أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-27
1028
التاريخ: 2023-08-04
1305
التاريخ: 2024-01-14
882
التاريخ: 2024-01-08
878
|
تقليم الزيتون
تقليم الزيتون كغيره من أشجار الفاكهة، عملية من العمليات البستانية الضرورية الموصول إلى أطول عمر وأحسن شكل وتنظيم حمل الثمار كما ونوعا سنويا، وتوفير الجهد والمال اللازم لذلك ولتحقيق هذه الأهداف يفضل تقسيم العملية الى تقليم تربية: ويتلخص في اختيار شكل الشجرة للمستقبل ومتى وكيف نتمكن من ذلك. والى تقليم الاثمار: ويتلخص في اختيار الاغصان الحاملة للثمار وتشجيع الحصول عليها.
أما تقليم التربية للشكل المرغوب فيجب أن تراعى فيه النقاط التالية:
1- أن يكون الأسهل تنفيذا.
2- أن يكون الاقل تزاحما وتداخلا في المستقبل.
3- أن لا تجبر الشجرة على اخذ شكل معين وأن تأخذ الاغصان حريتها في النمو.
4- يراعى في اختيار ارتفاع الجذع المبدأ القائل بأن الاقرب للأرض أفضل من الساق المرتفعة عنها.
ميزات هيكل الشجرة المنخفض:
1- الجذع القصير.
2- الاغصان الاكثر قربا من الأرض هي التي يحافظ عليها وهي الاكثر اثمارا.
3- الجزء العلوي من الهيكل قد خفت أغصانه من قلب الشجرة وتم الابقاء على عدد من الاغصان لتظليل الأفرع.
4- معظم الاغصان على ارتفاع مترين يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل عامل التقليم بدون استعمال السلالم أو التسلق.
عيوب هيكل الشجرة المرتفع:
1- الشجرة عالية والجذع مرتفع.
2- الكثير من الاغصان ينشأ من نقطة واحدة من أعلى الجذع.
3- قواعد هذه الاغصان عارية من الأوراق.
4- والاغصان المتدلية القادرة على حمل الثمار قد أزيلت.
5- لا بد من استعمال السلالم أو التسلق لأجراء التقليم والخدمات الأخرى وخاصة جمع الثمار وتزداد النفقات.
الاشكال التي تربى عليها شجرة الزيتون:
يمكن تربية شجرة الزيتون بأشكال مختلفة، كما يوضحها الشكل التالي مع مراعاة أن يكون الشكل المختار هو ذلك الشكل الاقل تداخلا او تزاحما في أفرعه وأغصانه، فالأكثر سهولة والاقل تزاحما هو المفضل، والاصناف التي تتجه في نمواتها للأعلى تأخذ شكل القبة Dome -shaped بينما تأخذ الاصناف
المتميزة بنمواتها السفلية أو المتجهة نحو الاسفل شكلا اسطوانيا cylindrical - form كما يجب أن لا يمارس على شجرة الزيتون أي نوع من اجبارها على أخذ شكل معين، فالمطلوب هو السماح للشجرة بأن تنمو بحرية وبصورة طبيعية وتشكل بتنظيم قص أفرعها وأغصانها كما في الشكل التالي:
ويبدو من الشكل الايسر الذي يوضح طريقة التربية القريبة من الأرض، ان الشجرة ذات شكل جيد، قصيرة الجذع، وأغصانها السفلية محافظ عليها بصورة جيدة، وجزؤها العلوي قد تم تخفيف أغصانه من مركز الشجرة، مع الابقاء على عدد من الاغصان لتقوم بدور توفير الظل لأفرع الشجرة الكبيرة وأذرعها واغصانها كما يسهل وصول العامل الى أجزاء المجموع الخضري المؤشر عليها بخطوط بدون أدنى صعوبة كاستعمال السلالم أو التسلق عليها.
أما تربية الشجرة على ارتفاع عال كما هي حالة الشكل الايمن، فتبدو الشجرة عالية، شبكية في تفرع أغصانها التي تخرج من نفس النقطة على قمة الجذع. وتبدو قواعدها عارية، والاغصان الصغيرة المتدلية للأسفل قد زيلت، وللوصول الى المجموع الخضري لا بد للعامل من التسلق أو ضرورة استعمال السلالم، وتكون نفقات التقليم والمكافحة وقطف الثمار هي عالية ومجهدة.
