أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2020
428
التاريخ: 20-11-2014
926
التاريخ: 6-08-2015
786
الرد على من قال ان معنى المحو في البداء هو إفناء الموجود، ومن الإثبات إيجاد المعدوم أو إبقاء الموجود
التاريخ: 5-2-2020
420
|
إن البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم، أما المحتوم منه فلا يتخلف، ولا بد من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء.
وتوضيح ذلك أن القضاء على ثلاثة أقسام :
الأول: قضاء الله الذي لم يطلع عليه أحدا من خلقه، والعلم المخزون الذي استأثره لنفسه.
ولا ريب في أن البداء لا يقع في هذا القسم ، بل ورد في روايا ت كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام أن البداء إنما ينشأ من هذا العلم.
روى الشيخ الصدوق في " العيون " بإسناده عن الحسن ابن محمد النوفلي، أن الرضا عليه السلام قال لسليمان المروزي:
" رويت عن أبي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن لله عزو جل علمين: علما مخزونا مكنونا، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل البيت نبيك يعلمونه... (1).
وروى الشيخ محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " إن لله علمين: علم مكنون مخزون، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه، ونحن نعلمه " (2).
الثاني: قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بأنه سيقع حتما.
ولا ريب في أن هذا القسم - أيضا - لا يقع فيه البداء، وإن افترق عن القسم الأول بأن البداء لا ينشأ منه.
قال الرضا عليه السلام لسليمان المروزي - في الرواية المتقدمة - عن الصدوق:
" إن عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان: فعلم علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء " (3).
وروى العياشي، عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
" من الأمور أمور محومة جائية لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم منها ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحدا - يعني الموقوفة - فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة، لا يكذب نفسه، ولا نبيه، ولا ملائكته " (4).
الثالث: قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بوقوعه في الخارج، إلا أنه موقوف على أن لا تتعلق مشيئته الله بخلافه.
وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء:
{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] ، {لَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4] .
وقد دلت على ذلك روايات كثيرة، منها هذه:
1 - ما في " تفسير علي بن إبراهيم " عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال ى:
" إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة و الروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا، أو يؤخره، أو ينقص شيئا، أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت الذي أراده.
قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟
قال: نعم.
قلت: فأي شئ يكون بعده؟
قال: سبحان الله! ثم يحدث الله أيضا ما يشاء ، تبارك وتعالى " (5).
2 - ما في تفسيره أيضا، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم السلام، في تفسير قوله تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 4].
" أي: يقدر الله كل أمر من اللحق ومن الباطل، وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشيئة، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض و الأمراض، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء... " (6).
3 - ما في كتاب " الإحتجاج " عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
" لولا آية في كتاب الله، لأخبرتكم بما كان، وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: " يمحو الله... " (7).
وروى الصدوق في " الأمالي " و " التوحيد " بإسناده عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مثله (8).
4 - ما في " تفسير العياشي " عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
" كان علي بن الحسين عليه السلام يقول:
لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة.
فقلت: أية آية؟
قال: قول الله: " يمحو الله... " (9).
5 - ما في " قرب الإسناد " عن البزنطي، عن الرضا عليه السلام قال:
" قال أبو عبد الله، وأبو جعفر، وعلي بن الحسين، والحسين بن علي، والحسن بي علي، و علي بن أبي طالب عليهم السلام: والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة: " يمحو الله... " " (10).
إلى غير ذلك من الروايات الدالة على وقوع البداء في القضاء الموقوف.
وخلاصة القول:
إن القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ، وبأم الكتاب، والعلم المخزون عند الله ، يستحيل أن يقع فيه البداء.
وكيف يتصور فيه البداء؟! وأن الله سبحانه عالم بجميع الأشياء منذ الأزل، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
روى الصدوق في " إكمال الدين " بإسناده عن أبي بصير وسماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
" من زعم أن الله عزو جل يبدو له في شئ [اليوم] (11) لم يعلمه أمس فابرأوا منه " ( 12).
وروى العياشي عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، يقول:
" إن الله يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وعنده أم الكتاب.
وقال: فكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، ليس شئ يبدو له إلا وقد كان في علمه ، إن الله لا يبدو له من جهل " (13).
وروى أيضا عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله عليه السلام:
" سئل عن قول الله: " يمحو الله... ".
