناً في حياته ، بأن يتآلف مع فريق واحد ، ومجتمع واحد ، وإلاّ فإنّ التعدّد والتشتّت والطرق المختلفة والأهداف المتفرّقة ستقوده إلى اللاهدفية والإنحراف عن المسير التوحيدي الفطري .
ولهذا نرى في حديث عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في تفسير هذه الآية : «لا يجتمع حبّنا وحبّ عدوّنا في جوف إنسان ، إنّ الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه ، فيحبّ بهذا ويبغض بهذا ، فأمّا محبّنا فيخلص الحبّ لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ، فمن أراد أن يعلم فليمتحن قلبه ، فإن شارك في حبّنا حبّ عدوّنا فليس منّا ولسنا منه» (3) .
وبناءً على هذا فإنّ القلب مركز الإعتقاد الواحد ، وينفّذ برنامجاً عملياً واحداً ، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يعتقد بشيء حقيقة وينفصل عنه في العمل ، وما يدّعي بعض المعاصرين من أنّهم يمتلكون شخصيات متعدّدة ، ويقولون : إنّنا قد قمنا بالعمل الفلاني سياسياً ، وبذلك العمل دينياً ، والآخر إجتماعياً ، ويوجّهون بذلك أفعالهم المتناقضة ، فهو ناشيء من نفاقهم وسوء سريرتهم حيث يريدون أن يسحقوا بهذا الكلام قانون الخلقة .
صحيح أنّ أبعاد حياة الإنسان مختلفة ، ولكن يجب أن يحكمها خطّ واحد ، وتسير ضمن منهاج واحد .
ثمّ يتطرّق القرآن إلى خرافة اُخرى من خرافات الجاهلية ، وهي خرافة «الظهار» ، حيث أنّ المشركين كانوا إذا غضبوا على نسائهم ، وأرادوا أن يبدوا تنفّرهم وعدم إرتياحهم ، قالوا للزوجة : أنت عليّ كظهر اُمّي فيعتبرها بمثابة اُمّه ، وكان يعدّ هذا الكلام بمنزلة الطلاق!
يقول القرآن الكريم في تتمّة هذه الآية : {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهنّ اُمّهاتكم} فلم يمض الإسلام هذا القانون الجاهلي ، ولم يصادق عليه ، بل جعل عقوبة لمن يتعاطاه ، وهي : أنّ من نطق بهذا الكلام فلا يحقّ له أن يقرب زوجته حتّى يدفع الكفّارة ، وإذا لم يدفعها ولم يأت زوجته فإنّ لها الحقّ في أن تستعين بحاكم الشرع ليجبره على أحد أمرين : إمّا أن يطلّقها وفقاً لأحكام الإسلام ويفارقها ، أو أن يكفّر ويستمرّ في حياته الزوجية كالسابق (4) .
أي منطق هذا الذي تصبح فيه زوجة الإنسان بمنزلة اُمّه بمجرّد أن يقول لها : أنت عليّ كظهر اُمّي ؟! إنّ إرتباط وعلاقة الاُمّ والولد علاقة طبيعية لا تتحقّق بمجرّد الكلام مطلقاً ، ولذلك تقول الآية 2 ـ سورة المجادلة بصراحة : {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة : 2] .
وإذا كان هدف هؤلاء من إطلاق هذه الكلمات هو الإفتراق والإنفصال عن المرأة ـ (وهكذا كان في عصر الجاهلية ، حيث كانوا يقولون هذه الكلمات بدل لفظ الطلاق) ـ فإنّ الإنفصال عن المرأة لا يحتاج إلى مثل هذا الكلام القبيح السيّء . ألا يمكن أن يصرّح بالطلاق بتعبير صحيح بعيد عن كلّ ذلك القبح؟
وقال بعض المفسّرين : إنّ «الظهار» في الجاهلية لم يكن يؤدّي إلى إنفصال الرجل عن المرأة ، بل إنّه كان يجعل المرأة كالمعلّقة لا يعرف حالها ومصيرها ، وإذا كانت المسألة كذلك ، فإنّ جناية هذا العمل وقبحه ستكون أوضح ، لأنّ كلمة لا معنى لها كانت تحرّم على الرجل علاقته الزوجية مع زوجته من دون أن تكون المرأة مطلّقة (5) .