إلا أن المزارعين قد يعمدون إلى اختيار شكل معين لحل مشكلة معينة، فالشجرة ذات الذراعين وهي شائعة في اسبانيا للصنف Godral وهو صنف ضعيف أو ليس صنفا قويا، ولا بد أن يربي كذلك لينتج ثمار كبيرة الحجم، لأنها هي الصفة التسويقية له.
بينما في مناطق زراعة الزيتون الجافة، حيث الامطار القليلة، والصيف الحار، فانه من المطلوب أن يكون التركيز على دورة نسغ النبات (عصارة النبات) بأقل كمية من المجموع الخضري المشكل.
العمر الذي تربى فيه الاشجار:
توجد آراء مختلفة حول العمر الذي تبدأ فيه عملية التقليم لتربية الأشجار. وقبل مناقشة اي فكرة حول هذا الموضوع فان الاخطار الكبيرة التي تنجم عن التربية المبكرة هي أكبر بكثير من تلك التي يمكن أن تنجم في وقت متأخر، ففي العمر المبكر تكون الاشجار في حالة من عدم التوازن فمجموعها الورقي ليس فعالا كجذورها، وأوراقها يمكن ازالتها في حالة ما اذا كانت تحول دون وصول أشعة الشمس الى بقية الأوراق. وعلى كل حال فليس من الحكمة السماح لبعض الاغصان ذات الوضع السيء في الشجرة، أن نتركها تنمو بحرية، مع العلم بأنها ستزال مستقبلا، ولهذا فإزالة أو تقصير بعض الاغصان على فترات مختلفة يبدو مقبولا، وإذا كان ممكنا فالأفضل ازالتها منذ سنتها الاولى للزراعة.
اما في المناطق الجافة فالجهود تبذل نحو الحصول على مجموع جذري جيد ومبكر للشجرة. ويعتبر ذلك ضروريا للشجرة لتتمكن من تحمل الجفاف، ولهذا تترك الشجرة لتنمو 3 - 4 سنوات وبحرية كاملة، لتحقيق القدرة على تحمل الظروف القاسية، فالأغصان الجانبية التي تحمي ساق الشجرة، تعمل أيضا على حمايتها من الحيوانات الضالة بحيث لا تقترب من الجذع نفسه فمثل هذه الحيوانات تضعف هذه الأفرع والجذع.
الخطوات الفنية لتربية أشجار الزيتون:
أخي القارئ عليك باتباع التقاط التالية:
1- الحفاظ على جذع قصير جدا لشجرة الزيتون، لا يزيد بارتفاعه عن 50 سم. بحيث ينمو أعلاه 3 - 4 أغصان رئيسية، وأن يعلو كل غصن النصف الآخر بحدود 10 - 15 سم.
2- في المناطق الجافة، أو في حالة الاصناف ذات النمو الخضري المعتدل. فان عدد الاغصان القليلة المشار اليه سابقا يعتبر كافيا. إنما يجب السماح للأغصان الثانوية بالنمو على الاغصان الاساسية، بحيث تبعد هذه الاغصان الثانوية 40 - 50 سم عن بعضها البعض ولا تتداخل مع بعضها البعض.
3- في حالة الظروف البيئية الملائمة، وفي حالة الاصناف القوية النمو، يجب السماح للأغصان الثلاثة أو الاربعة الاساسية بالتفرع كل منها إلى شعبتين لتعطي 6 - 8 أو 16 غصنا حسب قوة نمو الشجرة..
4- أن لا يبقى أي غصن كبير في مركز الشجرة، بل الابقاء على عدد من الاغصان الثانوية لتوفر الظل والحماية لوسط الشجرة المكشوف الفارغ وحماية القلف من ضربة الشمس.
5- نظرا لثقل الزيتون على الاغصان، فان هذه الاغصان تعمل على الانتشار إلى الجوانب فاذا حدث مثل هذا وبدرجة كبيرة، فلا بد من السماح لأغصان ثانوية جديدة من النمو بحيث لا يبقى وسط الشجرة مفتوحا خال من الأوراق.
6- ان الشيء الاساسي في عملية تقليم شجرة الزيتون لتربيتها على شكل معين، هو عدم تعرية أو تجريد الجذع والأفرع الرئيسية في مراحل مبكرة فالأغصان الثانوية الصغيرة والتي سوف لا تشكل جزءاً من هيكل الشجرة، لها دور في السنوات الاولى في حماية الأفرع الرئيسية من ضربة الشمس، ويجب عدم قصها أو تقصيرها الا إذا كان نموها أقوى من نمو الاغصان الرئيسية.