قال: إن ذلك الكتاب كتاب يمحو الله [ فيه] (14) ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه:
الذي يرد به القضاء، حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا " .
وروى الشيخ الطوسي في كتاب " الغيبة " بإسناده عن البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال:
" [قال] علي بن الحسين، وعلي بن أبي طالب قبله، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد: كيف لنا بالحديث مع هذه الآية: " يمحو الله... " فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم الشئ إلا بعد كونه، فقد كفر وخرج عن التوحيد " (15).
والروايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام أن الله لم يزل عالما قبل أن يخلق الخلق، فهي فوق حد الإحصاء (16)، وقد اتفقت على ذلك كلمة الشيعة الإمامية طبقا لكتاب الله و سنة رسوله، جريا على ما يقتضيه حكم العقل الفطري الصحيح.
___________________
(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٨١ باب ١٣ في ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي، وفيه: " نبينا " بدل " نبيك "، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 95 ح 2 (باب البداء والنسخ، ج 2 ص 132 ط كمباني) - و كان المتن منقولا من البحار -.
(2) بصائر الدرجات: ١٢٩ ح ٢، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١٠٩ ح ٢٧ (باب البداء والنسخ، ج ٢ ص ١٣٦ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -، والكافي ١ / ١١٤ ح ٨ وفيه: " فنحن " بدل " ونحن "، وعنه في الوافي ١ / ٥١٣ ح ٤١٤ (باب البداء، ج ١ ص ١١٣).
(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٨٢ ( باب ١٣)، ورواه الشيخ الكليني عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي ١ / 114 ح 6 باختلاف يسير، وعنه في الوافي 1 / 512 ح 412 (باب البداء ج ص 113).
(4) تفسير العياشي ٢ / ٢١٧ ح ٦٥ باختلاف يسير ، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٩ ح ٥٨ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٣ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.
(5) تفسير القمي ١ / ٣٦٦ باختلاف يسير، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ٩٩ ح ٩ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٣ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار.
(6) تفسير القمي ١ / ٣٦٦، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 101 ح 12 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 134 ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.
(7) الإحتجاج: ٢٥٨ (ص ١٣٧، المطبعة المرتضوية، النجف الأشرف).
(8) الأمالي: ٢٨٠ ح ١ ب ٥٥، التوحيد: ٣٠٥، وعنهما في بحار الأنوار ٤ / ٩٧ ذ ح ٤. (م).
(9) تفسير العياشي ٢ / ٢١٥ ح ٥٩، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٨ ح ٥٢ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٩ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.
(10) قرب الإسناد: ٣٥٣ ح ١٢٦٦، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 97 ح 5 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 132 ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.
(11) أثبتناه من المصدر. (م).
(12) إكمال الدين: ٧٠، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 111 ح 30 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 136) - و كان المتن منقولا من البحار -.
(13) تفسير العياشي ٢ / ٢١٨ ح ٧١ وفيه: " لكل " بدل " فكل "، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 121 ح 63 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 139) - وكان المتن منقولا من البحار -.
(14) أثبتناه من المصدر. (م).
(15) الغيبة: ٤٣٠ ح ٤٢٠، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٥ ذ ح ٤٠ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٦ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار - .
وروى الشيخ الكليني بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ما بدا لله في شئ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له ".
الكافي ١ / ١١٤ ح ٩، وعنه في الوافي ١ / ٥١٤ ح ٤١٦ (باب البداء ج ١ ص ١١٣).
(16) أنظر ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - في: الكافي ١ / 67 ح 2 باب أدنى المعرفة، و 1 / 83 - 84 ح 1 - 6 باب صفات الذات، و 1 / 104 - 109 ح 1 و 4 و 6 باب جوامع التوحيد، و 1 / 115 ح 11 باب البداء، التوحيد: 135 ح 5 و 6، و ص 136 ح 8، و ص 137 ح 9 باب العلم، و ص 139 - 148 ح 1 - 19 باب صفات الذات وصفات الأفعال.
وكذا ما ورد في تفسير قوله تعالى: " و ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب " سورة فاطر 11: 35، وقوله تعالى: " كل يوم هو في شأن " سورة الرحمن 29: 55، وقوله تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " سورة الحديد 22: 57، وقوله تعالى: " إنا أنزلناه في ليلة القدر... " سورة القدر 1: 97 - 5 وغيرها كثير. (م).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|