المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تخزين القرع ( اليقطين )
2024-05-17
تخزين الخضر الجذرية
2024-05-17
تخزين الجزر
2024-05-17
تخزين الفجل
2024-05-17
الموظف نفرحات.
2024-05-16
الفرعون أمنحتب الثالث.
2024-05-16

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف كان الشعراء يستحثون قرائحهم؟  
  
5561   04:56 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص302-303
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /

مهما بلغ المرء من سمو المدارك وصفاء الذهن وسرعة البديهة فانه لا يستغني أحياناً عن شحذ قريحته وذهنه او استحثاث خاطره وخصوصا في الشعر، اذ كثيراً ما تمر على الشعراء فترات لا يجدون فيها قدرة على النظم. قال الفرزدق: (قد تمر عليَّ الساعة وقلع ضرس من اضراسي اهون علي من نظم بيت من الشعر). ويرى آخرون ان الشعر مثل عين الماء ان تركتها اندفنت وان استهتنتها هتنت، يريدون انه لابد للشاعر من استحثاث قريحته من وقت الى اخر.

وللشعراء طرق شتى في استحثاث قرائحهم تختلف باختلاف امزجتهم وعاداتهم وطبائعهم. سئل ذو الرمة: (كيف تفعل إذا انقفل دونك الشعر؟) قال: (الخلوة بذكر الاحباب) فهذا لأنه عاشق. وسئل كثير عزة: (كيف تصنع إذا عسر عليك الشعر؟) قال (أطوف في الرباع المحيلة والرياض المعشبة فيسهل علي ارصنه ويسرع الى أحسنه).

وكان الأخطل يستحث قريحته بشرب الخمر. وكذلك كان يفعل كثيرون ممن كانوا يشربونها. وكانت طائفة من الشعراء تستحث شياطينها. كما فعل الفرزدق، وقد افحم عند سماع قصيدة حسان التي يقول فيها:

لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى    واسيافنا يقطرن من نجدة دما

وقد أمهله قائلها ثلاثة أيام حتى يجيب عليها، وكانت ساعة جمود على قريحته .. فاضطر الى استحثاثها، قال: (اتيت منزلي فأقبلت اصعد واصوب في كل فن من الشعر فكأني مفحم او لم اقل شعراً قط، حتى نادى المنادي بالفجر فرحلت ناقتي ثم أخذت بزمامها فقدتها حتى أتيت ريانا – وهو جبل بالمدينة – ثم ناديت بأعلى صوتي:

اخاكم اخاكم ابا لبنى يعني شيطانه، فجاش صدري كما يجيش المرجل .. ثم علقت ناقتي وتوسدت ذراعها، فما قمت حتى قلت مائة وثلاثة عشر بيتا) على انه كان إذا خانته قريحته وصعب عليه الشعر ركب ناقته وطاف خاليا منفردا وحده في شعاب الجبال وبطون الاودية والاماكن الخربة الخالية فيعطيه الكلام قياده.

وكان الأبيرد الرياحي إذا خانته القريحة اخذ عصاه وانحدر في الوادي، وجعل يقبل فيه ويدبر ويهمهم بالشعر فتأتيه المعاني. وكان جرير يستحث قريحته بشرب النبيذ ويتمرغ بالرمل او على الفراش ويهمهم ويحبو على الفراش عريانا حتى يخاله الناظر إليه اصيب بجنة. وسئل نصيب مرة: (أتطلب القريض أحياناً فيعسر عليك؟) فقال: (أي والله ربما فعلت فآمر براحلتي فيشد بها رحلي، ثم أسير في الشعاب الخالية واقف في الرباغ المقوية فيطربني ذلك ويفتح لي الشعر).

ويقال نحو ذلك في أحوال الشعراء في سائر العصور. وكان أبو تمام إذا اعيته القريحة غطس في صهريج ماء عنده يمكث فيه ساعة.

على ان لاستحثاث القريحة قواعد عامة يجري عليها الكثيرون منها الجلوس بجانب الماء الجاري او الاشراف من الأماكن العالية والنزوح الى الأماكن الخالية او التجول في الرياض. وبعضهم يستنهض قواه العاقلة او قريحته بالاستلقاء على الظهر، وهم مجمعون في الاكثر على مباكرة العمل بالأسحار عند الهبوب من النوم.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب