المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



منع معاوية ذكر فضائل علي (عليه السلام)  
  
3463   04:17 مساءً   التاريخ: 5-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص334.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

أمر معاوية مناديه أن ينادي : من ذكر في مناقب عليّ حديثا فهو خارج عن أمان معاوية و جاره و أمر الخطباء أن يلعنوا عليّا (عليه السلام) و أهل بيته و يتبرّءوا منهم، ثم سار معاوية من المدينة الى مكة، ثم ذهب الى الشام بعد اتمام مناسكه و بدأ بتشييد قواعد ملكه و التمهيد لقمع شيعة علي (عليه السلام) و كتب الى قضاته و ولاته في جميع المدن و الامصار ان يمحوا اسم محبي أمير المؤمنين (عليه السلام) و محبي أهل بيته من ديوان العطايا من بيت المال.

ولم يكتف بهذا وكتب ثانيا إليهم وأمر بقتل من اتّهم بمحبة عليّ وأهل بيته (عليهم السّلام). فلمّا انتشر هذا الحكم في البلدان و فشى بدأ الحكام و العمّال بقتل شيعة عليّ (عليه السلام) و نهب اموالهم.

فقتلوا الكثير من الناس بمجرد التهمة و خربوا بيوتهم و هدموها و اشتدّ البلاء على الشيعة بحيث لو أراد أحدهم أن يتكلّم مع من يوافقه في المذهب جاء به الى الدار و أجلسه وراء الحجب والاستار وأبعد الخدم والمماليك ثم يقسم عليه بالايمان المغلّظة أن لا يبوح لأحد بما يسمعه منه ثم بعد هذا يروي له حديثا في أشد الخوف و الرهبة.

وفشت الاحاديث الموضوعة و الكاذبة بين الناس و كثر البهتان و التهمة على أمير المؤمنين (عليه السلام) و أهل بيته، فبدأ الناس بتعلّم تلك المكذوبات المختلقة، و كان اعظم الناس في ذلك بلاء وفتنة هم القرّاء المراءون المتصنعون الذين يصنعون الاحاديث لينالوا الحظوة عند ولاتهم، وليدنوا مجالسهم عندهم، و يصيبوا الاموال و القطائع و المنازل، حتى صارت أحاديثهم تلك في أيدي الناس المتدينين الذين لا يحبون الكذب و يبغضونه فقبلوها و هم يرون انّها حقّ، فصار الحق في ذلك الزمان باطلا و الباطل حقا و الصدق كذبا و الكذب صدقا، و اشتدّ عليهم البلاء اكثر فاكثر بعد استشهاد الامام الحسن (عليه السلام)، و لم يأمن أحد من شيعة عليّ (عليه السلام) على نفسه و ماله و اهله في أي بقعة من الارض حتى انّ الرجل يقال له زنديق أو كافر أحبّ إليه أن يقال شيعة عليّ (عليه السلام).

وفي رواية انّه جاء رجل يقال انّه جد الأصمعي (وهو أي الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن عليّ بن أصمع و قال ابن خلكان انّه عليّ بن أصمع) فجاء هذا الرجل الى الحجاج في زمن خلافة عبد الملك بن مروان و صاح بأعلى صوته : ايّها الامير انّ والديّ عقّاني فسمّياني عليا و انا رجل فقير و محتاج الى عطاء الامير فضحك الحجاج وأنعم عليه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.