المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



المفاخرة والمعاظمة والمقارعة  
  
1985   04:45 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص85-86
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 16158
التاريخ: 22-03-2015 2262
التاريخ: 22-03-2015 11142
التاريخ: 23-03-2015 3602

كان العرب في جاهليتهم أهل اباء واستقلال وفخر، فقامت المفاخرة بين قبائلهم واحيائهم، وأصبحوا يتنافسون في كل شيء حتى في المصائب وهي المعاظمة. أشهرها معاظمة الخنساء وهند بنت عتبة، فكانت الخنساء تأتي الموسم وتبكي اباها وأخويها وقد سومت هودجها براية وتقول: (انا أعظم العرب مصيبة) فأصيبت هند بنت عتبة المذكورة في واقعة بدر، فقتل أبوها وعمها واخوها فلما بلغها ما قالته الخنساء قالت: (انا أعظم العرب مصيبة) وأمرت بهودجها فسوم براية وشهدت الموسم بعكاظ وقالت (اقرنوا جملي بجمل الخنساء) ففعلوا فلما تقاربتا تعارفتا وتعاظمتا نظما ونثرا) (1).

فاذا كان هذا شان التنافس بين عامة الناس. فأحرى به ان يكون بين الشعراء.

 

ومن أنواعه المقارعة على الاحساب كالتي جرت بين عامر ولبيد والاعشى من جهة، وعلقمة والحطيئة وفتيان من بني الاحوص من جهة أخرى.. واخذوا يتناشدون في المقارعة في حديث طويل (2).

ومن هذا القبيل المنازعة بين قبيلتين ايهما اشعر، كما جرى بين عمر بن أبي ربيعة والفضل بن العباس اللهبي في المسجد الحرام .. فاخذ كل منهما يورد اشعارا لأبناء قبيلته، ويبرهن على انها أحسن مما قاله الشعراء من القبيلة الأخرى (3).

ولما جاء الإسلام ذهبت عصبية القبائل وصارت المفاخرة بين المهاجرين والانصار (4)، وعندهم أيضاً المراجزة (5) وهي المقارعة بالرجز ومنها المناشدة بالأشعار.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاغاني ج4

(2) طالعة في الأغاني ج15

(3) الأغاني ج15

(4) الأغاني ج15

(5) الأغاني ج7

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.