المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أنتاج الاسيتيلين
29-5-2018
جغرافية التجارة الدولية
7-11-2021
الشيخ مهدي ابن الميرزا علي أكبر القمي
12-2-2018
عقيدة الإمامية في فروع الدين وفرائض الإسلام
8-5-2018
تلميع محززة الحيود blaze-of-grating technique
28-1-2018
الآداب السلوكية لعمال الصدقات
21-4-2016


كيف ننمي الإحساس بالآخرين عند المراهقين؟  
  
2401   01:50 مساءً   التاريخ: 24-11-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص153ـ155
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام)

(يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، حبّ له ما تحب لها... واكره له ما تكره لها.....)

بهذه الكلمات النيرة أريد أن أبدأ هذا البحث فأن الطفل بعد إتمامه الرابعة من عمره وبداية تفهمه لمعنى الملكية وحب التملك يجب تعويده إلى أن هذه الحاجة ملك لغيرك ويجب احترام حقوق الغير ومن م يجب تعويد الشاب وهو في عمر 15 سنة أو أقل ضرورة الاحترام والإحسان بنظام البيت حيث احترام الشخص النائم وعدم إزعاجه برفع صوت المسجل أو التلفزيون أو الإنارة أو غلق باب بهدوء وإذا كان هناك مريض كيفية احترامه ورعايته فهذه كلها امور تدخل ضمن احترام حقوق الآخرين والتربية على مثل هذه الأمور تقع اكثر ما تقع على الأم اكثر من الأب ولو أن الأسرة كلها مطالبة بهذه التربية السليمة التي تنتج لنا في المستقبل أسرا سليمة ولذلك فإن اعتياد الشاب منذ نعومته على مراعاة الآخرين والتصرف بأدب ولياقة في كل الظروف يجعل هذا الشاب الذي هو ولدنا الآن ينتج أسرة وأبناء بإمكانه تعويدهم على نفس الأساليب الجميلة التي نشأ عليها من احترام حقوق ومشاعر الآخرين.

إن هذه التربية التي نطالب بها هي التربية الإسلامية الحية و تنمية الضمير الحي لدى الطفل والذي سيصبح شاباً في الغد وأباً فيما بعد ولكن موت الضمير يجعل من الشاب وقد نمت معه خاصية حب التملك التي تنشأ مع الطفل في سنواته الأولى وتتقدم هذه الخاصية لكي يبدأ الشاب في تلقف كلما حواليه سواء كان له ام أو ليس له حيث من هنا تنشأ خصلة السرقة وهي ليس كل من انبع أسلوب القرصنة وقطع الطريق أو كل من مدّ بيده إلى جيب الآخر ليستلب ما فيه ولكن السرقة على بساطتها سلب كل شيء يعود للآخرين حتى ولو كان وقت راحتهم.

وأن في الأحاديث الشريفة للرسول العبقري محمد (صلى الله عليه و آله) ما يدل على ذلك

(اتق الله ولو بشق تمرة)

(المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً)

(لا يحل مال المرء إلا عن طيب نفس)

ولذلك فأن هناك الكثير الكثير من الناس من يتفق معك ليقابلك في نهاية الأمر على شيء آخر وكثرت في هذا الزمان عمليات النصب والاحتيال فقد لاحضت في كثير من البلدان والمناطق أن هناك اشخاص يستخدمون آخرين وفي نهاية الأمر ينكر عليه حقه ولا مجال لذلك المسكين أن يطالب بحقه فيسلم أمره إلى الله. ولماذا يفعل هذا القبيح بهذه الصورة لكسب المال أليست تربيته ممسوخة؟ حتى لو كان أباه يحمل أرقى الشهادات ولا يجالس إلا العلماء والفقهاء ولا ينفك من المسجد إلا قليلا. فما فائدته وقد ترك ابنه بدون ان يغرس فيه القيم النبيلة. أليس الإمام علي (عليه السلام) يوصي ابنه الحسن (عليه السلام).

(أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) ولذلك كان الدين الإسلامي سامي بمعنى السمّو الحقيقي وقد وردت كثير من الآيات الكريمة بهذا الخصوص.

إن الحفاظ على حقوق الآخرين وضرورة احترامها

وتنمية ذلك لدى الطفل الصغير أمر في غاية الدقة وهذا كله مسؤولية الأب أولاً ثم الأسرة ثانياً. وقد اجمع كثير من الفقهاء على أن الوضوء أو الصلاة في ملابس ليست لك أو تجاوزت عليها نتيجة الخجل أو نتيجة الحياء فلا وضوء لك ولا صلاة وكذلك حتى المكان ونفس الشيء بالماء المخصص للوضوء. فكيف بسرقة الناس في رائعة النهار؟

والاجتهاد في كيفية الاحتيال خصوصا الاحتيال المتقن في أيامنا هذه اصبح موضع افتخار باعتباره نمط من أنماط الذكاء المتميز؟

عند بعض الناس

يا للأسف!




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.