أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-13
![]()
التاريخ: 2023-08-12
![]()
التاريخ: 24-9-2019
![]()
التاريخ: 12-8-2019
![]() |
التخريب الحضاري
ونتساءل: لماذا كان الاستكبار يعمل بهذا الاتجاه التخريبى في حضارتنا؟
وهذا سوال وجيه.. فان مخطط ى اجهزه الغزو الاستكبارى لم يكن يهمهم من امر حضارتنا شى ء، ولم يكن يهمهم ان يطرحوا بديلا لهذه الحضارة. ولم يكونوا رسل حضارة الينا ليفكروا في تخريب حضاره واقامه اخرى مكانها، وانما كانوا طلاب مال ولذه، وجباه الذهب الأصفر والاسود. وكل من يعرف الغرب والشرق يعرف هذه الحقيقة بلا مناقشه. ونتجاوز الان أولئك السذج الذين يتصورون ان للغرب الرأسمالي او الشرق الاشتراكي دورا انسانيا فى حياتنا.
فما هى مصلحه الغرب والشرق فى التخريب الحضاري في حياتنا وفى هدم الجسور واستئصال الجذور؟ ان القضيه، في راينا، لها ايضا علاقه بجبايه الذهب الاصفر والاسود. ولا بد لذلك من شرح وايضاح:
ان الجذور الحضاريه تمنح الامه مناعه ضد الغزو، اى غزو، سواء اكان غزوا عسكريا ام فكريا ام سياسيا، ام غزوا للابتزاز المالى او للاستئصال الحضاري. وهذه خاصيه العمق الحضاري فى الامه، فما دامت الامه مرتبطه بماضيها وحضارتها ومستشعره بشخصيتها التاريخيه والحضاريه فهى تقاوم الغزو والاحتلال والاستغلال، وتقاوم النفوذ السياسى والفكرى الاجنبى مهما كان.
ولقد جاء الغرب الى العالم الاسلامى لفرض سلطانه ونفوذه على المسلمين، وليقوم بغاره واسعه على العالم الاسلامى، وهو يعلم ان فى هذه الامه مناعه ضد كل اجنبى دخيل على الامه، وضد كل نفوذ وسلطان دخيل عليها، ويعلم ان مصدر هذه المناعه هو دين هذه الامه وحضارتها، ولا يمكن ان يضعوا ايديهم على كنوز هذه الامه وثرواتها الطبيعيه قبل ان يضعوا ايديهم على عقول ابنائها، ولا يمكن ان يفتحوا الطريق الى ثروات المسلمين قبل ان يقطعوا علينا الطريق الى حضارتنا ورسالتنا وتراثنا.
لقد عرف المخططون للاستكبار هذه الحقائق جميعا، حقيقه بعد اخرى، وتوجهوا بكل جد واهتمام لعلاج هذه المشكله ومصادره هذه المناعه والمقاومه.
التعويم الحضاري:
واذا حدث هذا التعويم الحضاري، وتحولت الامه من حاله الانتماء الحضاري الى حاله اللاانتماء، فلا تبقى فى الامه مناعه او مقاومه، ولا يخشى، بعد، على مصالح الاستكبار ومراكز نفوذه فى العالم الاسلامى على امد طويل من الزمان، ومن ثم يسهل النفوذ فى هذه الامه، وفرض كل الوان السيطره والسياده عليها، ووضع اليد على ثرواتها واراضيها وبرها وبحرها.
ولكى يتم تفريغ هذه الامه من كل محتواها الحضاري والرسالى، وبترها عن ماضيها وتراثها وحضارتها، بترا كاملا، لا بد من قطع هذه الجسور التى تربط الحاضر بالماضى، والامه بتراثها وحضارتها.
وانطلاقا من هذا التصور توجه الاستكبار العالمى باتجاه قطع هذه الجسور ونسفها وقطع الحاضر عن الماضى.
وهكذا كانت فصول الماساه فى حياتنا السياسيه والحضاريه المعاصره.
معالم حركه التغريب او التخريب الحضاري وارى من المفيد ان ارسم هنا معالم حركه التغريب، او الاستئصال الحضاري بشكل اوضح، ليكون هذا الجيل جيل الثوره على بينه من المخططات الرهيبه التى كان يجرى تنفيذها من قبل الغرب، بشكل خاص، فى العالم الاسلامى في هذه الفتره من الزمان.
