أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1488
التاريخ: 1-07-2015
1919
التاريخ: 1-07-2015
3711
التاريخ: 1-7-2019
1960
|
[قال السيد عبد الله شبر في محل الروح والجسم المثالي في عالم البرزخ توجد] جملة من الروايات في ذلك منها رواية حبة العرني عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال في جملتها :
ما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا و قيل لروحه الحقي بوادي السلام، وانها لبقعة من جنة عدن.و عن أحمد بن عمر عن الصادق عليه السّلام قال: قلت له ان أخي ببغداد وأخاف ان يموت بها، فقال ما تبالي حيث ما مات أما انه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلاحشر اللّه روحه إلى وادي السلام، فقلت له وأين وادي السلام، قال ظهر الكوفة، أما إني كأني بهم حلق قعود يتحدثون.
وتقدم في جملة من الروايات منها رواية أبي بصير عن الصادق قال: إن الأرواح في صفة الأجساد في شجر في الجنة تعارف و تسأل، فإذا قدمت الروح على الأرواح تقول دعوها فإنها قد أقبلت من هول عظيم ، ثم يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان، فإن قالت لهم تركته حيا ارتجوه، وان قالت لهم قد هلك قالوا قد هوى قد هوى.
وبهذا المضمون أخبار كثيرة ، وفي رواية أخرى عنه عليه السّلام: ان أرواح المؤمنين في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون ربنا أقم لنا الساعة و أنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.
وعنه عليه السّلام: ان أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها، ويقولون ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.
وفي الكافي أيضا بإسناد صحيح عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام ان الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة، فكيف هو وهو يقبل من المغرب و يصب فيه العيون والأودية.
قال: فقال أبو جعفر عليه السّلام وأنا أسمع ان للّه تعالى جنة خلقها اللّه في المغرب وماء فراتكم هذا يخرج عنها، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء فتسقط على ثمارها و تأكل منها و تتنعم فيها و تتلاقى و تتعارف، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء و الأرض ذاهبة و جائية، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء و تتعارف.
قال: وان للّه نارا في المشرق خلقها يسكنها أرواح الكفار، ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون فإذا كان المساء عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة. قال: قلت أصلحك اللّه ما حالالموحدين المقرين بنبوة محمد صلّى اللّه عليه وآله و سلّم من المسلمين المذنبين الذين يموتون و ليس لهم إمام و لا يعرفون ولايتكم، فقال أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها، فمن كان منهم له عمل صالح و لم تظهر منه عداوة فإنه يخد له خدّا إلى الجنة التي خلقها اللّه في المغرب، فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة، فيلقى اللّه سبحانه بحسناته وسيئاته فإما إلى جنة أو إلى نار، فهؤلاء موقوفون لأمر اللّه، قال و كذلك يفعل اللّه بالمستضعفين والبله والأطفال والصبيان وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خدا إلى النار التي خلقها اللّه في المشرق، فيدخل عليهم منها اللهب و الشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم، ثم في النار يسجرون، ثم قيل لهم أين ما كنتم تدعون من دون اللّه أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله اللّه للناس إماما.
وسئل الصادق عليه السّلام عن جنة آدم أ من جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة ، فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا.
وروى القمي في تفسيره عند قوله تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 62] قال ذلك في جنان الدنيا قبل القيامة، والدليل على ذلك قوله تعالى: {بُكْرَةً وَعَشِيًّا } [مريم: 62] فالبكرة و العشي لا تكونان في الآخرة في جنان الخلد وإنما يكون الغدو والعشي في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين وتطلع فيها الشمس و القمر.
وفي قوله تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [هود: 106، 107].
قال فهذا في نار الدنيا قبل القيامة. وأما قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا} [هود: 108] يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ، يعني غير مقطوع من نعيم الآخرة في الجنة يكون متصلا به...
وعن الصادق عليه السّلام قال: ان من وراء اليمن واديا يقال له وادي برهوت، ولا يجاور ذلك الوادي إلا الحيات السود والبوم من الطير، في ذلك الوادي بئر يقال له بلهوت يغدى ويراح إليها بأرواح المشركين يسقون من ماء الصديد.
وفي الموثق عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال: جاء أعرابي إلى أبي جعفر فقال من أين جئت يا أعرابي، قال من الأحقاف أحقاف عاد،قال رأيت واديا مظلما فيه إلهام و البوم لا يبصر قعره قال: وتدري ما ذلك الوادي، قال لا واللّه ما أدري، قال ذلك برهوت فيه نسمة كل كافر.
