المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحمدوني  
  
2890   02:48 صباحاً   التاريخ: 8-7-2019
المؤلف : د .شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الثاني
الجزء والصفحة : 436ــ439
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2019 7340
التاريخ: 12-08-2015 2704
التاريخ: 25-3-2016 2223
التاريخ: 21-06-2015 1585

 

الحمدوني (1)

اسمه إسماعيل بن إبراهيم الحمدوني، جدّه حمدويه صاحب الزنادقة لعهد الرشيد الذي كان يتعقبهم ويأمر بحبسهم أو محاكمتهم، ونجد أبناءه وأحفاده في أواخر العصر العباسي الأول وفي هذا العصر يخدمون الخلفاء ويتخذونهم ندماء لهم. وعرف إبراهيم أبو اسماعيل بأنه كان ينادم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل، وكان ابنه أحمد على غراره نديما للمتوكل ثم للمستعين. ولا نشك في أن إسماعيل كان على شاكلة أخيه وأبيه ينادم الخلفاء. وكل شيء فيه كان يعدّه لهذه المنادمة، إذ كان فكها خفيف الروح، وكان شاعرا، وصاحب قصص وأخبار ونوادر مضحكة، واتجه بشعره إلى الهجاء، ولكن أي هجاء؟ الهجاء الذي يلسع لسع الإبر من مثل قوله في سعيد بن حميد حين ولى رياسة ديوان الرسائل سنة 249 ساخرا منه ومن ملابسه الديوانية الجديدة:

لبس السيف سعيد بعد ما … عاش ذا طمرين لا نوبة له

إن لله لآيات وذا … آية لله فينا منزله

فقد جرّده من كل استحقاق للوظيفة وزيّها والسيف الذي كان يتقلده من يشغلها لعصره. فهو خلو من كل كفاءة، حتى ليعد تعيينه فيها معجزة لله لا يعلم سرها سواه. وكان سعيد ممن أتقنوا فن الكتابة لعصره وبلغوا فيه شأوا بعيدا. ومن هجائه اللاذع قوله في بغيض:

سألتك بالله إلا صدقت … وعلمي بأنك لا تصدق

أتبغض نفسك من بغضها … وإلا فأنت إذن أحمق

ص436

فهو خليق بأن يشترك مع مبغضيه في بغض نفسه، وكأنما أصبح تمثالا للبغض الكريه، لا عند الناس فحسب، بل أهم من ذلك عند نفسه. ويا ويل من كان يسلّط عليه سهام هجائه. فإنه كان ما ينى يرسلها عليه. وحدث أن ممدوحه أحمد بن حرب المهلبي الذي طالما دبّج فيه مدائحه وهب له طيلسانا أخضر لم يرضه، فمضى ينظم في طيلسانه مقطوعات. وكلما فرغ من مقطوعة نظم مقطوعة جديدة حتى أكملها خمسين مقطوعة طارت على ألسنة الأدباء والناس في عصره كل مطار منها:

يا بن حرب كسوتني طيلسانا … ملّ من صحبة الزمان وصدّا

إن تنفّست فيه ينشقّ شقّا … أو تنحنحت فيه ينقدّ قدّا

طال ترداده إلى الرّفو حتى … لو بعثناه وحده لتهّدى

وألذع الأبيات البيت الأخير، بل كلها لاذعة، فالطيلسان أكل الدهر عليه وشرب، حتى لكأنما ملّ صحبة الدهر، فقد آن له أن يبلى ويستريح، وإن أي حركة فيه لتمزّقه إربا، وكل يوم ينخرق فيه خرق ويذهب به إلى دكان الرّفاء، حتى لو بعث به إليه لعرف الطريق من طول ترداد سيره فيه. وتنوّع هجاؤه لهذا الطيلسان القديم البالي، فهو تارة يضمنه بعض ألفاظ قرآنية من مثل قوله:

طيلسان لابن حرب جاءني … خلعة في يوم نحس مستمرّ

فإذا ما الريح هبّت نحوه … طيّرته كالجراد المنتشر

وقوله:

فيما كسانيه ابن حرب معتبر … فانظر إليه فإنه إحدى الكبر

قد كان أبيض ثم ما زلنا به … نرفوه حتى اسودّ من صدء الإبر

ص437

وتتوالى ألفاظ القرآن في الأبيات كما هو واضح في ألفاظ: {(فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)} و (ك‍ {الْجَرادَ} ال‍ {مُنْتَشِرٌ)} و {(إِحْدَى الْكُبَرِ)}. وكان يعرف كيف يضع اللفظة والآية القرآنية في مكانها السوىّ. وتارة كان يضمّن هذا الهجاء بعض أبيات شعرية من مثل قوله:

وهبت لنا ابن حرب طيلسانا … يزيد المرء ذا الضّعة اتّضاعا

ولست أشكّ أن قد كان قدما … لنوح في سفينته شراعا

وقد غنّيت إذ أبصرت منه … جوانبه على تدنى تداعى

«قفى قبل التفرّق يا ضباعا … ولا يك موقف منك الوداعا»

وسخرية مرة أن يزعم أن هذا الطيلسان العتيق كان شراعا لسفينة نوح في أعتق الأزمنة، وصوّر نفسه ملتاعا إزاء تداعيه على جسده نفس لوعة القطامي التي اشتعلت في صدره عند فراقه لصاحبته «ضباعة». وقطع كثيرة كان يتغنى في نهايتها بأبيات على شاكلة بيت القطامي تصور أساه، ودائما يعرف كيف يختارها، مما جعل القدماء يقولون إنه كان يحسن التضمين في شعره سواء لأبيات الشعر أو للألفاظ والآيات القرآنية. ومرّ بنا في غير هذا الموضع أن سعيد بن أحمد بن خوسنداذ أهداه شاة هزيلة فمضى يكثر من نظم مقطوعات كثيرة في تلك الشاة مصورا هزالها وبؤسها، صانعا نفس ما صنعه بهجاء طيلسان ابن حرب من التضمين لأبيات الشعر المشهورة في الغزل والحب، من مثل قوله:

مرّت على علف فقامت لم تسر … عنه وغنّت والمدامع تسجم

«وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي … متأخّر عنه ولا متقدّم»

والبيت الثاني من قطعة في الغزل مشهورة لأبي الشيص كان يعجب بها معاصره أبو نواس إعجابا شديدا. وعلى الرغم مما كانت منادمة الخلفاء توفّره له من أموال كان يدعى الحاجة وأنه مقتّر عليه في الرزق، وله يشكو ضيق عيشه. بينما غيره موسّع له في الرزق ينعم أسباب الترف والنعم.

ص438

من كان في الدنيا له شارة … فنحن من نظّارة الدّنيا

نرمقها من كثب حسرة … كأننا لفظ بلا معنى

وله قصيدة رواها ابن عبد ربه في العقد الفريد نظمها معارضة للامية تأبط شرا المشهورة، وفيها يتحدث عن حبه وفتوته وعزمه ومضائه وبأسه وشجاعته من مثل قوله:

هو سيف غمده بردتاه … ينتضيه الحزم حين يسلّ

لا يشك السمع حين يراه … أنه بالبيد سمع أزلّ (2)

وألفاظه في القصيدة وقوافيه تلتقي مع قوافي تأبط شرا وألفاظه، وكأنما قصد إلى ذلك قصدا يريد تضمين قصيدته نفس كلماته. وله في الغزل قطع تصور حبه ولوعته فيه وظمأه إلى رؤية محبوبته وما قد يصلاه من عذاب الهجر ونيرانه، وله في وصف طروق طيف الخيال في المنام قطعة جيدة يقول في تضاعيفها:

وصل الحلم بيننا بعد هجر … فاجتمعنا ونحن مفترقان

وكأن الأرواح خافت رقيبا … فطوت سرّها عن الأبدان

ولعل في كل ما قدمنا ما يصور خصب شاعريته، ومن أكبر الدلالة على ذلك القطع الكثيرة التي أنشدها في هجاء شاة سعيد وطيلسان ابن حرب، وكأنه كان يستمد من نبع لا ينضب رصيده.

ص 439

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر في الحمدوني وأخباره وأشعاره طبقات الشعراء لابن المعتز ص 371 وفوات الوفيات 1/ 24 والأغاني 12/ 61 وترجمة أخيه أحمد في معجم الأدباء 2/ 217 وتاريخ الطبري 9/ 264 والعقد الفريد (طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة) 2/ 298 و 3/ 24، و 5/ 343 و 7/ 287 وديوان المعاني 1/ 278 وزهر الآداب 233 وما بعدها .

(2) السمع: الذئب. الأزل: المتولد بين ذئب وضبع

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها الخاصة بالامتحانات النهائية
المجمع العلمي يستأنف برنامج (عرش التلاوة) الوطني
أرباح مصرف الراجحي ترتفع إلى 4.4 مليار ريال في الربع الأول
الأمانة العامة للعتبة العبّاسية تشارك في مُلتقى أمناء العتبات المقدّسة داخل العراق