7- من الملاحظ غاليا، على أشجار الزيتون الحديثة والتي تبدو رفيعة نحيلة، وجذعها خال من الاغصان، وذات نمو خضري بطيء، أن هذه الاشجار لن تثمر محصولا من الزيتون قبل مضي 10 – 15 سنة.
8- من التوصيات الهامة التي ينصح بها هو عدم قص نهايات الاغصان الرئيسية.
9- يجب أن لا يغيب عن البال بأنه لا ينصح أبدا محاولة الحصول على نمو نموذجي، وهندسي الشكل لشجرة الزيتون باستعمالك للمنشار متى شئت. فقلب الشجرة المفتوح سرعان ما يمتلئ بالأغصان الجديدة نتيجة هذه العملية.
الاخطاء الشائعة في تقليم التربية لأشجار الزيتون:
يجب تفادي الاخطاء الشائعة التالية عند اجراء تقليم التربية على أشجار الزيتون:
1- تجنب التقليم الجائر والذي يسبب تأخير الاثمار.
2- تجنب التربية المبكرة، والتي ينجم عنها: الجذع الرفيع والافرع العارية من الاغصان الناجمة عن ازالة الاغصان الغضة غير الناضجة على طول الجذع.
3- تجنب ابقاء العدد الكبير من الأفرع، التي تعتبر بالمقارنة ضعيفة، وتمنع وصول أشعة الشمس للشجرة، وتقلل من التهوية بسبب قلة التقليم.
4- تجنب السماح للشجرة بأن تنمو للأعلى كثيرا، لأنها تسبب صعوبة جمع الثمار وتعرض الجذع لضربة الشمس.
5- تجنب اصطناع شكل محدد لشجرة الزيتون، أو فرض شكل هندسي على الشجرة، لان ذلك يتطلب تقليما قاسيا، ويزيد من خطر التعرض لضربة الشمس.
6- تجنب السماح للأفرع الرئيسية بأن تخرج كلها من نقطة واحدة، لأنها تسبب ضعف مثل هذه النقطة.
تربية الاشجار على ارتفاع عال أو قريب من سطح التربة:
لو القينا نظرة على كثير من مزارع الزيتون في القطر، لوجدنا أن ساقها قصير، وأغصانها قريبة من سطح التربة، وهذا هو التقليد المتبع لدى المزارعين وهو ما تنصح به دوائر وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي، وهذه الطريقة وان لم تساعد على فلاحة ما هو تحت ظل الشجرة، الا أن التربية المنخفضة لها ميزات منها:
1- انجاز عملية التقليم والقطاف والمكافحة بسهولة.
2- لا تتعرض الاشجار للرياح بكثرة بالمقارنة مع الاشجار ذات السباق العالية.
3- تعيق نمو الاعشاب تحت الشجرة وتقلل من تبخر الماء من التربة بفعل الظل، ويراعى تكوين هيكل كروي للشجرة باختيار 3 - 4 فروع هيكل رئيسية، أما أكثر من ذلك فيسبب ضياع كمية من الغذاء هي لازمة لتكوين الخشب. أما رغبة بعض المزارعين بالتربية على ساق مرتفعة ( متر وأكثر ) فيعود لرغبتهم في فلاحة ما تحت الشجرة. ويمكن التغلب على ذلك ( بالركش ) ولمرة واحدة.
التقليم من أجل الاثمار وتجديد خشب الحمل وهذا يتطلب معرفة
العلاقة ما بين التقليم، وتأمين الغذاء للشجرة وبين الاثمار.
المعاومة في شجرة الزيتون
لشجرة الزيتون القدرة على اعطاء ثمار أكثر مما يقدم لها من الاغذية السمادية، وتصبح هذه الظاهرة أكثر وضوحا مع تقدم العمر، وهذا الاثمار الزائد له ما يماثل التأثير المرضي على معدل النمو الخضري السنوي. وهكذا فان الاثمار السنوي يتناقض بدرجة ملحوظة مع تقدم السنوات، وهذا ما نعنيه بسنة الحمل الغزير On yearالتي يليها سنة الحمل الخفيف off year وهو ما يعبر عنه بتبادل الحمل أو المعاومة Alternate Bearing. وكلما تقدمت الشجرة في العمر، كلما كانت هذه الظاهرة أكثر وضوحا، حتى تتمكن الشجرة بعد عدة سنين من توفير كمية من الغذاء لتتمكن من اعطاء الانتاج المقبول.
