المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تفسير الاية (121-123)من سورة البقرة
9-12-2016
معنى كلمة قصا
4-11-2021
عروق الصباغين أو ممران أو شجرة الخطاطيف (Celandine (Chelidonium majus
27/9/2022
تفسير الاية (216- 218) من سورة البقرة
1-3-2017
البيئة الملائمة لزراعة القطن
2024-09-20
زند بن الجون (أبو دُلامة الكوفي)
25-06-2015


من تراث الشهيد: في رحاب الفقه والأحكام الشرعية  
  
1464   03:45 مساءً   التاريخ: 29-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص229-231
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

لقد أثبت أهل البيت المعصومون جدارتهم للمرجعية الدينية بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في المجالين العلمي والسياسيّ معا .

وقد عمل خطّ الخلافة بشكل مدروس على حذف هذا الخطّ النبوي وعزله عن الساحة السياسية والاجتماعية ، وخطّط أهل البيت ( عليهم السّلام ) لمواجهة هذه المؤامرة ، كما عرفت .

غير أنّ البعد العلمي قد برز وطغى على البعد السياسي حتى اتّهم أهل البيت ( عليهم السّلام ) باعتزالهم الساحة السياسية بعد الحسين ( عليه السّلام ) ولكن العجز العلمي للخطّ الحاكم بالرغم من كل ما أوتي من إمكانات ماديّة وبشرية هو الذي قد بان على مدى التاريخ ، وتميّزت مرجعيّة الأئمة الأطهار على من سواها من المرجعيات السائدة آنذاك . وكانت حاجة الأمة الاسلامية إلى تفاصيل الأحكام الشرعية نظرا للمستجدات المستمرّة هي السبب الآخر في ظهور علم أهل البيت ( عليهم السّلام ) وفضلهم وكمالهم .

وما سجّلته كتب التاريخ من حقائق لا تخفى على اللبيب مثل حقيقة عدم عجزهم أمام الأسئلة المثارة ، وعدم اكتسابهم العلم من أحد من أهل الفضل سوى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السّلام ) لدليل واضح على تميّزهم عمّن سواهم .

وهنا نختار نماذج مما يرتبط بالفقه بمعناه المصطلح بمقدار ما يسمح به المجال .

1 - ممّا يرتبط بباب الصلاة ، ذكر الإمام محمّد الباقر ( عليه السّلام ) جواز الصلاة بثوب واحد مستشهدا بأنه قد حدّثه من رأى الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) وهو يصلّي في ثوب واحد وحدّثه أنه رأى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يصلّي في ثوب واحد[1].

2 - وجاء أن الأئمّة ( عليهم السّلام ) كانوا يجهرون ببسم اللّه الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقراءة من الصلوات في أوّل فاتحة الكتاب وأوّل السورة في كل ركعة . وجاء عن الحسين ( عليه السّلام ) قوله : اجتمعنا ولد فاطمة ( عليها السّلام ) على ذلك[2].

3 - وكان الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) يصلي فمرّ بين يديه رجل ، فنهاه بعض جلسائه ، فلما انصرف من صلاته قال له : لم نهيت الرجل ؟ فقال : يا ابن رسول اللّه ! خطر فيما بينك وبين المحراب ، فقال ( عليه السّلام ) : ويحك إنّ اللّه عزّ وجلّ أقرب إليّ من أن يخطر فيما بيني وبين أحد[3].

4 - وكان الحسين ( عليه السّلام ) جالسا فمرّت عليه جنازة فقام الناس حين طلعت الجنازة ، وهنا أوضح الإمام ( عليه السّلام ) للناس ما تصوّروه خطأ من أن القيام عند مرور الجنازة من السنّة باعتبار ما سمعوه من قيام رسول اللّه عند مرور الجنازة . فقال الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) : مرّت جنازة يهوديّ فكان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) على طريقها جالسا فكره أن تعلو رأسه جنازة يهوديّ فقام لذلك[4].

وقد أحصى مؤلّف موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ما يقارب من مائتين وخمسين رواية في الأحكام الشرعية وردت عن الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في مختلف أبواب الفقه الاسلامي .

على أن سيرة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) مثل سيرة سائر الأئمّة الأطهار تعتبر مصدرا من مصادر استلهام الأحكام الشرعية لتنظيم السلوك الفردي والاجتماعي للانسان المسلم وللمجتمع الاسلامي .

 


[1] دعائم الاسلام : 1 / 175 .

[2] مستدرك الوسائل : 4 / 189 .

[3] وسائل الشيعة : 3 / 434 الحديث 4 .

[4] الكافي : 3 / 192 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.