المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7366 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دراسـة وفهـم ظاهرة الاستقـلال والاستعمـار في العالـم  
  
1824   10:55 صباحاً   التاريخ: 2-12-2019
المؤلف : د . واثـق علي الموسـوي
الكتاب أو المصدر : موسوعة اقتصاديات التنمية ـ الجزء الأول ـ الطبعة الاولى ـ 2008
الجزء والصفحة : ص33-36
القسم : الادارة و الاقتصاد / الاقتصاد / التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية /

ان فهم ودراسة ظاهرة استقلال وتحرر الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية لا يمكن القيام بها الا في علاقتها بما عرفتها الظاهرة الاستعمارية من تحولات جذرية خلال تلك الفترة ، فرغم التضحيات الجسام التي قدمها رجال الحركات الوطنية التحررية ، ورغم الأعمال البطولية التي سطرها مقاومي جيوش التحرير المسلحة ، ورغم ما ضحت به الشعوب التي كانت مستعمرة من غالي ونفيس في سبيل الاستقلال والتحرر ، فتبقى أعمالها تلك عاملاً ثانوياً في جلاء الاستعمار . 

فاذا نظرنا الى الظاهرة الاستعمارية كظاهرة كونية مرتبطة بالتحولات الكبيرة التي حدثت في بنية الاقتصاد الرأسمالي ، الذي أفرز الظاهرة الاستعمارية في بداية القرن التاسع عشر ، والتي جعلت الرأسمالية تتحول الى امبريالية استعمارية توسعية تكتسح شعوب الكرة الأرضية برمتها ، فإن تحولات جديدة حدثت في بنية الرأسمالية مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية ، هي التي جعلت الدول الرأسمالية لم تعد في حاجة الى الاستعمار المباشر للدول والشعوب ، وفرضت عليها الانتقال الى شكل جديد من الاستعمار أكثر نجاعة وأقل كلفة ، وهو ما نسميه " الاستعمار في نسخته المنقحة " .

وهذا ما يفرض دراسة الاستقلال في إطار فهم وتفكيك الظاهرة الاستعمارية برمتها على اعتبار انه استقلال عن دول استعمارية ، ومن المعلوم لدى دارسي التاريخ ان التوسع الاستعماري منذ القرن التاسع عشر ليس سوى نتيجة حتمية للتطور الكبير الذي بلغته الرأسمالية في مرحلتها الصناعية ، وما حتمه عليها ذاك التطور من الحاجة الملحة للمواد الأولية والأسواق الاستهلاكية لتصريف فائض منتوجاتها الصناعية ، مما دف بتلك الرأسماليات الأوربية ذات الطابع القومي الخروج من أوطانها القومية في القارة العجوز (أوربا) بحثاً لها عن مستعمرات لتوفير حاجتها الملحة من الأسواق و المواد الأولية ، وقد دفعها الطابع القومي لدولها الى المنافسة الشديدة التي سرعان ما تحولت الى صراعات وحروب مدمرة (حرب عالمية اولى وثانية) ، خاصة بعد دخول ألمانيا مجال المنافسة متأخرة ، بسبب من الإكراهات السياسية التي كانت تعيشها الى غاية توحيدها من طرف بيسمارك سنة 1871م ، حيث انطلقت متأخرة بحثاً عن المستعمرات ، فوجدت أمامها بريطانيا وفرنسا وهولندا واسبانيا وبلجيكا قد سيطروا على مختلف أراضي المعمورة ، وفي هذا السياق تم استعمار مختلف الشعوب والدول في القارات الأربع .

ومنذ العشرينات من القرن العشرين أصبحت الرأسمالية تعرف تحولاً بنيوياً عميقاً بظهور البنوك والبورصات وغيرها من المؤسسات المالية والنقدية ، حيث شرعت في التحول من رأسمالية تنافسية الى رأسمالية احتكارية تقوم على الاحتكار والكارتيلات الصناعية الضخمة والتروستات التجارية الكبرى والهولنديكات المالية الضخمة ، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي لم تكن سوى تفجيراً للتناقضات البنيوية للرأسمالية الصناعية التنافسية القومية ، التي ستتحول الى رأسمالية مالية احتكارية عالمية ، اذ ستصبح معها الدول الاستعمارية الكبرى في غير حاجة الى فرض سيطرتها العسكرية والسياسية على الدول المُستعمرة ، حيث تمكنت هذه القوى الاستعمارية طيلة الفترة السابقة من الاستعمار من تفكيك الأنماط الانتاجية " قبل الرأسمالية " بمستعمراتها وخلخلتها وربطها بالنمط الانتاجي الرأسمالي في دولها ، وجعلت شعوب المستعمرات مجتمعات استهلاكية بامتياز ، وفي حاجة دائمة للبضائع الصناعية الأوربية ، والتي لا يمكن ان تقتنيها الشعوب المستعمرة الا ببيع ما تنتجه من المواد الأولية (الفلاحية والمعدنية والطاقية) ، وقد تزامن هذا مع ماعرفته الشعوب الاوربية ومن تقدم وتطور فكري وسياسي وحقوقي ، وازدهار للفكر الاشتراكي ، وما ينادي به من قيم التحرر والعدالة الاجتماعية وحقوق الشعوب وتقرير مصيرها ... هذا ما جعل الدول الاستعمارية في غير حاجة الى فرض سيطرتها العسكرية والسياسية على المستعمرات ، ما دامت تستطيع فرض هيمنتها الاقتصادية عليها ، من خلال الاستعمار الجديد بالقروض والاستثمارات عبر المؤسسات البنكية والنوادي المالية الدولية ، وما يتطلبه ذلك من تنصيب لأنظمة سياسية ديكتاتورية محلية على الشعوب ، وخاصة وان تكلفة تلك السيطرة العسكرية المباشرة كانت باهضة ومكلفة جداً ، فشرعت في منح "الاستقلال" لمستعمراتها بشكل تدريجي . 

هذا هو العامل الموضوعي الرئيسي في ما يسمى "الاستقلال" وهذا لا يمنع من الأخذ بعين الاعتبار عامل الحركات الوطنية التحريرية التي نشأت في شعوب المستعمرات ، والتي كان لها الدور الكبير في التسريع من الحصول على الاستقلال لا غير ، من خلال نضالاتها السياسية وكفاحاتها المسلحة ، ولكن هذا العامل يبقى ثانوياً ومساعداً لا غير ، بالمقارنة مع العامل الأساسي والمحدد المتمثل في التحول البنيوي في النظام الرأسمالي من رأسمالية صناعية الى رأسمالية مالية ، أضحت في غير حاجة للسيطرة العسكرية والسياسية على المستعمرات ، وهذا ما جعل غالبية الشعوب تشعر بعد مرور أكثر من نصف قرن من " استقلال " بأن لا شيء تغير في ظروفها المعيشية وأحوالها الاقتصادية وأوضاعها السياسية ، ان لم تزداد سوءاً على ما كانت عليه في عهد الاستعمار المباشر .  




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.