المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أعشى تغلب
28-12-2015
تحقّق الأماني
8-5-2018
The distribution of palatal approximation
24-6-2022
زهد الإمام علي (عليه السلام)
23-01-2015
وقت النية في الصوم الواجب غير المعين.
18-1-2016
المقومات الطبيعية لتقييم الوزن السياسي للدولة- شكل الدولة - الشكل المنتظم
2023-03-01


كلامه مع الملائكة والجن  
  
3451   12:44 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص426-427.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

روى العلامة المجلسي في جلاء العيون بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: (ورواه الشيخ المفيد أيضا وغيره) لما سار أبو عبد اللّه (عليه السلام) من المدينة لقيته أفواج من الملائكة في ايديهم الحراب على نجب من نجب الجنة، فسلّموا عليه و قالوا:

يا حجة اللّه على خلقه بعد جدّه و أبيه و أخيه، انّ اللّه سبحانه أمدّ جدّك بنا في مواطن كثيرة و انّ اللّه تعالى أمدك بنا.

فقال لهم : الموعد حفرتي و بقعتي التي استشهد فيها و هي كربلاء، فاذا وردتها فأتوني، فقالوا: يا حجة اللّه مرنا نسمع و نطع فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك؟.

فقال : لا سبيل لهم عليّ و لا يلقوني بكريهة أو أصل الى بقعتي.

وأتته أفواج مسلمي الجن فقالوا : يا سيدنا نحن شيعتك وانصارك فمرنا بأمرك ما تشاء، فلو أمرتنا بقتل كلّ عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك.

فجزاهم الحسين (عليه السلام) خيرا و قال لهم : أو ما قرأتم كتاب اللّه المنزل على جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء : 78].

وقال سبحانه {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران : 154] واذا أقمت بمكاني فبما ذا يبتلي هذا الخلق المتعوس؟ و بماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء وقد اختارها اللّه تعالى يوم دحا الارض وجعلها معقلا لشيعتنا ويكون لهم‏ أمانا في الدنيا والآخرة، ولكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء الذي في آخره أقتل و لا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي و يسار برأسي الى يزيد لعنه اللّه.

فقالت الجن : نحن واللّه يا حبيب اللّه وابن حبيبه لو لا أن أمرك طاعة وانّه لا يجوز لنا مخالفتك قتلنا جميع اعدائك قبل أن يصلوا إليك.

فقال (عليه السلام) لهم : نحن واللّه أقدر عليهم منكم ولكن ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيّ عن بينة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.