المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
سهام الخمس
2024-12-26
زكاة الفطرة
2024-12-26
المستحقون للخمس
2024-12-26
الانفال
2024-12-26
تجنب فشل الأسرة
2024-12-26
دعاء لحفظ الملائكة للمولود وتربيته
2024-12-26

متحملة الظروف المتطرفة Extremotolerants
17-4-2018
ارتباط المسائل الأخلاقيّة مع بعضها
2024-10-19
تقسيم ابقار اللبن طبقا لنقاوتها
8-1-2017
مصباح تفريغ هدروجيني hydrogen discharge lamp
16-3-2020
الملل والضجر عند الاطفال وسبل العلاج
قبيلة كندة
14-11-2016


حمّاد الراوية (ت156هـ)  
  
6544   04:39 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص410-411
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-04-2015 16264
التاريخ: 22-03-2015 10367
التاريخ: 22-03-2015 1924
التاريخ: 22-03-2015 6052

هو حماد بن ميسرة، أصله ديلمي من موالي بني بكر بن وائل. نشأ في الكوفة، وكان في أول أمره يتشطر ويصحب الصعاليك واللصوص .. فنقب ليلة على رجل فاخذ ماله، وكان فيه جزء من شعر الانصار، فقرأه حماد فأعجب به وحفظه، ثم طلب الأدب والشعر وايام الناس ولغات العرب بعد ذلك بعد ذلك .. وترك ما كان عليه، فبلغ في العلم ما بلغ حتى عرف بحماد الراوية تمييزاً له عن نفر بهذا الاسم.

وكان قوي الحافظة الى درجة بعيدة، ومن أعلم الناس بأيام العرب واشعارها وأخبارها.. لكنه اختص بجمع الشعر، وكان ضعيفا في العربية يلحن في كلامه. وكان بنو أمية يقدمونه ويستزيرونه على البريد، وينال منهم الجوائز ويسألونه عن ايام العرب واشعارها وعلومها. وسأله الوليد بن يزيد يوماً: (بم استحققت ان تدعى الراوية؟) فقال: (باني اروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين او سمعت به ثم اروي لأكثر منهم ممن تعترف إنك لا تعرفه ولا سمعت به، ثم لا ينشدني أحد شعرا قديما ولا محدثا الا ميزت القديم من المحدث) فقال له: (فكم مقدار ما تحفظ من الشعر؟) قال: (كثير، ولكني انشدك على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام) قال: (سأمتحنك في هذا). ثم أمره بالإنشاد، فانشده حتى ضجر الوليد، فوكل به من استحلفه ان يصدقه عنه ويستوفي عليه، فانشده الفين وتسعمائة قصيدة للجاهلية، وأخبره الوليد بذلك فأمر له بمائة ألف درهم.

وكان حماد هذا وحماد عجرد الشاعر المتقدم ذكره وحماد بن الزبرقان يتنادمون على الشراب في الكوفة، وكانوا متهمين بالزندقة جميعاً. فلما آل الامر الى بني العباس (كان حماد هذا قد اشتهر بالراوية فسمع به المنصور كان حزينا على موت اخيه العباس، واراد ان يرثيه بأبيات كان يعلم ان هفان بن همام قالها في رثاء ابيه وقد ذهب عن خاطر المنصور، فبعث في طلب حماد ليرويها له فجاءه وانشده اياها فبكى وقال: (هكذا كان اخي رضي الله عنه). وظل حماد حيا الى ايام المهدي وكان يستدعيه اليه، ويستنشده كما يستنشد المفضل الضبي. وكان يؤثر المفضل عليه لأنه اصدق منه فيما يرويه. وكان حماد يزيد في اشعار الناس ما ليس منها وينسبه إليهم وسياتي خبر ذلك.

وهو الذي جمع المعلقات التي بين ايدينا وجمع اشعار أكثر القبائل وأكثر شعراء بني امية، وجعل شعر كل قبيلة او شاعر في كتاب .. فكان عنده كتاب لشعر قريش وآخر لشعر ثقيف وآخر لغيرهم (1)، لكنها ضاعت كلها ولم يذكر منها صاحب الفهرست شيئا وانما روى الناس عنه وصنفت الكتب بعده.

وتجد اخباره في الاغاني 164 ج5، وابن خلكان 164 ج1، وطبقات الادباء 43.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     الاغاني ج5

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.