نظرية ريكاردو في التجارة الخارجية (الميـزة النسبية)

هذه النظرية امتداد لنظرية سميث وتطورت عنها قليلاً بمفهوم الميزة النسبية وكانت نظرية ريكاردو هي اجابة على السؤال الذي لم تعطيه الاهتمام الكافي وهو : ماذا سيحدث لو ان بلد ما لا يملك ميزة مطلقة في انتاج بضاعة ما ، فهل هذا يعني عدم مشاركته في التجارة الدولية ؟

يجيب ريكاردو على هذا السؤال في نظريته التكاليف النسبية وقد بناها على عدد من الاسس العامة والفرضيات تتلخص الاسس العامة التي ينطلق منها ريكاردو بما يلي :

1ـ التبادل بين دولتين ولسلعتين وعن طريق المقايضة وبمعزل عن العوائق .

2ـ تقييم السلع من خلال العمل المبذول في انتاجها .

3ـ سيادة المنافسة التامة في الاسواق

4ـ الاستخدام الشامل لعناصر الانتاج .

5ـ حرية نقل عناصر الانتاج من نشاط انتاجي الى آخر بهدف الحصول على اكبر ربح ممكن في السوق الداخلية (اي داخل حدود البلد) وعدم استطاعتها التنقل على المستوى الدولي (اي خارج حدود البلد) وهي من النظريات التي أعطت دفعة للتجارة في انكلترا .

وقد ميز ريكاردو الفرق بين الميزة النسبية والميزة المطلقة بوقت مبكر واثبت ان الاساس في التجارة ليس الميزة المطلقة وانما الميزة النسبية فدولة مثل فرنسا فيها موارد طبيعية ورخص في الايدي العاملة تستطيع ان تنتج القمح والنسيج بأسعار ارخص مما تنتجه انكلترا ، الا ان نسبة تفوقها في انتاج القمح اعلى من نسبة تفوقها في انتاج النسيج ولذلك من المفضل ان تتخصص في انتاج القمح ويرى ريكاردو لو كل بلد يتخصص في انتاج سلعة معينة تحرز ميزة نسبية فإن الانتاج العالمي سوف ينمو بشكل اكبر وقد عرض نموذج مبسط لمبدأ التكاليف النسبية يكون من بلدين هما فرنسا وانكلترا وسلعتين هي النسيج والقمح يفرض ان قيمة السلعة تتحدد بكميات العمل اللازمة لإنتاجها وكالآتي ⁽¹⁾: ـ

                       المنسوجات بالمتر             القمح كغـم

انكلترا                    80                            100

فرنسا                     70                           60    

تكاليف انتاج النسيج في انكلترا      80/70  = 0.87,5

تكاليف انتاج القمح في فرنسا        100/60  = 0.6

ومن هذا المثال نلاحظ ان فرنسا اكثر كفاءة من انكلترا في انتاج القمح ولكن انكلترا أكثر كفاءة من فرنسا في انتاج النسيج ، لذلك فإن من مصلحة فرنسا انتاج القمح وانكلترا في انتاج النسيج .

ان نظرية دافيد ريكاردو في التجارة الدولية تعرضت للانتقاد في الفروض والنظرية لأن النظرية كما هو معلوم افترضت التبادل بين دولتين ولسلعتين وعن طريق المقايضة وبمعزل عن العوائق ، كما افترضت النظرية امكان تقييم السلع من خلال العمل المبذول في انتاجها والحقيقة غير ذلك حيث ان التجارة الدولية وخاصة في انكلترا تكون مع مجموعة كبيرة من الدول وتؤثر في الكلفة اجور النقل والتأمين واسعار الصرف وغيرها ، والتبادل بين الدول ليس بالمقايضة بل يتبع التعامل بالنقود والائتمان ولكنه كما ذكرنا ان الافتراض هو حالة دراسية تُتبع في البحث العلمي لمعرفة سلبيات الدراسة وايجابياتها ثم نسقطها على التأثيرات الاخرى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عبد علي المعموري ، تاريخ الافكار الاقتصادية ، مصدر سابق ص32 .