المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06

التعريف بمبدأ المساواة وبيان صوره في نطاق الأساس العائلي
2024-08-01
نبات الفوشيا (حلق الست)
2024-07-15
تصنيف البيئة - تصنيف طبيعي وبشري
1-11-2021
القرآن مصون من التحريف
17-10-2014
إشعاع كهرمغناطيسي electromagnetic radiation
13-12-2018
REFLECTION
8-11-2020


مناظرة هشام بن الحكم مع النظام في بقاء أهل الجنة إلى الأبد  
  
1217   11:15 صباحاً   التاريخ: 3-9-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 99-102
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * المعاد /

روى علي بن محمد بن قتيبة، عن يحيى بن أبي بكر قال: قال النظام (1) لهشام بن الحكم (2): إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم كبقاء الله، ومحال أن يبقوا كذلك؟

فقال هشام: إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقى بلا مبق، وليس هو كذلك.

فقال: محال أن يبقوا للأبد.

قال: قال: ما يصيرون؟

قال: يدركهم الخمود.

قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس (3)؟ قال: نعم.

قال: فإن اشتهوا أو سألوا ربهم بقاء الأبد.

قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك.

قال: فلو أن رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار، ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقتان بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين؟!

قال: هذا محال!

قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا، فأدخلوا الجنان، تموتهم فيها يا جاهل (4).

_______________

(1) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وكان النظام أستاذ الجاحظ، قالت المعتزلة: إنما سمي بذلك لحسن كلامه نظما ونثرا، وقال غيرهم: إنما سمي بذلك لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة ويبيعها، قيل: وإليه تنسب الطائفة النظامية، ووافق المعتزلة في مسائلهم وانفرد عنهم بمسائل أخرى، وقد ذكر الصفدي في الوافي جملة منها، والتي منها: عدم إمكان خروج أحد من الجنة ولو بالقدرة، وأن الإجماع ليس بحجة في الشرع، وكذلك القياس ليس بحجة، وإنما الحجة قول الإمام المعصوم، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) نص على أن الإمام علي (عليه السلام) وعينه، وعرفت الصحابة ذلك... الخ، وأن الثاني ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، توفي النظام في سنة 230 ه‍ تقريبا. راجع ترجمته في: سفينة البحار: ج 2 ص 597، الوافي بالوفيات للصفدي: ج 6 ص 14 - 18، الملل والنحل للشهرستاني: ج 1 ص 59.

(2) هو هشام بن الحكم، أبو محمد، مولى كندة، ولد بالكوفة ونشأ في واسط، وتجارته ببغداد، عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها، له نوادر وحكايات ومناظرات، ممن اتفق علمائنا على وثاقته ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومين - صلوات الله وسلامه عليهم - وقد قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام): هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده، وكان هشام من الحاذقين بصناعة الكلام، والمدافعين عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ولذا له مناظرات كثيرة مع المخالفين في هذا الشأن، عد من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة وقيل في خلافة المأمون العباسي سنة 199 ه‍، راجع ترجمته في: رجال النجاشي: ج 2 ص 397 رقم: 1165، سفينة البحار: ج 2 ص 719، سير أعلام النبلاء: ج 10 ص 543 ترجمة رقم: 174، تنقيح المقال للمامقاني: ج 3 ص 294.

(3) جاء ذلك في بعض الآيات الشريفة وهي: 1 - قوله تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: 71]. 2 - قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: 31]. 3 - قوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [الأنبياء: 102].

(4) إختيار معرفة الرجال للطوسي: ج 2 ص 552 ح 593، بحار الأنوار: ج 8 ص 143 ح 66.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.