ثمّ تطرّقت الآية إلى ثالث خرافة جاهلية ، فقالت : {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} .
وتوضيح ذلك : أنّه كان من المتعارف في زمن الجاهلية أنّهم كانوا ينتخبون بعض الأطفال كأولاد لهم ، ويسمّونهم أولادهم ، وبعد هذه التسمية يعطونه كلّ الحقوق التي يستحقّها الولد من الأب ، فيرث الولد من تبنّاه ، كما يرث المتبنّي الولد ، ويجري عليهما تحريم امرأة الأب أو زوجة الإبن .
وقد نفى الإسلام هذه العادات غير المنطقية والخرافية أشدّ النفي ، بل ـ وكما سنرى ـ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) أقدم ـ لمحو هذه السنّة المغلوطة ـ على الزواج من زوجة ولده المتبنّى «زيد بن حارثة» بعد أن طلّقها زيد ، ليتّضح من خلال هذه السنّة النبوية أنّ هذه الألفاظ الجوفاء لا يمكن أن تغيّر الحقائق والواقع ، لأنّ علاقة البنوّة والاُبوّة علاقة طبيعية لا تحصل أبداً من خلال الألفاظ والإتّفاقيات والشعارات .
ومع أنّنا سنقول فيما بعد : أنّ زواج النّبي بزوجة زيد المطلّقة قد أثار ضجّة عظيمة بين أعداء الإسلام ، وأصبح حربة بيدهم للإعلام المضادّ السيء ، إلاّ أنّ هذا العمل كان يستحقّ تحمّل كلّ ذلك الصخب الإعلامي لتحطيم هذه السنّة الجاهلية ، ولذلك يقول القرآن الكريم بعد هذه الجملة : {ذلكم قولكم بأفواهكم} .
إنّكم تقولون : إنّ فلاناً ولدي ، وأنتم تعلمون علم اليقين أنّ الأمر ليس كذلك ، فإنّ الأمواج الصوتية فقط هي التي تخرج من أفواهكم ولا تنبع مطلقاً من إعتقاد قلبي ، وهذا كلام باطل ليس إلاّ {والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل} .
إنّ «قول الحقّ» يطلق على القول الذي ينطبق على الواقع الموضوعي تماماً ، أو أن يكون من الاُمور الإعتبارية التي تنسجم مع مصالح كلّ أطراف القضيّة ، ونعلم أنّ مسألة «الظهار» في الجاهلية ، أو «التبنّي» الذي كان يسحق حقوق الأبناء الآخرين إلى حدّ كبير ـ لم يكونا من الموضوعات العينية ، ولا من الإعتباريات الحافظة لمصلحة عامّة الناس .
ثمّ يضيف القرآن مؤكّداً وموضّحاً الخطّ الصحيح والمنطقي للإسلام : {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} .
إنّ التعبير بـ (أقسط) لا يعني أنّهم إن دعوهم بأسماء المتبنّين لهم فإنّه عدل ، وإن دعوهم بأسماء آبائهم الواقعيين فإنّه أعدل ، بل ـ وكما قلنا سابقاً مراراً ـ إنّ صيغة (أفعل التفضيل) تستعمل في بعض الموارد ولا تدلّ على الوصف المقابل لصفة ما ، فمثلا نقول : من الأفضل أن يحتاط الإنسان ولا يلقي بنفسه في الخطر ، فلا يعني هذا أنّ إلقاء النفس في الخطر والتهلكة حسن ، إلاّ أنّ الإحتياط أفضل منه ، بل إنّ المراد المقارنة بين الحسن والقبح .
وتقول الآية لرفع الأعذار والحجج : {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} أي إنّ عدم معرفة آبائهم لا يكون دليلا على أن تضعوا اسم شخص آخر كأب لهذا الإبن ، بل يمكنكم أن تخاطبوهم كإخوانكم في الدين أو أصدقائكم ومواليكم .