لقد كان هم الغرب الاكبر انهاء وجود الدوله العثمانيه فى العالم الاسلامى والقضاء عليها قضاء كاملا، فقد كانت الدوله العثمانيه، ورغم كل نقاط الضعف الظاهره عليها، محورا سياسيا وعسكريا واقتصاديا قويا فى المنطقه يحول دون تحقيق مطامع الغرب فى العالم الاسلامى.
وتم للغرب اسقاط الخلافه العثمانيه بصوره نهائيه، فى سنه 1342ه/1922م ،بعد ان تم انهاكها واستهلاكها وتحجيمها، حتى اصبح الخليفه لا يملك من امور الخلافه والدوله شيئا غير صلاه الجمعه وخطبتها وقصره وحاشيته.
واستراح الغرب عند ذلك، وتنفس الصعداء، وخلت الساحه السياسيه فى المنطقه الاسلاميه من وجود قوه ذات نفوذ واسع فى المنطقه الاسلاميه.
وعند ذلك، اخذ الغرب يصعد حركه التغريب والاستئصال الحضاري فى المنطقه الاسلاميه بصوره واسعه، وقد كانت هذه الحركه قائمه فى العالم الاسلامى من قبل، ولكنها تصاعدت بشكل ملفت للنظر، وعلى كافه الاصعده، بعد سقوط الدوله العثمانيه.
الحكام الذين دعموا حركه التغريب
فى هذه المرحله التى شارفت سقوط الدوله العثمانيه، وتلك التى تلتها، نرى على المسرح السياسى حكاما وانظمه، في العالم الاسلامى، تتجه بشكل واضح باتجاه فصل العالم الاسلامى عن جذوره الحضاريه، وربطه بالغرب والحضاره الغربيه، تحت شعار (التجديد) و (الحداثه) و (التطور) و (التقدم)، ونذكر من هولاء الحكام:
مصطفى كمال اتاتورك: تولى الرئاسه فى تركيا بعد اسقاط الدوله العثمانيه، واستمر حكمه من سنه 1923 الى سنه 1938م.
رضا بهلوى: تولى الحكم، فى ايران، من سنه 1925 الى سنه 1931م.، اى انه تولى الحكم بعد سقوط الدوله العثمانيه بثلاث سنوات.
امان اللّه خان: تولى الحكم فى افغانستان من سنه 1919م الى سنه 1929م. زار اوروبا، وتوجه باتجاه تغريب افغانستان بعد سنه 1927، اى بعد سقوط الدوله العثمانيه بخمس سنوات، بصوره قويه، ما ادى الى سقوطه وفراره الى اوروبا.
وقد اشتهر هولاء الحكام بالنزوع الشديد الى الغرب، وبالسعى الحثيث للقضاء على معالم الحضاره الاسلاميه واصولها، واحلال الحضاره الغربيه فى بلادهم، والقضاء على الكيان السياسى للاسلام فى العالم، واحلال الكيانات الصغيره الاقليميه والقوميه مكان الدوله الاسلاميه.
ومن المفيد ان نذكر ان احداثا قد تمت فى هذه الحقبه من تاريخنا السياسى المعاصر، اسهمت فى تمزيق العالم الاسلامى، ومنها: (معاهده سايكس بيكو) 1916م. قسمت العالم الاسلامى الى كيانات، ومنها ايضا (وعد بلفور) 1917م الصهاينه باقامه كيان لهم فى فلسطين.
ومن السذاجه ان نتصور ان هذه الاحداث تجمعت فى هذه المرحله بالذات صدفه ومن دون تخطيط مسبق. ومن السذاجه ان نتصور ان هولاء الحكام كانوا يعملون لتطوير بلادهم من الناحيه العلميه والاقتصاديه والعسكريه، وكانوا يسعون الى ادخال الصناعه والاختصاصات العلميه المتطوره الى بلادهم.
فقد بدا هولاء الحكام بالقضاء على (الخط والحرف العربين) اولا، وعلى (اللغه العربيه الفصحى) ثانيا، وعلى (الحجاب) ثالثا، وعلى (القضاء الشرعى) رابعا، وعلى (حدود اللّه) تعالى في الحلال والحرام خامسا، وعلى (الاخلاق والاعراف) الاسلاميه، وعلى كثير غير ذلك بحجه التطور والتجديد والحداثه.
وكان يسير، فى ركب هولاء الحكام، جمع من المخططين والمفكرين والعلماء والادباء فى مختلف اقطار العالم الاسلامى، يتجهون بشكل واضح باتجاه تغريب المسلمين، وربط العالم الاسلامى بعجله الغرب، وعزل الامه الاسلاميه بصوره كامله عن ماضيها وتاريخها، وحجبها حجبا كاملا عن حضارتها وتراثها.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|