المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



شعراء قريش والتشبيب  
  
8127   04:56 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص234-235
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2017 7270
التاريخ: 2820
التاريخ: 25-4-2021 1853
التاريخ: 25-4-2021 3353

أول من تجرأ على التشبيب منهم ابن أبي عتيق، وهو ابن حفيد أبي بكر

الصديق. ويقولون انه كان طاهرا عفيفا يشبب عن غير ريبة، ثم عمر بن أبي ربيعة من قريش، والمرجى وهو من قريش أيضاً، وغيرهم، وكلهم من شعراء العصر الاموي. فتجرأ الشعراء من غير قريش على الاقتداء بهم حتى شاع التشبيب، وصاروا يعتقدون ان الشعر لا يحسن الا به لما فيه من عطف القلوب. فيبدأ الشاعر الحضري بذكر الحبيب والصدود والهجران، كما يبدأ البدوي بذكر الرحيل والانتقال ووصف الطلول

ولم يأت اخر عصر بني امية حتى صار الشاعر لا ينظم مديحا او فخرا الا صدره بأبيات في الغزل قد تكون أكثر من أبيات المديح. ذكروا شاعرا اتى نصر بن سيار عامل بني امية على خراسان بأرجوزة فيها مائة بيت نسيبة وعشرة أبيات مديحا، فقال له نصر: (والله ما أبقيت كلمة عذبة ولا معنى لطيفا الا وقد شغلته عن مديحي بنسيبك) (1). ولم يكن الاستهلال بالغزل خاصا بالشعر العربي، فان في شعر اليونان شيئا من ذلك(2)

على ان شعراء العرب كثيرا ما كانوا يشببون بالمرأة ليفضحوا ابنها او زوجها (3) وقد يكون التشبيب بالبنات وسيلة لزواجهن كما فعل نصيب مولى عبد العزيز بن مروان، وقد استسقى فتاة ماء فسقته لبناً وطلبت إليه ان يشبب بها، فقال: (ما اسمك؟) قالت: (هند) قال: (وما اسم هذا الجبل؟) قالت: (قنا) (4) فأنشأ يقول:

أحب قناً من حب هند ولم أكن      ابالي اقرباً زاده الله ام بعدا

الا ان بالقيعان من بطن ذي قنا       لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا

أرواني قناً انظر إليه فاني       أحب قنا إني رأيت به هندا

وشاعت هذه الابيات وخطبت هذه الجارية من أجلها (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العمدة ج2

(2) جويدي في المشرق

(3) الأغاني ج1

(4) قنا: جبل لبني فزارة

(5) الأغاني ج1

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.