(الموالي) جمع «مولى» ، وقد ذكر المفسّرون له معاني عديدة ، فالبعض فسّره هنا بمعنى الصديق والصاحب ، والبعض الآخر بمعنى الغلام المعتق والمحرّر ، لأنّ بعض الأدعياء كانوا عبيداً يُشترون ثمّ يتحرّرون ، ولمّا كان أصحابهم قد اهتّموا بهم وأحبّوهم فإنّهم كانوا يدعونهم كأبناء لهم .
وممّا يجدر الإشارة إليه أنّ تعبير (مولى) في مثل هذه الموارد كان يرتبط بالعبيد المحرّرين من جهة أنّهم كانوا يحتفظون بعلاقاتهم مع مالكيهم بعد تحرّرهم ، تلك العلاقات التي كانت تنوب عن اُولي الأرحام في بعض الجهات من الناحية الحقوقية ، وكانوا يعبّرون عن ذلك بـ (ولاء العتق) ولذلك نقرأ في الروايات الإسلامية أنّ «زيد بن حارثة» بعد أن أعتقه النّبي كان يدّعي زيد بن محمّد ، حتّى نزل القرآن بالأمر أعلاه ، فمن ذلك الحين قال له النّبي (صلى الله عليه وآله) : «أنت زيد بن حارثة» ، وكان الناس يدعونه بعد ذلك : مولى رسول الله (6) .
وقالوا أيضاً : كان لأبي حذيفة غلام يدعى «سالماً» فأعتقه وادّعاه ، فلمّا نزلت هذه الآية كانوا يسمّونه : سالماً مولى أبي حذيفة (7) .
ولكن ربّما يدعو الشخص إنساناً لغير أبيه لإعتياده ذلك سابقاً ، أو لسبق لسانه ، أو لإشتباهه في تشخيص نسب الأفراد ، وهذا خارج عن حدود إختيار الإنسان ، فإنّ الله العادل الحكيم لا يعاقب مثل هذا الإنسان ، ولذا أردفت الآية : {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم (8) وكان الله غفوراً رحيماً} .
إنّه تعالى يغفر لكم ما سبق ، ويعفو عن السهو والنسيان والإشتباه ، أمّا بعد نزول هذا الحكم فإنّ الله عزّوجلّ سوف لا يغفر لكم مخالفتكم إن صدرت عن عمد وقصد ، فتدعون أفراداً بغير أسماء آبائهم ، وتستمرّون على اتّباع هذا العرف السيء بالدعوة لغير الأب .
وقال بعض المفسّرين : إنّ موضوع الخطأ يشمل الموارد التي يقول فيها الإنسان لآخر تحبّباً : ولدي ، أو يابنيّ ، أو يقول فيها لآخر إحتراماً : ياأبت!
وهذا الكلام صحيح ـ طبعاً ـ وهذه التعبيرات لا تعدّ ذنباً ، لكن لا لأجل عنوان الخطأ ، بل لأنّ لهذه التعبيرات صفة الكناية والمجاز ، وقرينتها معها عادة ، والقرآن ينفي التعبيرات الحقيقية في هذا الباب ، لا المجازية .
___________________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج10 ، ص 328-333 .
2 ـ مجمع البيان ، ذيل الآية مورد البحث ، وتفسير القرطبي .
3 ـ تفسير علي بن إبراهيم ، طبقاً لنقل نور الثقلين ، المجلّد 4 ، صفحة 234 .
4 ـ سيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ توضيح أكثر حول المسائل المرتبطة بالظهار في ذيل الآيات المناسبة في سورة المجادلة .
5 ـ تفسير في ظلال القرآن ، المجلّد 6 ، صفحة 534 ، ذيل الآية مورد البحث .
6 ـ روح المعاني ، المجلّد 21 ، صفحة 131 ذيل الآية مورد البحث .
7 ـ روح البيان ، ذيل الآية مورد البحث .
8 ـ قال المفسّرون : إنّ كلمة (ما) هنا موصولة ، وهي من ناحية الإعراب مبتدأ ، وخبرها محذوف ، وتقدير الجملة : لكن ما تعمّدت قلوبكم فإنّكم تؤاخذون عليه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|