هو إتقان فن إدارة الحديث ويعتبر من الأمور المهمة لنجاح المقابلة الصحفية فلا يكفي أن يكون الصحفي مثقفاً، وأن يكون ضيفه في المقابلة متجاوباً وأن يجيد صياغة الأسئلة، وأن يكون الموضوع مهماً، بل لابد من أن تكون لديه القدرة على إدارة الحديث.

ويجب الإعداد الجيد لمعرفة الموضوع الذي سيثار في المقابلة وتحديد ظروفه، وبالتالي تهيئة الأسئلة المناسبة التي تحتاج الإجابة عنها.

وعلى الصحفي أيضاً أن يكون مسيطراً على الوضع وأن يوجه مسيرة المقابلة ولا يتركها أبداً تسير سيرا ذاتياً، ويجب أن يتم ذلك بلباقة — خاصة في المقابلات التلفزيونية - ودون أن يشعر المتحدثون أو المشاهدون بذلك.

ويكون باستطاعة الصحفي أو رئيس التحرير أحياناً أن يقنع المصدر أو الشخص المسؤول بأن الكتابة عن الموضوعات الحساسة هي فكرة المصدر أو المسؤول.

واذا استطاع الصحفي أن يبين الفوائد التي يمكن أن تعود على المصدر أو صانع القرار من تغطية أحد الموضوعات فإنه سيقبل على الإفصاح عن المعلومات بل أنه قد يعتقد باللاوعي أنه هو صاحب فكرة الموضوع أو القصة الإخبارية، وقد يكون بهده الحيلة قدرا من التلاعب، إلا أن هناك وسيلة أخرى أكثر صدقاً، وهي أن يعمل المصدر والصحفي كشريكين في بحث أحد الموضوعات الحساسة، وعلى الصحفيين أن يكونوا قادرين على أن يزيحوا جانباً الغرور والأنانية حتي يتمكنوا من إنجاز ذلك.

إن عملية إدارة الحوار ليست بالعملية السهلة فحتى في الحالات التي يستقبل فيها الصحفي بصورة جيدة فأن ردود الفعل لدى الأشخاص تختلف في معظم الأحيان، وهناك الكثير من الأشخاص المراد مقابلتهم يتهيبون أو يخجلون من إجراء المقابلة مع صحفي لأول مرة وخاصة إذا كانت المقابلة معدة للإذاعة والتلفزيون.