ويعتبر عدد لا بأس به من المزارعين في مناطق زراعة الزيتون المختلفة، أن الظروف البيئية غير الملائمة هي السبب في عدم انتظام الانتاج السنوي، وانه لا يمكن تجنب هذه الظاهرة وما يمكن أن يتوقعه المزارع هو اعطاء الشجرة لنمواتها الخضرية في سنة، ثم الثمار في السنة التالية، فاذا حدث هذا فعلا، فهذا يعني عدم تمكن الشجرة من تخزين الغذاء الكافي لإنتاج المحصول في كل سنة فاذا كانت الاشجار في تربة جيدة خصبة، وظروف نمو ملائمة فان ظاهرة تبادل العمل تتناقص بالنتيجة.
أن ظاهرة المعاومة في انتاجية الزيتون ليست بالشيء الصعب الذي يجعل من مثل هذه الزراعة أمرا غير ملائم:
1- اذا لم يكن تساقط الثمار كبيرا في السنة الغزيرة الحمل.
2- واذا كان هذا الانتاج الكبير لا يتأثر بعدم كفاية الماء خلال أشهر الصيف.
أما ان كان شح المياه لا محالة واقع، فان ضياع خشب الحمل أصبح مؤكدا من جهة، وان ثمار الزيتون المتبقية على الاشجار لا تكبر، ويكون المحصول ضعيفا، وتصبح الشجرة في وضع يصعب عليها فيه أن تستعيد قواها ثانية.
ان الهدف من تقليم شجرة الزيتون هو تخليص الشجرة في سنوات الحمل الغزير من الثمار الزائدة.
فالتقليم الجائر يجب إجراؤه في الشتاء الذي يسبق العمل الغزير وليس بعده كما يعتقد بعض المزارعين، ومن الواضح على كل حال، أن التغذية الضعيفة لأشجار الزيتون يمكن تفاديها من الاساس بعمليات الخدمة الملائمة وكحقيقة فليس من الممكن التخلص من موضوع المعاومة من تقليم وحيد لشجرة الزيتون، بل باستمرار اجراء عمليات الخدمة الزراعية الملائمة مع تقليم ملائم ومعتدل في كل شتاء، حتى تصل الشجرة إلى العمر الذي لا يمكن معه تجنبها.
قوة نمو الاغصان:
ان الهدف الاساسي من تقليم أشجار الزيتون لتشجيعها على انتاج الثمار هو الحصول على معدل نمو سنوي للأغصان. فاذا كانت الاغصان قوية أكثر من المعدل فأنها تؤدي لتساقط الثمار في بعض الاصناف، وان كانت ضعيفة النمو أكثر مما يجب، فأنها لا تتمكن من تأمين الغذاء اللازم لمحصول طبيعي.
ولهذا فان تنظيم حجم هذه الاغصان يتطلب من الرجل الذي يقوم بعملية التقليم أن يكون دليله هو طول الاغصان في السنة السابقة . فاذا زادت الاغصان في طولها في كافة أجزاء الشجرة عن 30 سم في الطول فان ذلك يعني أنها قوية النمو وان التقليم لا بد وأن يكون خفيفا بقدر المستطاع، لان التخلص من عدد كبير من الاغصان يؤدي الى السماح للمتبقي منها بأن تتشجع وتنمو. ومن جهة أخرى، فان كانت معظم الاغصان في السنة السابقة ضعيفة جدا وطولها ليس أكثر من بضعة سنتيمترات، فان تقليمها الجائر يصبح ضروريا للتخلص من عدد جيد منها، لتتمكن الاغصان المتبقية من الحصول على جزء كبير من العصارة. ويجب الاشارة هنا الى أن حجم الشجرة ككل لا فائدة منه، حتى لو أن عددا هائلا من الاشجار كان قادرا على اعطاء أغصان ضعيفة من الواجب تقليمها تقليما جائزا.
وبالنتيجة، فان دليل المقلم هو بالتأكيد طول الاغصان في السنة السابقة التي هي وحدها تقرر ما هو حجم الخشب الواجب ازالته، أو بعبارة أخرى ما هي درجة التقليم الجائر الواجب تطبيقه.
ومتى أمكن وضع هذه القاعدة الأساسية، فان العوامل التي تحدد درجة التقليم الشديد هي:
1- التفكير بأنه ماذا سيحدث لأشجار الزيتون في السنة التالية. ففي المناطق الجافة، يجري التقليم في وقت متأخر ( شباط - آذار ) بحيث يراعى كمية الامطار التي سقطت والتي ستحدد كمية المحصول.