وروى القمي في تفسيره عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول اللّه رأيت أمرا عظيما، فقال وما رأيت، قال كان لي مريض ونعت له ماء من بئر الأحقاف يستشفى به في برهوت، قال فتهيأت و معي قربة و قدح لآخذ من مائها وأصب في القربة، وإذا شيء قد هبط من جوّ السماء كهيئة السلسلة و هو يقول يا هذا اسقني الساعة أموت، فرفعت رأسي ورفعت إليه القدح لأسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة، فلماذهبت أناوله القدح اجتذب حتى علق بالشمس، ثم أقبلت على الماء أغرف إذ أقبل الثانية وهو يقول العطش العطش يا هذا اسقني الساعة أموت، فرفعت القدح لأسقيه فاجتذب حتى علق بعين الشمس، حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم أسقه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم ذاك قابيل بن آدم قتل أخاه وهو قول اللّه عز و جل: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14].
وفي بصائر الدرجات عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الحوض فقال لي هو حوض ما بين بصرى إلى صنعاء أتحب ان تراه، قلت نعم جعلت فداك، قال فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ثم ضرب رجله فنظرت إلى نهر يجري لاتدرك حافتاه إلا الموضع الذي فيه قائم فإنه شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر يجري جانبه ماء أبيض من الثلج ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء فقلت جعلت فداك من أين يخرج هذا ومن أين مجراه فقال هذه العيون التي ذكرها اللّه في كتابه أنهار في الجنة عين ماء و عين من لبن وعين من خمر تجري في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليها شجر فيهن حور معلقات برءوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن آنية ما رأيت آنية أحسن منها ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحداهن فأومأ بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها، فاغترفت ثم ناولته فشرب ثم ناولها وأومأ إليها فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت شرابا ما كان ألين منه و لا ألذ منه وكانت رائحته رائحة المسك، فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب. فقلت له جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ولا كنت أرى ان الأمر هكذا فقال لي هذا أقل ما أعد اللّه لشيعتنا ان المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر و رعت في رياضه و شربت من شرابه، وان عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فأخلدت في عذابه و أطعمت من زقومه وأسقيت من حميمه فاستعيذوا باللّه من ذلك الوادي.
وروى ابن قولويه في كامل الزيارة عن عبد اللّه بن بكر الأرجائي قال: صحبت أبا عبد اللّه عليه السّلام في طريق مكة من المدينة ، فنزلنا منزلا يقال له عسفان ، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق وحش، فقلت له يا ابن رسول اللّه ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا، فقال لي يا ابن بكر تدري أي جبل هذا، قلت لا، قال هذا جبل يقال له الكمد وهو على واد من أودية جهنم و فيه قتلة أبي الحسين عليه السّلام استودعتهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جبّ الحزن و ما يخرج من العلق من آثام و ما يخرج من طينة الخبال و ما يخرج من جهنم و ما يخرج من لظى و من الحطمة، وما يخرج من سقر و ما يخرج من الجحيم و ما يخرج من الهاوية وما يخرج من السعير. وفي نسخة أخرى، وما يخرج من جهنم و ما يخرج من لظى و من الحطمة، وما يخرج من سقر و ما يخرج من الحميم و ما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الارأيتهما يستغيثان، واني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما هؤلاء إنما فعلوا ما أسّستما لمترحمونا إذا أوليتم و قتلتمونا و حرمتمونا و وثبتم على حقنا و استبددتم بالأمر دوننا، فلارحم اللّه من يرحمكما ذوقا وبال ما قد قدمتما و ما اللّه بظلام للعبيد، فقلت له جعلت فداك أين منتهى هذا الجبل ، قال إلى الأرض السادسة، وفيها جهنم على واد من أودية عليه حفظة أكثر من نجوم السماء و قطر المطر و عدد ماء البحار وعدد الثرى قد و كل كل ملك منهم بشيء و هو مقيم عليه لا يفارقه.
وعن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام فركض برجله الأرض، فإذا بحر فيه سفن من فضة فركب وركبت معه ، حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضة ، فدخلها ثم خرج فقال أرأيت الخيمة التي دخلتها أولا، فقلت نعم، فقال: تلك خيمة رسولاللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السّلام، والثالثة خيمة فاطمة، والرابعة خيمة خديجة، و الخامسة خيمة الحسن و السادسة خيمة الحسين، والسابعة خيمة علي بن الحسين، والثامنة خيمة ابي، والتاسعة خيمتي، وليس أحد منا يموت إلا و له خيمة يسكن فيها.
