المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اللكتينات البقولية Leg – lectins
19-11-2018
حالات المخاصمـة في القانون
23-6-2016
التفاؤل والتشاؤم (الفأل والطيرة)
5-10-2014
علامة اليقين
20-7-2020
Phosphatidic acid
13-10-2021
علم الله حاصل قبل فعل العباد
1-12-2015


الإستجداء  
  
2763   03:01 مساءاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص353-354
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر العباسي /

أصبح الشعراء في هذا العصر يفدون على بغداد، كرسي العباسيين، من الحجاز نجد واليمامة ومن البقرة والكوفة والشام وغيرها في أوقات معينة او غير معينة، كما كانوا يفدون على دمشق، كرسي الأمويين، واكثرهم من أهل البادية. وكان الأمويون يفضلون بقاءهم على البداوة فلا يرغبونهم في الاقامة عندهم. اما العباسيون فكانوا إذا وفد الشاعر على أحدهم، وأعجبه شعره استبقاه في حاشيته .. فأصبح أكثر الشعراء يقيمون في بغداد، وظل بعضهم يقيمون في بلادهم وانما يفدون في المواسم او غيرها فينالون الجوائز وينصرفون .. فكثر الشعراء المتحضرون وصار لهم مذهب في الشعر يختلف عن مذهب أهل البادية (1) وهم ينقطعون لمنادمة الخلفاء او الامير او الوزير او الوجيه يمدحونه او ينادمونه. واكثرهم يختصون بمنادمة الخليفة او الوزراء ولاسيما البرامكة. وفيهم من انقطع لمنادمة الامراء من بني هاشم كإبراهيم بن المهدي ومحمد بن سليمان، او بعض رجال الدولة كأبي دلف وابن طاهر.

فلم يكن ينبغ شاعر من قبيلة او بلد الا وفد على الخلفاء او غيرهم بقصيدة مدح، يلتمس العطاء. ويندر فيهم من ينظر الشعر ولا يلتمس به جائزة او كسبا فاذا تحضر صار نديما او كالنديم. فقل الشعراء الفرسان واصحاب السيادة وكانوا كثيرين في العصر الجاهلي، ولم يبق منهم في العصر الاموي الا القليلون، وهم في هذا العصر اقل كثيرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأغاني ج20

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.