أما ان كان معدل الامطار الهاطلة قليلا، فعليك بالتقليم الاكثر قساوة، وكلما كان ذلك ضروريا، ومهما كانت التكاليف الكلية، لنقلل بالنتيجة المسطح الورقي الذي ينتح من جهة، ولتوفير الغذاء للثمار من جهة أخرى والمحصول يجب تقليله بتأن وذلك لضمان تطور الثمار المتبقية بصورة طبيعية. ويجب تفادي أي سبب متوقع يكون بنتيجته اضعاف الشجرة.
2- أما بعد المحصول الغزير لشجرة زيتون، والذي ينتج عنه عادة ضعف نمو الاغصان. فان هذا الضعف هو المؤشر الذي يدل المقلم بضرورة التقليم الاكثر قساوة. كما عليه أن يتذكر أن هذا الضعف في نمو الاغصان ما هو الا حالة طارئة ومؤقتة فقط، وعليه أن لا يزيل كل ما يستطيع ازالته اذا كان الأمر هو ظرف غير طبيعي. ففي هذه الحالة يجب إجراء التقليم قبل تميز البراعم، وذلك لضمان الحصول على موسم ثمري أفضل على الاغصان المتبقية.
كما يجب عدم اللجوء الى التقليم الزائد عن الحد، لان اشجار الزيتون التي تحمل محصولا معتدلا من الثمار ستجد المصادر اللازمة لإعطاء معدل نموات سليمة من الأغصان أيضا.
3- ان لنوعية التربة التي يعيش عليها الزيتون وللعمليات الزراعية المطبقة وخاصة اضافة الاسمدة والري، ان لمثل هذه الظروف تأثيرا على طبيب عمل المقلم بدرجة كبيرة أو قليلة.
وصول الضوء للشجرة، وخف المجموع الخضري:
يعتمد المقلم عادة على ازالة كثير من الاغصان، فاذا كان الزيتون مزروعا وبشكل خاص في مناطق حارة فعليه المزيد من العناية والحذر من احتمال تعرض الافرع الكبيرة من شجرة الزيتون للإضاءة الشديدة نتيجة لقص الاغصان أو الافرع المركزية في الشجرة.
ان أشجار الزيتون القوية النمو وذات الأوراق الكثيرة تتطلب بعض التقليم، ولكن لأسباب أخرى، فان هذا النمو الخضري القوي لا يستدعي التقليم الجائر. فالهدف من التقليم لا بد وأن يتوافق مع هدف تقليل تعرض أغصان الشجرة للإضاءة الشديدة وأن ما تعنيه من ( خف الضوء)، لا بد وأن يتم من خلال أقل كمية ممكنة من المقص.
تجديد خشب العمل في أشجار الزيتون:
ان أغصان الحمل في اشجار الزيتون تتدلى إلى أسفل تحت تأثير ثقل الثمار، وهذا هو أحد الأسباب لفقدان قوتها والأغصان الحديثة النامية على هذه الاغصان تميل لإعطاء الثمار، ثم تنحني إلى أسفل وهكذا الحال في عدد لا بأس به من الأصناف، بدرجة كبيرة أو قليلة، بحيث تصبح من عادتها تكوين ما يشبه الاغصان الزاحفة، أن هذه الطبيعة في النمو تعمل على اضعاف الاغصان أو الافرع، ولا تنتج الثمار بعد ذلك. وعلى كل حال، فالطبيعة نفسها تعجل في هذه الظاهرة وفق التفسير التالي: ان النسغ يتوقف تدفقه عند النقطة التي ينحني أو يتقوس فيها وتتاح الفرصة للبراعم الساكنة على هذه الاغصان فوق نقطة الانحناء الى الحصول على تدفق النسغ. وبعد ذلك بفترة بسيطة فالأغصان القوية تنمو رأسيا أو عمودية، وتأخذ منظر السرطانات وهذه هي الاغصان البديلة التي على المقلم أن يعيرها الانتباه اللازم. بحيث يمكنه الابقاء على واحد أو اثنين منها من قاعدتها، وخف الاغصان الأخرى لتسمح للضوء بالنفاذ من خلالها للمساعدة على تطورها وتتمكن من الوصول الى هذه الاغصان البديلة. ثم تبدأ بالأثمار ثم الانحناء، وعندما يبدو على الفرع القديم الانهاك يلجأ المقلم الى قصه، وهكذا تعامل بقية الاغصان المماثلة.
ان عمر الاغصان الحاملة للثمار وسرعة تجديدها بدرجة كبيرة او قليلة يتوقف على الظروف البيئية والعناية بالعمليات الزراعية.
