المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05



مناظرة عمر بن عبد العزيز مع مشائخ أهل الشام في أمر فدك  
  
720   09:36 صباحاً   التاريخ: 23-10-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 201-204
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * فاطمة الزهراء (عليها السلام) /

روي أنه لما رد عمر بن عبد العزيز (1) فدكا على ولد فاطمة (عليها السلام) اجتمع عنده قريش ومشايخ أهل الشام من علماء السوء، وقالوا له: نقمت على الرجلين فعلهما، وطعنت عليهما، ونسبتهما إلى الظلم والغصب؟!

فقال: قد صح عندي وعندكم، إن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ادعت فدكا، وكانت في يدها، وما كانت لتكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مع شهادة علي (عليه السلام) (2) وأم أيمن وأم سلمة، وفاطمة (عليها السلام) عندي صادقة فيما تدعي، وإن لم تقم البينة، وهي سيدة نساء الجنة، فأنا اليوم أرد على ورثتها، وأتقرب بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وأرجو أن تكون فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) يشفعون لي يوم القيامة، ولو كنت بدل أبي بكر وادعت فاطمة (عليها السلام) كنت أصدقها على دعوتها، فسلمها إلى الباقر (عليه السلام) (3).

وذكر ابن أبي الحديد المعتزلي رواية أخرى تناسب المقام في رد عمر بن عبد العزيز فدكا، وهي: قال:

قال أبو المقدام - هشام ابن زياد مولى آل عثمان -: فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز، وعاتبوه فيه، وقالوا له: هجنت فعل الشيخين؟! وخرج إليه عمر بن قيس في جماعة من أهل الكوفة، فلما عاتبوه على فعله!!

قال: إنكم جهلتم وعلمت، ونسيتم وذكرت، إن أبا بكر محمد بن عمرو بن حزم، حدثني عن أبيه، عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني يسخطها ما يسخطني، ويرضيني ما أرضاها (4)، وإن فدك كانت صافية على عهد أبي بكر وعمر، ثم صار أمرها إلى مروان، فوهبها لعبد العزيز أبي، فورثتها أنا وإخوتي عنه، فسألتهم أن يبيعوني حصتهم منها، فمن بائع وواهب حتى استجمعت لي، فرأيت أن أردها على ولد فاطمة (عليها السلام).

قالوا: فإن أبيت إلا هذا فامسك الأصل، واقسم الغلة، ففعل (5).

_______________

(1) هو: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو حفص الأموي القرشي، وهو خير بني مروان، يعرف بأشجع بني أمية ضربته دابة في وجهه، وكانت أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب واسمها ليلى. قال العلامة المامقاني: لا نشكر منه إلا رفعه السب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ابتداع معاوية عليه لعائن الله تعالى، ولذا قال السيد الرضي رضي الله عنه:

يا بن عبد العزيز لو بكت العين * فتى من أمية لبكيتك أنت

نزهتنا عن السب والشتم * فلو أمكن الجزاء جزيتك

دير سمعان لا أغبك غيث * خير ميت من آل مروان ميتك .

وقد روي في سبب رفعه سب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب يوم الجمعة، وهو حينئذ أمير المدينة، فكنت أسمع أبي يمر في خطبه تهدر شقائقه، حتى يأتي إلى لعن علي (عليه السلام) فيجمجم، ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به، فكنت أعجب من ذلك، فقلت له يوما: يا أبت، أنت أفصح الناس وأخطبهم، فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك، حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل، صرت ألكن عييا، فقال: يا بني، إن من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم، لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا أحد، فوقرت كلمته في صدري، مع ما كان قاله لي معلمي أيام صغري، فأعطيت الله عهدا، لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيرنه، فلما من الله علي بالخلافة أسقطت ذلك، وجعلت مكانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] وكتبت في الآفاق فصار سنة، توفي بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة 101 هـ وكان له يوم توفي إحدى وأربعون سنة. وكانت خلافته سنتين وخمس ليال. راجع ترجمته في: تنقيح المقال للمامقاني: ج 2 ص 345 ترجمة رقم: 9016، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 58 - 60، سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 114.

(2) وهل تصح دعوى أن فاطمة (عليها السلام) ادعت ما ليس لها فيه حق، وإنها لم تكن تعلم بأن الأنبياء لا يورثون حتى أخبرها أبو بكر بذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولو افترضنا صحة ذلك، أفترى إن فاطمة (عليها السلام) لم تكن تعلم من الشريعة هذا المقدار، هذا مع ملازمة النبي (صلى الله عليه وآله) لها ليلا ونهارا، إذ كان يحوطها برعايته وعنايته، فهل يا ترى تقنع بأنه (صلى الله عليه وآله) يخبر الناس بذلك، ويخفي على ابنته مع كونها أولى الناس بمعرفة هذا الأمر لو كان صحيحا، فيكون النبي (صلى الله عليه وآله) - وحاشاه - قد ترك ما ينبغي فعله، ولم يقل ما ينبغي قوله. وثانيا: إنها - صلوات الله عليها - لو لم تكن على حق، أفترى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو أعلم الناس بالشريعة وأقضاهم يوافقها على ما ادعت، ويشهد لها بذلك، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق مع علي، ألا ترى أن رد شهادة هؤلاء طعنا فيهم وفي عصمتهم التي نص عليها القرآن في قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] أفما كان من الإنصاف منهم أن تصدق فيما ادعت وهي ابنة نبيهم (صلى الله عليه وآله) الوحيدة، أفما كان من حق رسول الله عليهم عدم إيذائها وإسخاطها.

(3) بحار الأنوار للمجلسي: ج 29 ص 209، سفينة البحار للقمي: ج 2 ص 272، كشف الغمة في معرفة الأئمة للأربلي: ج 1 ص 495، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 231 - 232، السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري: ص 145 - 146.

(4) راجع: صحيح البخاري: ج 5 ص 26 و36، السنن الكبرى للبيهقي: ج 7 ص 64 وج 10 ص 201، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 158، كنز العمال: ج 12 ص 108 ح 34222 و34223، إتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج 6 ص 244 وج 7 ص 281، فتح الباري لابن حجر: ج 7 ص 78 و105، مشكاة المصابيح للتبريزي: ج 3 ص 1732 ح 6130، شرح السنة للبغوي: ج 14 ص 158 (نشر المكتب الإسلامي)، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ج 2 ص 755 ح 1324، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 16 ص 273.

(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 16 ص 278، الشافي في الإمامة للمرتضى: ج 4 ص 103 - 104، بحار الأنوار للمجلسي: ج 29 ص 212 - 213.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.