أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 30-10-2018
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 22-4-2021
![]() |
التاريخ بين الفلسفة والمنطق.
يمتد هذا النوع من المعرفة إلى ابن خلدون (ت 808 هـ/ 1406م) من حيث المنهج والمضمون. اما من حيث التسمية فتحولت (حكمة التاريخ) الخلدونية إلى (فلسفة التاريخ) عند فولتير (ت 1778) حيث قصد به "دراسة التاريخ من وجهة نظر الفيلسوف دراسة عقلية ناقدة " (1) بهدف تنقيح الدراسة التاريخية المثقلة بالسرد كذلك سميت ايضا "بالتاريخ النقدي او: تاريخ التاريخ لتجاوزها التاريخ السياسي والعسكري، إلى فلسفة الحضارة من اجل تتبع سير العقل البشري ممثلا في شتى مظاهر النشاط الانساني" (2) من هنا عد كروتشة "الفلسفة علم مناهج التاريخ" استخدام لحل مشكلات علم التاريخ المتراكمة بسبب المناهج القديمة المنصبة على القادة والحكام مما ادى بالفلاسفة إلى التوجه إلى تاريخ الحضارات، فأفرزوا لنا بذلك "فلسفة الحضارة" (3) التي تمثل لب فلسفة التاريخ، وان قيام منطق للتاريخ.
وفلسفته جاءت على اساس وجود نقص في طبيعة التاريخ يكمله الفكر الفلسفي الذي قال عنه ابن خلدون "اذ هو ظاهرة لا يزيد على اخبار عن الايام والدول والسوابق من القرون الأولى. وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع واسبابها عميق، فهو لذلك اصيل في الحكمة عريق جدير في أن يعد من علومها وخليق" (4).
اما فولتير، فاكد على أن حوادث التاريخ تعوزها الحكمة ومساره بنقصة ادراك المغزي (الهدف) او المعنى، وهذا ما اغله المؤرخون واهتم به الفلاسفة (5).
واطلق (هيجل ت 1831) على فلسفة التاريخ، مصطلح "التاريخ العام" وتوالت بعد ذلك: اراء الفلاسفة اللاحقين لتنتهي إلى معنى محدد يقول: "انها تستهدف الكشف عن قوانين عامة تنظم سياق الحوادث التي يتبعها التاريخ "ولما كانت الفلسفة عند كولنجود تعني "تحليل عمليات الفكر" المنطقية كان على الفيلسوف أن يفكر عند كولنجود تعني "تحليل عمليات الفكر" المنطقية كان على الفيلسوف أن يفكر بعقلية المؤرخ "فتمخض عن ذلك قيام بحث علمي حديث ينصرف إلى جراسة المشكلات الفلسفية والمنطقية التي كان الباعث عليها وجود الابحاث التاريخية المنظمة بدقة (العلمية) مما اوجب على الباحثين مراجعة المشكلات الفلسفية على ضوء نتائج (فلسفة التاريخ) ومناقشة الاسس العلمية التي يستند اليها التفكير التاريخي (6) وبذلك كانت الفائدة متبادلة بين الفلسفة والتاريخ، اذ ترفع الفلسفة التاريخ حتى لا يغوص في وحل الماضي ودمائه يأخذ منها (الحكمة) وتأخذ منه الواقعية (7) .
اما ابرز سمات منطق التاريخ وفلسفته فهي:
أ- الكلية: التي ترفض النظر إلى حوادث التاريخ وكانها تراكمات فوضوية تحركها الصدفة العمياء لذلك فالفيلسوف يطلب (الوحدة/ الجدلية) و(العضوية) التي تربط تلك "الاجزاء التاريخية التي تبدو للبعض وكانها مفككة (متباعد لا يحكمها منطق واحد) مع انها تشكل في حقيقتها (التاريخ العلمي) الذي اصبح مادة للفيلسوف دون أن تقتصر فلسفة التاريخ على زمن او مرحلة او اقليم. وبذلك تكون الكلية نقيضا (للجزئية والفردية) او التشتت التاريخي.
ب- العلية. او السببية: يسعى الفيلسوف إلى اختزال الاسباب الكثيرة والجزئية للحوادث الفردية المحكومة بزمان ومكان محدد بعلة واحدة شاملة او علتين ليفسر على ضوئها التاريخ العالمي من خلال اعادة تشكيل وقائع التاريخ ليقدم منها صورة عقلية.