موعد التقليم وتكراره:
1- يبدأ التقليم بعد الانتهاء من جني الثمار، وينتهي قبل بدء النمو الجديد، والاشجار الضعيفة ( الاقل قوة ) هي التي تقلم اولا.
2- بينما يبدأ التقليم في المناطق الجافة متأخرا بقدر الامكان ، حتى تتاح الفرصة لمزارعي الزيتون بمعرفة كمية الامطار الهاطلة.
3- تعامل شجرة الزيتون وفق الطرق الحديثة بالتقليم السنوي، وهذه النقطة بالذات قد اتفق عليها كل الفنيين العاملين في هذا المجال. بينما تشير ممارسات مزارعي الزيتون العملية بعدم تطبيقها، بل يعمدون إلى تقليم أشجار الزيتون بمعدل كل سنتين أو ثلاثة وأحيانا كل أربع سنوات مرة منطلقين من مبدأ توفير العمالة وللحقيقة المؤكدة، فان مثل هذا التوفير هو توفير تافه ولا قيمة له وان التقليم السنوي هو بالتأكيد أقل ضررا وأكثر سرعة وانجازا. وان مخزون الشجرة يحافظ عليه في داخلها، لأنه من المفضل أن تقلم الاغصان التي لا قيمة لها وعمرها سنة، من أن تعلم الاغصان وعمرها سنتين أو ثلاثة أو ربعة سنوات.
وفي الصيف يجب ازالة السرطانات التي لا فائدة منها وكذلك بعض الاغصان ومن قواعدها. والصيف هو الموسم الذي يمكن المزارع من تحديد الاغصان التي ستكون البديلة للمستقبل، وازالة السرطانات تعمل على ابعاد عنصر المنافسة على الغداء.
ولنجاح هذه العملية يجب على المزارع أو المقلم أن يرسم خطة للتقليم، فيتجول في مزرعته ككل ثم يدرس كل شجرة على حدة ويضع خطته لوحده على أساس اعتبارات معينة على ضوء واقع المزرعة والشجرة اذ أن عمل المقلم هو عمل ذهني قبل أن يكون عملا يدويا.
ما هو المقصود بتفحص مزرعة الزيتون:
ان المقصود بتفحص ومعاينة مزرعة الزيتون هي الاعتبارات التالية:
1- الموسم الثمري الاخير: التقليم المتوسط ان كان المحصول جيداً.
2- الامطار الشتوية : ( في المناطق الجافة ) التقليم الجائر إن كانت الامطار قليلة ضئيلة وغير كافية.
3- نوع التربة والاسمدة المضافة : يكون التقليم أقل شدة ان كانت التربة جيدة والاسمدة المضافة كثيرة.
4- عمليات الخدمة الزراعية : التقليم الخفيف في مزارع الزيتون المروية.
5- الاصابة بالآفات : التقليم الشديد في حالة الضعف الواضح على الأشجار.
6- قوة نمو الصنف بالحالة الطبيعية.
معاينة كل شجرة على حدة:
1- اذا كان معدل نمو الأغصان ما بين 15 - 30 سم: فالتقليم ضمن المعدل العادي المتوسط.
2- اذا كان معدل النمو السنوي للأغصان أقل من 15 سم: التقليم الجائر.
3- اذا كان معدل النمو السنوي للأغصان أكثر من 30 سم : أقل كمية من التقليم الا اذا كانت الاغصان كثيفة.
فالقرار الذي سيأخذه المقلم هو: ما هي كمية الأغصان أو الخشب الواجب ازالته؟
والجواب على ذلك سيكون وفق المعدل التالي:
1/6 سدس في حالة التقليم الخفيف
¼ - 1/3 في حالة التقليم المعتدل
½ في حالة التقليم الغزير
وكل ما عدا ذلك فهي اعتبارات ثانوية.
ثم يتساءل المزارع عن تلك الاغصان الواجب إزالتها وابقاؤها، ومن أين يبدأ بالتقليم؟
والجواب على ذلك هو:
1- لدى الفحص الدقيق لشجرة الزيتون يمكن المزارع من الوقوف على مقدار الاغصان الزائدة عن المطلوب والتي يجب أن تزال دون أن تترك فجوات عديدة. فالأغصان الحديثة جدا، وأكثر الاغصان قوة، وأفضل الاغصان توضعا على الشجرة، هي التي يجب الحفاظ عليها.