وقد ذكرنا في جلاء العيون أخبارا كثيرة في كيفية ولادة فاطمة ومنها عن الصادق قال: دخل على خديجة أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن لما رأتهن ، فقالت احداهن لا تحزني يا خديجة إنّا رسل ربك إليك و نحن اخوتك أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم و هي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثم اخت موسى بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما يلي النساء من النساء.
وفي البصائر عن الوشاء قال: قال لي الرضا عليه السّلام بخراسان رأيت رسول اللّه هاهنا و التزمته.
وعن ابان عن الصادق عليه السّلام إن أمير المؤمنين عليه السّلام لقي أبا بكر فاحتج عليه ، ثم قال أما ترضى برسول اللّه بيني وبينك، قال وكيف لي به، فأخذ بيده وأتى مسجد قبا فإذا رسول اللّه فيه فقضى على أبي بكر ، فرجع أبو بكر مذعورا فلقي عمر فأخبره فقال تبا لك.
وعن ادريس عن الصادق عليه السّلام قال: بينما أنا وأبي متوجهان إلى مكة و أبي قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها فأقبل علي فقال اسقني، فصاح بي أبي لا تسقه لا سقاه اللّه، قال و في طلبه رجل يتبعه فجذب سلسلته جذبة طرحه بها في أسفل درك من النار.
وعن بشير النبال قال: قال الصادق عليه السّلام كنت مع أبي بعسفان في واد بها أو بضجنان، فنفرت بغلته فإذا رجل في عنقه سلسلة و طرفها في يد آخر يجره، فقال الرجل لاتسقه لا سقاه اللّه، فقلت لأبي من هذا، قال هذا معاوية.
وعن سماعة قال: كنت عند أبي الحسن فأطلت الجلوس عنده، فقال أتحب أن ترى أبا عبد اللّه، فقلت وددت و اللّه، فقال قم وادخل ذلك البيت ، فدخلت البيت فإذا أبو عبد اللّه قاعد.
وعن يحيى بن أم الطويل قال: صحبت علي بن الحسين من المدينة إلى مكة وهو على بغلة وأنا على راحلة، فجزنا وادي ضجنان فإذا نحن برجل أسود في رقبته سلسلة وهو يقول يا علي بن الحسين اسقني، فوضع رأسه على صدره ثم حرك دابته، قال: فالتفت فإذا برجل يجذبه وهو يقول لا تسقه لا سقاه اللّه. قال فحركت راحلتي و لحقت بعلي بن الحسين فقال لي أي شيء رأيت فأخبرته، فقال ذاك معاوية.
وعن الخثعمي عن أبي إبراهيم قال: خرجت مع أبي إلى بعض أمواله فلما برزنا إلى الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية فسلم عليه ، فنزل إليه ابي واسمعه يقول له جعلت فداك ثم جلسا فتساءلا طويلا ثم قام الشيخ وانصرف وودع أبي وقام ينظر في قفاه حتى توارى عنه، فقلت لأبي من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد، قالهذا أبي.
وعن عباية الأسدي قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السّلام وعنده رجل رث الهيئة وأمير المؤمنين مقبل عليه يكلمه، فلما قام الرجل قلت يا أمير المؤمنين من هذا الذي أشغلك عنا، قال هذا وصي موسى... .
وعن أبي جعفر انه قال: واللّه ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ولا خلت النار من أرواح الكفار و العصاة منذ خلقها اللّه عز و جل، ويظهر من هذا الخبر ونحوه أن أرواح المؤمنين بعد الموت تكون في جنة الخلد، ومن الأحاديث السابقة انها في جنة الدنيا.
والأخبار السابقة أوضح سندا و أكثر عددا و أشهر بين الأصحاب و إن أمكن اختصاص ما دل على جنة الخلد ببعض المقربين.
وقال العلامة المجلسي في البحار:اعلم أن الذي ظهر من الآيات الكثيرة والأخبار المستفيضة و البراهين القاطعة هو أنّ النفس باقية بعد الموت، إما معذبة إن كان ممن محض الكفر، أو منعمة إن كان ممن محض الإيمان، ويلهى عنه إن كان من المستضعفين، وترد إليه الحياة في القبر اما كاملا أو إلى بعض بدنه، كما مر في بعض الأخبار.
