أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2019
932
التاريخ: 29-8-2019
981
التاريخ: 30-7-2019
1297
التاريخ: 16-8-2019
1004
|
فكرة الإعلام المحلي الذي يحيط الناس علما بما يدور من مجتمعهم الصغيرة ليست فكرة حديثة أو وليدة هذا العصر، وإنما فكرة قديمة قدم الإنسان نفسه، عندما بدأ يتصل بالآخرين في تجمعات سكانية يزداد حجمها يوماً بعد يوم. . آنذاك أدرك الإنسان في ظل هذه التجمعات أهمية الاتصال، فعرف في مجتمعه المحلي الإشارات والرموز التي تحمل دلالات ومعاني معينة، وعرف الوسائط التي تنقل إليه هذه الإشارات والرموز كدقات الطبول وقرع الأجراس وإشعال النيران ونفخ الدخان والمنادي وغيرها من أشكال الاتصال التقليدية، التي لم تكن سوى أشكال للإعلام المحلي، نشأت لتلبي احتياجات الناس لمعرفة ما يدور من حولهم .
وقد يحلو للبعض أن يتساءل، ما هو موقع الإعلام المحلي من بين موضوعات الإعلام المتخصص؟ .
الواقع أن فكرة التخصص في الإعلام المحلي تنبع من محليته.. . فهو إعلام لا يتجه إلى معالجة قضايا مركزية أو دولية، وإنما تنصب اهتماماته على تناول الأخبار والموضوعات والقضايا ذات الطايع المحلي. وإن اتجه إلى تناول قضايا مركزية أو دولية، وإنما تتصب اهتماماته على تناول الأخبار والموضوعات والقضايا ذات الطابع المحلي. وإن اتجه إلى تناول قضايا ذات طابع وطني أو قومي، فإنما يتناولها من زاوية ارتباطها بالمجال المحلي الذي تصدر فيه أو ينتشر في إطاره.. فهو إعلام يتناول قضايا، ويعكس أحداثاً محلية محددة بإطار جغرافي معين ، ويخاطب جمهورا يعيش داخل هذا الإطار، وبذلك فإن الإعلام المحلي إعلام متخصص في مضمونه وتوزيعه وانتشاره في إطار جغرافي معين حتى وإن حمل بعض صفات الإعلام المركزي في تقنياته ومضمونه وتنوعه.
وقد أثبتت التجارب العديدة للدول المختلفة نجاح أجهزة ومؤسسات الإعلام المحلي كوسائط فاعلة للاتصال بالجماهير، تعمل على تعميق الانتماء إلى المجتمع المحلي؛ وتحقيق التفاعل مع أحداثه وقضاياه واهتمامات أهله.. ولعل اتجاه العالم نحو تحقيق اللامركزية في إدارة شؤون الدولة في الحكم والإدارة وغيرها، فرضت اتجاه الإسلام في نفس المنحى تلبيه لاحتياجات الناس للمعرفة بما يساعد على بلورة إدراكهم وتفاعلهم مع القضايا المحلية كجزء لا يتجزأ من قضايا الوطن الأم .
وفي المجتمعات النامية يزداد الاهتمام بالإعلام المحلي على اختلاف أشكاله، فهو النافذة التي يطل فيها الناس على الأحوال المحيطة بهم.. وفي نفس الوقت، هو القناة التي توصلهم بالإعلام المركزي. وفي ذلك يكمل الإعلام المحلي دور الإعلام المركزي بتسليطه الضوء علي القضايا المحلية التي تستحق المتابعة من الإعلام المركزي لتصعيد الاهتمام بها على المستوى القومي، وخاصة تلك القضايا التي ترتبط بالسياسة العامة للدول كالتعليم والصحة والإسكان وغيرها.
ويتيح الإعلام المحلي بجهوده المنصبة في إحاطة الناس علما بما يدور في مجتمعه الصغير، للرأي العام المحلي مشاركة أبناء المجتمع المحلي عبر الكلمة المطبوعة والمسموعة والمرئية في إبداء الرأي حول برامج الأجهزة.
المحلية ومشروعاتها الرامية إلى الارتقاء بالمجتمعات المحلية وتطويرها، كما يتيح لهم الفرصة في تصحيح أخطاء هذه الأجهزة، وتسليط الضوء على القضايا والموضوعات التي تحتاج إلى اهتمام ودعم الأجهزة المحلية والمركزية. . وهو بذلك يحقق ديمقراطية الاتصال كمبدأ يدعو إلى توفير الوسائل المناسبة لكل فرد ولكل مجتمع انساني للانتفاع بوسائل الاعلام، والمشاركة في نشاطاتها كوسيلة لانتفاع المجتمع بآراء أبنائه وأفكارهم.
وإذا كانت ديمقراطية الاتصال هي أحد أوجه الديمقراطية السياسية، فبالتالي فإن الإعلام المحلي أحد التطبيقات العملية للديمقراطية السياسية والاستجابة لحق الناس الطبيعي في الاتصال. . فهو المجال الذي تلتقي فيه اراء المجتمع المحلي ليتبادلوا الرأي حول ما يهمهم من أخبار مجتمعهم ولا غرو في ذلك، فإن لبعض الدول تجارب ناجمه في هذا المضمار، وإن جابهتها بعض الصعوبات، إلا أن مثل هذه التجارب تشكل رصيدا وخبرة عملية يمكن ا لاستفادة منها في وقت آخر لتجاوز الصعوبات التي واجهتها، ليقف على أرضية صلبة حفاظاً على الدور المتوقع من الإعلام المحلي في تنمية هذه المجتمعات وتطويرها .
ويرى بعض المهتمين بمجالات الإعلام المختلفة، أن الإعلام المحلي قد يخل بمهام الإعلام المركزي، وقد يوثر على المدى الطويل على تعزيز الانتماء المحلي على حساب الانتماء الوطني، إلا أننا نرى غير ذلك، فالإطار المحلي كجزم من الإطار الوطني والإعلام المحلي كفرع من فرع الإعلام المركزي لا ينفصلان عن أصلهما. . ينتميان إليه ويتفرعان منه. . والأمر الطبيعي، أن يحدث التكامل بينهما، طالما أن كلا منهم يعرف حدوده واختصاصاته. . وحيث الكل ينصب في تأكيد الهوية وتعميق الانتماء للوطن الأم، فلا مجال للإعلام المحلي أن يخرج عن هذا الإطار طالما أنه يخضع في توجهاته إلى الأسس التي تسير به في هذا الاتجاه. . وعليه ألا يحيد عن ذلك. . فالإعلام المحلي إذا لم يكن محلياً في طابعه واختصاصاته وموضوعاته انتفت عنه صفة المحلية، وصار عبئاً لا لزوم له.
ولتحقيق فاعلية أكثر للإعلام المحلي، فإن الدور المنتظر منه ألا يكون مجرد مرآة للأحداث، ووسيلة لنشر الأخبار فقط، بل يجب عليه أن يهيئ منبرا للمناقشة ونشر الأفكار وتبادل الرأي والخبرات حتى يتمكن المجتمع من الاستفادة من جهود أبنائه وأفكارهم وآرائهم .
ومن هذا العرض السريع للاعلام المحلي واهيمته يتبين لنا، ان الاعلام المحلي في هذا العصر قد أصبح ضرورة فرضتها عوامل متعددة نناقشها فيما هو آت.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|