ج) النظرة المستقبلية: أن منطق التاريخ وفلسفته تخالفان التاريخ في تطلعها الدائم إلى المستقبل لكي لا تجعل الانسان يعيش تحت ركام الماضي، باعتبار أن المستقبل هنا يرتبط بالماضي عن طريق "الحاضر" وبذلك عوضت لنا قصور كل من (التاريخ) و(الفلسفة) في الوصول إلى الحقيقة الموضوعية من غير منطق سليم وصحيح (8). ومع ذلك وجدنا كولنجوود ينتقد بحكم منهجه المثالي الكلية. و(التنبؤ) في التاريخ لاختلافه عن حركة الطبيعة، كما يرفض المنهج التجريبي – مؤيدا بذلك (كروتشه)(9) حين رفض الأخير (10) كلية اخضاع التاريخ للفلسفة او العلم لأنه قال باستقلاليته، وتلك انتقادات لا تعد كونها ارهاصات (تاريخية) املتها دوافع (اختصاصية ضيقة) (11).
د) ويتعزز المنطق الفلسفي للتاريخ بتفاؤليته، الناشئة عن (ثقته بالوعي الانساني) وسعيه لتحول (العقلانية) في الفكر إلى (عقلنه) في الحياة، حين تستكمل شروط تطبيق البرامج التي املتها الرؤية التنويرية للانسان وهو يفتش عن (ملاذ امن) للانسانية، بعيدا عن مخاطر خلل طبقة الاوزون او تخريب البيئة او الاساءة للمناخ الطبيعي لاغراض عنصرية او عسكرية خطيرة (12) . وهذا يعني نجاح العقل الانساني في استثمار ثورة العلم والتقنية والتقدم الانيفوميدي لصالح الانتقال بالبشرية من مستوى (العلمية) (13) كانجاز اختصاصي كل في ميدانه إلى مستوى (العلمنة) حين يصبح العلم مطبقا في حياة الناس داخلا إلى بيوتهم دخولا متوازنا منضبطا من خلال (الحاسوب) و(الانترنت)(14) ووسائل المعرفة الراقية التي اختصرت المسافات على الارض واختزلت الزمن وقللت الجهد المبذول في الوصول إلى (الاخرين) وقلصت التكاليف: ومثل هذا المستوى من الرقي المدني لا يترك بصماته على المنطق الفلسفي للتاريخ الا اذا ضبط بنوع من (العقلانية) و(الاخلاقية) والقيم (الجمالية) أو (الروحية) لكي تستعيد مسيرة الحضارة (توازنها) واعتدالها وتكسب الانسان! ولا تخسر نفسها وتضع حدا للاطماع الجنونية الانانية التي تهدد مستقبل الحياة على كرتنا الارضية.
________________
(1) صبحي: في فلسفة التاريخ ص 123. راجع ايضا: فكرة التاريخ ص 30. وراجع ايضا: ويدجبري: المذاهب الكبرى في التاريخ: تر/ ذو قرقروط – بيروت 1972 ص 199
(2) في فلسفة التاريخ ص 56 – 14
(3) كتابنا فلسفة التاريخ في الفكر العربي (ق/1) بغداد 1993 ص 23 – 32
(4) ابن خلدون: المقدمة دار القلم بيروت 1978 ص 3 – 4
(5) المذاهب الكبرى ص 199
(6) فكرة التاريخ ص 30 – 41
(7) في فلسفة التاريخ ص 124 – 130
(8) في فلسقة التاريخ ص 125 – 129.
(9) ايضا ص 32 – 34
(10) فكرة التاريخ ص 352.
(11) في فلسفة التاريخ ص 76.
(12) الموقف الثقافي: حروب الطقس (المستقبلية) نقلا عن مجلة الفجر الجديدة الاسترالية (Nawdawn) عدد اوكتوبر 1997 ترجمة (علوم الموقف) عدد 17 بغداد 1998 ص 133 – 139.
(13) يمنى طريف الخولي: فلسفة العلم في القرن العشرين (عالم المعرفة) 2640 الكويت كانون الثاني 2001 – ص 72 – 460.
(14) نبيل علي: الثقافة العربية وعصر المعلومات: عالم المعرفة ع 265 الكويت شباط 2001 ص 11 – 515.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
بمساحة 9000 م2 .. العتبة العلوية المقدسة تُنفّذ مشروعًا تربويًّا بتصاميم حديثة ومرافق تعليمية متطوّرة لخدمة آلاف الطلبة
|
|
|