2- وعند تجوال المقلم حول الشجرة عليه أن يبدأ بالتقليم من المناطق القريبة من سطح التربة متجها نحو الأعلى دون تردد. ويمكن أيضا ازالة أي غصن ميت، والاغصان الموجودة على كعب الشجرة، والسرطانات التي لا فائدة منها، والاغصان العارية المتجردة من الاوراق، والاغصان القائمة الى أعلى، كما أن قمة الشجرة وهي التي تتلقى النسغ أكثر من غيرها، يجب تقليمها بشدة أكثر من أجزاء الشجرة السفلى خاصة في الاصناف التي نميزها بنموها الطويل العالي.
كيف يبدأ المقلم بالخطوة الاولى؟
1- عليه أن يزيل الاجزاء الكثيرة التي اختار التخلص منها والتي تمثل الجزء الاكبر من التقليم.
2- الابقاء على أغصان التجديد.
3- التخلص من الاغصان الميتة.
4- أن يترك للأخير الاغصان الحديثة المثمرة ويقلمها بعناية وتأن.
وعليه أن يترك وقتا للتفكير بين كل خطوة وأخرى.
الاخطاء الشائعة في التقليم هي:
1- ازالة الاغصان المتدلية، وهي أكثر الاغصان حملا للثمار، وعلى المقلم أن يتركها تحمل الثمار حتى يبدو عليها الارهاق.
2- الفشل في ترك الاغصان البديلة.
3- وجود فجوات كبيرة في المجموع الخضري، مما يدل على أن التقليم قد تم قبل أن تصبح الاغصان البديلة جاهزة.
4- ترك بقايا الاغصان المزالة وعدم التخلص منها من أساسها، وهذا مما يدل على عدم خبرة المقلم بتقنيات التقليم، ومثل هذه البقايا الناجمة عن ترك جزء من الغصن تؤدي لضرر مجموعة من النموات أشبه ما تكون كخصلة من الاغصان الحديثة، وأحيانا تصبح بقايا ميتة.
فوائد الاجزاء المزالة من الاشجار التي قلمت:
يمكن الاستفادة من مخلفات التقليم أو التخلص منها على النحو التالي:
1- للوقود، وللأفران، ولصناعة الفحم.
2- عدم تجميع هذه الاجزاء بشكل كوم في أو بالقرب من مزرعة الزيتون، لان ذلك يعمل على تكاثر نيرون الزيتون Neiroun.
3- خشب الزيتون ذو نوعية عالية، خاصة للنحت على الخشب.
4- تعتبر النموات الخضرية علفا جيدا لأبقار الحليب والماعز والاغنام. وقد تم معرفة تركيبها الكيميائي وفق النسب التالية:
9 % بروتين
4.2 % دهون
34 % نتروجين
2 % الياف
2٫7 % رماد
وللاستفادة القصوى من مخلفات التقليم، وحتى يتفادى المزارع عملية جمع هذه المخلفات، أو حرقها، فقد تم تصنيع مطاحن خاصة للأغصان الحديثة والأوراق بحيث تقلل من حجمها وتسهل عملية خلطها في التربة.
التقليم كطريقة لتحسين مزارع الزيتون:
للأسف يعمد المقلم احيانا للنظر فقط الى شكل شجرة الزيتون الناتج بعد اتمام التقليم، بينما يجب أن يكون هدفه الأول هو الحصول على مجموع خضري ورقي، وتاج ( قمة ) أخضر ، على عدد من الأفرع القليلة ، وحتى يكون التقليم هادفا من تحقيق تشجيع الانتاج الثمري، لا بد وأن يعمل للحصول على :
1- النموات الحديثة في السنة الحالية.
2- افضل نصيحة يمكن تقديمها للمقلم أو للمزارع هي: قلم على فترات متكررة ولكن ليس تقليما شديدا، ولكن ذلك يستلزم بذل عناية أكبر في اعمال أخرى ذات علاقة بزراعة الزيتون.
النتائج الخاصة بتجارب التقليم:
على الرغم مما قيل ويقال هنا وهناك في مناطق زراعة الزيتون في العالم، بين المعارضين والمؤيدين للتقليم أن كان خفيفا أو جائرا أو حتى ترك الاشجار بدون تقليم، فان نتائج ما أجري حول هذا الموضوع يمكن تلخيصها بما يلي:
1- ان أي تقليم لأشجار الزيتون الصغيرة، وغير المثمرة سيؤخر النمو الخضري بالمقارنة مع الاشجار المقلمة: حتى مع أدنى درجات التقليم الصيفي فيما لو تمت.