ويسأل بعضهم عن بعض العقائد وبعض الأعمال ويثاب ويعاقب بحسب ذلك، وتضغط أجساد بعضهم وإنما السؤال والضغطة في الأجساد الأصلية وقد يرتفعان عن بعض المؤمنين كمن لقن أو مات في ليلة الجمعة أو يومها أو غير ذلك ...، ثم تتعلق الروح بالأجساد المثالية اللطيفة الشبيهة بأجسام الجن و الملائكة المضاهية في الصورة للأبدان الأصلية بسبق نعتها بها، وبذلك يستقيم جميع ما ورد في ثواب القبر و عذابه و اتساع القبر و ضيقه،و حركة الروح و طيرانه في الهواء، وزيارته لأهله، ورؤية الأئمة عليهم السّلام بأشكالهم ومشاهدة أعدائهم معذبين، و سائر ما ورد في أمثال ذلك.
فالمراد بالقبر في أكثر الأخبار ما تكون الروح فيه في عالم البرزخ، وهذا يتم على تجسم الروح و تجرده، ومع ورود الأجساد المثالية في الأخبار المعتبرة المؤيدة بالأخبار المستفيضة التي لا محيص عن القول بها وليس هذا من التناسخ الباطل في شيء،إذ التناسخ لم يتم دليل عقلي على امتناعه إذأكثرها عليلة مدخولة ولو تمت لا يجري أكثرها فيما نحن فيه ، كما لا يخفى على من تدبر فيها و العمدة في نفيه ضرورة الدين و اجماع المسلمين.
وظاهر أن هذا غير داخل فيما انعقد الاجماع والضرورة على نفيه ، كيف وقد قال به كثير من المسلمين كشيخنا المفيد وغيره من علمائنا المتكلمين والمحدثين، بل لا يبعد القول بتعلق الأرواح بالأجساد المثالية عند النوم أيضا، كما يشهد به ما يرى في المنام.
وقد وقع في الأخبار تشبيه حالة البرزخ وما يجري فيها بحالة الرؤيا وما يشاهد فيها كما مر، بل يمكن أن يكون للنفوس القوية العالية أجساد مثالية كثيرة كأئمتنا حتى لا يحتاج إلى بعض التأويلات و التوجيهات كثيرا فيحضورهم عند كل ميت ، وسائر ما يأتي في كتاب الإمامة في غرائب أحوالهم من عروجهم إلى السماوات كل ليلة جمعة وغير ذلك.
وقال الشيخ المفيد رحمه اللّه في أجوبة المسائل السروية حيث سئل ما قولكم أدام اللّه تأييدكم في عذاب القبر و كيفيته و متى يكون و هل ترد الأرواح إلى الأجساد عند التعذيب أملا، وهل يكون العذاب في القبر أو يكون بين النفختين.فأجاب: الكلام في عذاب القبر طريقه السمع دون العقل، وقد ورد عن أئمة الهدى عليهم السّلام انهم قالوا ليس يعذّب في القبر كل ميت وإنما يعذّب من جملتهم من محض الكفر محضا، ولا ينعم كل ماض لسبيله، وإنما ينعم منهم من محض الإيمان محضا، فأماما سوى هذين الصنفين فإنه يلهى عنهم.
وكذلك روي أنه لا يسأل في قبره إلا هذان الصنفان خاصة، فعلى ما جاء به الأثر من ذلك يكون الحكم ما ذكرناه،و اما عذاب الكافرفي قبره و نعيم المؤمنين فيه،فإن الخبر أيضا قد ورد بأن اللّه تعالى يجعل روح المؤمن فيقالب مثل قالبه في الدنيا في جنة من جنانه ينعمه فيها إلى يوم الساعة،فإذا نفخ في الصورأنشأ جسده الذي بلي في التراب و تمزق ثم أعاده إليه و حشره إلى الموقف و أمر به إلى جنة الخلد فلا يزال منعما ببقاء اللّه عز و جل ، غير أن جسده الذي يعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا بل تعدل طباعه و تحسن صورته فلا يهرم مع تعديل الطباع ولا يمسه نصب في الجنة و لا لغوب، والكافر يجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محل عذاب يعاقب به و نار يعذب بها حتى الساعة، ثم أنشأ جسده الذي فارقه في القبر و يعاد إليه، ثم يعذب به في الآخرة عذاب الأبد، ويركب أيضا جسده تركيبا لا يفنى معه.
وقد قال اللّه عز و جل اسمه : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46].
وقال في قصة الشهداء :
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] . فدل على أن العذاب والثواب يكون قبل يوم القيامة وبعدها، والخبر وارد بأنه يكون مع فراق الروح الجسد من الدنيا ، والروح هاهنا عبارة عن الجوهر الفعال البسيط وليس بعبارة عن الحياة التي يصح معها العلم و القدرة لأن هذه الحياة عرض لا تبقى و لايصح الإعادة.
فهذا ما عول عليه النقل و جاء به الخبر على ما بيناه انتهى.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|