الاهتمام الدولي والعربي بإعلام الطفولة
المؤلف:
أ.د. هادي نعمان الهيتي
المصدر:
الإعلام والطفل
الجزء والصفحة:
ص 11-13
2025-06-29
541
الاهتمام الدولي والعربي بإعلام الطفولة
نال "إعلام الأطفال" شيئا من العناية الدولية ورد التأكيد عليه في كثير من الاعلانات والمواثيق الدولية، غير أن اتفاقية "حقوق الطفل العالمية" كانت أكثر الوثائق اهتماما به، حيث نصت مواد وفقرات عدة على حق الأطفال في الاتصال، منها الفقرة التي أكدت أن يكون للطفل الحق في حرية التعبير: ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات والافكار وتلقيها، وإذاعتها دون أي إعتبار للحدود، سواء بالقول، أو الكتابة أو الطباعة، أو الفن، أو بأية وسيلة يختارها الطفل).
ونصت فقرة اخرى على ان (تحترم الدول الأطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين).
وتصف مادة ثالثة:
تعترف الدول الأطراف بالوظيفة الهامة التي تؤديها وسائط الإعلام وتضمن إمكانية حصول الطفل على المعلومات والمواد من شتى المصادر الوطنية والدولية، وبخاصة تلك التي تستهدف تعزيز رفاهيته الاجتماعية والروحية والمعنوية وصحته الجسدية والعقلية، وتحقيقا لهذه الغاية، تقوم الدول الأطراف بما يلي:
أ - تشجيع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل ووفقا لروح المادة 29.
ب - تشجيع التعاون الدولي في انتاج وتبادل ونشر هذه المعلومات والمواد من شتى المصادر الثقافية والوطنية والدولية.
ج - تشجيع انتاج كتب الأطفال ونشرها.
د. تشجيع وسائط الإعلام على إيلاء عناية خاصة للاحتياجات اللغوية للطفل الذي ينتمي الى مجموعة من مجموعات الاقليات او الى السكان الأصليين.
هـ- تشجيع وضع مبادىء توجيهية ملائمة لوقاية الطفل من المعلومات والمواد التي تضر بصالحه، مع وضع احكام المادتين 13 و 18 في الاعتبار.
وعلى الصعيد العربي صدرت الكثير من الوثائق حول إعلام الطفولة من بينها ما أولاه له المؤتمر العربي رفيع المستوى لحقوق الطفل الذي عقد بجامعة الدول العربية خلال الفترة 2 تموز - يوليو 2001 اذ دعا المؤتمر مجلس وزراء الإعلام العرب بسبب وجود ظواهر شديدة الحساسية في إعلام الطفولة في الوطن العربي - الى (وضع ميثاق شرف لإعلام الطفل العربي ودعوة اتحاد الصحفيين العرب والاتحادات والجمعيات الوطنية الى ايلاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم)، ودعوة إتحاد اذاعات الدول العربية الوضع وتنفيذ استراتيجية الإعلام العربي الموجه الى الطفل والبيئة المحيطة به مع الاستفادة من المبادرات الدولية والاقليمية والتجارب الناجحة، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والحضارية العربية).
وفي أدبيات المجلس العربي للطفولة والتنمية الكثير من الأشارات الى موضوع الإعلام والطفل منها أشارته الى مسؤولية وسائل الإعلام عن تشكيل وتكوين شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية ومستوى ذكائه الى جانب الدور النفسي الذي يسهم في النضج الانفعالي والتوازن النفسي والاجتماعي للطفل.
وأشارت أدبيات اخرى للمجلس العربي للطفولة والتنمية إلى أن الدعوة ظهرت الى تقويم سلوك الأطفال وأفكارهم وتنقية آذانهم وأسماعهم من ملوثات العصر، الامر الذي أوجب على أجهزة الإعلام دورا متميزا في هذا المجال، وأن تعمل على بث القيم الاجتماعية الايجابية لدى الأطفال، وأن تعمل على تنمية القدرات الابداعية والابتكارية للأطفال، وأن تكون هناك جهات رقابية تقوم بعملية تقييم دوري لنوعية البرامج التي تعرض للأطفال من حيث مستوى المادة العلمية المقدمة، والهدف الذي يسعى البرنامج الى تحقيقه ومدى تناسبه مع عمر الطفل ومستوى ذكائه. وأن تكون هناك جهات مسؤولة عن وضع إستراتيجيات وتكوين رؤى مستقبلية عن إحتياجات الطفل العربي، ورصد الاحتياجات المادية والبشرية، وتوسيع قاعدة الاهتمام بالاجهزة الثقافية.
ومن هنا تأتى ضرورة تقييم أوضاع الطفل العربي بين إعلام الكبار وإعلام الطفولة على مختلف المصادر الإعلامية بما فيه الإعلام الذي تبثه مؤسسات المجتمع المدني، خاصة وأن مجال الطفولة قد أصبح احد المجالات ذات الأولوية التي اتجه نحوها قطاع كبير من مؤسسات المجتمع المدني، ويبدو أن الدافع لذلك لم يتمثل فقط في إدراك مخاطر واقع الطفولة العربية، ولكن لأن هذا المجال هو "محايد سياسيا" بمعنى انه وفقا للإدراك العربي لا يتضمن مخاطر سياسية، اضافة إلى أنه مجال نشاط يكمل أداء الدولة يسد الثغرات في السياسات الاجتماعية.
الاكثر قراءة في الاعلام المتخصص
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
