الضريبة الواحدة  

يعد الفيزيوقراط الارض والموارد الطبيعية هي المصدر الوحيد للثروة⁽¹⁾ ، وعليه فان الضرائب تؤخذ من القطاعات الانتاجية ولما كانت الارض تحصل على الناتج الصافي الضريبة يجب ان تفرض على الارض الزراعية او الارض المنتجة بموجب هذا الاستنتاج الذي وضعه الفيزيوقراط وتتحملها طبقة ملاك الاراضي وحدهم⁽²⁾ ، ان فرض الضريبة على الناتج الصافي نتيجة منطقية لأفكارهم وبموجب المعطيات الموضوعة ، فلو فرضت على الطبقات الاخرى غير الطبقة المالكة للارض لكان هناك اضرار في النشاط الاقتصادي بشكل عام لان طبقة المنتجين هي التي تستلم الناتج الصافي ومن غير الممكن اخذ الضريبة من غيرها وذلك بسبب ان دخول الطبقات الاخرى لا يكفي الا لمعيشتها حسب آراء الفيزيوقراط فمن غير الممكن ان يدفع جزء منه ضريبة والدخل محدود ، لذلك يكون دفع الضريبة على القطاع التي يأتي بالناتج الصافي ويُستقطع منه فقط وقدرت الضريبة بمقدار 30% من مجموع الناتج الصافي ، والزيادة في الضرائب يجب ان تكون مقرونة مع زيادة الناتج الصافي ولا تؤدي الى تآكل رأس مال اصحاب الاراضي الاصليين فالدولة ان رغبت في الحصول على مقدار اكبر من الضرائب فما عليها الا ان تعمل على تحسين الزراعة او المصادر الطبيعية بشكل عام وبهذه الصورة يمكن ان يزداد الناتج الكلي والناتج الصافي وتزداد الضرائب الكلية نتيجة ذلك .

وكان لفرانسو كيناي رأي في عدم لجوء الدولة الى استخدام القروض لسد النفقات ، ان معارضة كيناي لأخذ القروض لأنها تكون طبقة من المجتمع تعيش على الفوائد التي يجب ان تنفق فضلاً عن كون النقود المقترضة سوف تُسحب من الدورة العامة للثروة فيهبط الانتاج ويقل الناتج الصافي ، وقد تعرض كيناي بسبب ذلك الى مجموعة من الانتقادات ومنها : 

1ـ ليس من العدل فرض الضريبة على طبقة واحدة من المجتمع بدلاً من توزيعها على كامل القطاعات الاقتصادية .

2ـ الضريبة حينما تكون من قطاع قطاع انتاجي واحد فانها لا تكفي لسد نفقات الدولة وترهق القطاع المفروضة عليه .

وكان رد الفيزيوقراط على الانتقاد الاول هو ان الهدف ليس توزيع الضريبة على كافة المجتمع بالتساوي ، وانما الغاءها وفرض الضريبة على الناتج الصافي هو الهدف لانها تُؤخذ مما انتجته الطبيعة ولا تؤخذ من نشاط بعينه غير الذي انتجته الطبيعة لذلك لا يمكن فرض الضريبة ⁽³⁾على غيره لأن دخولها لا تكفي لغير انتاجها ومعيشتها ولا يجوز تقليل الضريبة ، والجواب على الانتقاد الثاني بعدم كفاية الضريبة لسد نفقات الدولة ، فهو ان مجرد الأخذ بهذا النظام او تطبيقه ينتج عنه زيادة في الناتج الصافي ومن ثم زيادة في مجموع الضرائب المستلمة من قبل الدولة ، كما وان الجباية تكون اقل بكثير مما هو عليه الحال سابقاً وذلك لسهولة جباية الضريبة الوحيدة ، فضلاً عن كون الفيزيوقراط يكيفون حاجاتهم تبعاً لمواردهم وليس تكيف مواردها وفقاً لحاجتها .

النقود عند الفيزيوقراط      

من خلال الجدول الاقتصادي الذي اعده فرانسو كيناي والذي بين ان دورة الناتج الصافي تبدأ من القطاع الزراعي والذي هو القطاع المنتج الوحيد في المجتمع وتنتهي اليه وهذا العرض هو في الواقع مبسط للكيفية التي يجري بها تدفق الدورة النقدية والسلعية ، فتقييم المركنتاليين للنقود تراجع كثيراً امام تحليل كيناي ، ولم يعد للنقود ذلك التأثير الذي اخذ به القدماء ، فلم تعد النقود اكثر من وسيلة للتبادل ولم تعد اكثر من حجاب يحيط بالجسم الاقتصادي . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ محمد عادل زكي ، موجز الفكر التجاري من التجاريين الى الطبيعيين ، الحوار المتمدن .

2ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص146 .

3ـ نبيل جعفر عبد الرضا ، الفكر الاقتصادي من افلاطون الى فريدمان ، مصدر سابق ، ص108 .