2- تعتبر عملية تربية الاشجار الصغيرة في السنوات الخمس الأولى من عمرها، من العمليات الضرورية اذا رغب المزارع في الحصول على جذع قوي وتفرع جيد للأغصان عليه، لأن عدم البدء بطريقة ما في مثل هذه التربية سيجعل النمو الخضري كثيفا وتكثر السرطانات من مستوى التربة، وكلما تقدمت الاشجار في العمر كبرت الاغصان معها، وتتزاحم فيما بينها وتتكسر عند هبوب الرياح، ومن ثقل حمل الثمار.
3- ان نظام ترك الشجرة تنمو بدون تقليم حتى تصبح في سن الاثمار ثم البدء بتربية الأفرع والاغصان عليها بإزالة النموات الزائدة، تبدو ملائمة اذا كان الهدف من ذلك سرعة النمو الخضري والاثمار السريع ولكنه لا يلائم ابدا التوصل إلى جذع مقبول وأفرع جيدة.
4- ان نظام التقليم الصيفي الخفيف خلال السنوات الأولى من عمر أشجار الزيتون، يؤدي الى جذع جيد وملائم ونظام مرتب للأفرع الرئيسية عليه. علما أن مثل هذا التقليم في حده الأدنى سيعمل على الحد من النمو الخضري والثمري خلال السنوات الأربع الأولى من اثمارها، الا ان مثل هذه الاشجار ستعطي لاحقا ثمارا أغزر بكثير من تلك التي تركت بدون تقليم.
تقليم الاشجار المثمرة من الزيتون:
يختلف مزارعو الزيتون فيما بينهم حول التقليم بحد ذاته. فبعضهم يقوم سنويا بالتقليم الخفيف أو سنة بعد أخرى، والبعض الآخر في كل سنة ثالثة، بينما آخرون منهم يقوم بالتقليم الجائر . ولكل من هؤلاء وجهة نظر ، خاصة وأن الزيتون يزرع في مناطق متعددة من العالم تختلف في مناخها المعتدل أو الجاف ، الماطر أو القاحل، البارد او الدافئ، المروي وغير المروي، في التربة الخصبة أو الفقيرة، في الطينية أو الرملية، المتقارب المسافات أو المتباعد منها ومهما كانت الطريقة والهدف من التقليم. فأننا - كغيرنا - نعرف التقليم الخفيف بأنه عبارة عن ازالة الخشب الميت، والسرطانات والأفرخ المائية اما سنويا أو كل بضعة سنين أما التقليم الجائر فهو ما عدا ذلك، والذي يحقق نسبة العقد العالية، والحجم الأكبر من الثمار والسهولة في قطفها، وسهولة مكافحة الآفات.
بعض النتائج التي توصلت اليها تجارب التقليم:
1- عند تقليم أشجار الزيتون المثمرة، تبين تناقص الانتاج، كلما ازدادت الكمية المزالة من الاغصان الحاملة للثمار.
2- ان التقليم الجائر لأشجار الزيتون المثمرة لم يؤد إلى زيادة كافية في حجم الثمار بما يعوض ( يعادل ) النقص في الإنتاج.
3- أن أشجار الزيتون المثمرة لا شك بحاجة إلى تقليم، الا أن مثل هذا التقليم يفضل أن يطلق عليه: الاذى الذي لا بد منه The Necessary Evil علما أن كل غصن يقلم لا بد وأن يوجد مبرر لإزالته ومن هذه المبررات ما يلي:
1- لجعل عملية قطاف الثمار ورش الاشجار أكثر سهولة.
2- لتقليل كمية الاصابة بالأمراض والحشرات.
ولتحقيق ذلك يعمل المقلم على أجراء ما يلي:
أ- ازالة الاغصان الميتة والسرطانات والأفرخ المائية.
ب- تخفيف أو تفريد أجزاء الشجرة الكثيفة والمزدحمة في المنطقة الحاملة للثمار.
ج- ازالة الافرع الكبيرة الزائدة من المنطقة الحاملة للثمار.
3- للحفاظ على حجم أشجار الزيتون قريبا من سطح التربة ضمن الارتفاع المقبول.
ولتحقيق ذلك يجب أجراء التالي:
1- تقصير النموات المتجهة للأعلى والنموات السنوية الجانبية.
2- تقصير الفروع الرئيسية الكبيرة بشدة خاصة إذا كانت ارتفاعاتها شاهقة ومن المتوقع في هذه الحالة خسارة في الانتاج لفترة 2 - 4 سنوات.
4- يتم تقليم اشجار الزيتون في أي وقت من السنة، ما عدا تلك الاشجار المصابة بتعقد الاغصان البكتيري، فيتم صيفا بغية تقليل انتشار الجراثيم.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|