أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019
1368
التاريخ: 21-4-2019
1096
التاريخ: 15-4-2019
964
التاريخ: 9-4-2019
5826
|
العربية لغة الدين والثقافة الإسلامية:
اللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية في مناطق أخرى من إفريقيا لا تسودها اللغة العربية. فقد ارتبط الإسلام بحفظ قدر من القرآن الكريم هو الحد الأدنى الضروري للصلاة وحفظ هذه الآيات مرتبط أساسا بقراءة الخط العربي.
وفوق هذا فعلى رجال الدين وأصحاب الثقافة الدينية قراءة كتب في الفقه الإسلامي بالعربية ومن أراد منهم التعمق في فهم هذه الكتب فعليه دراسة شيء
ص299
من العلوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة وهكذا ارتبط الإسلام بالعربية. على نحو يجعل للعربية درجة من الانتشار في كل المناطق الإفريقية التي تضم جماعات إسلامية، ولنحاول أن نوضح هذا بأمثلة من بعض المناطق الإفريقية هذا ولا يجوز اعتبار كل منطقة إسلامية منطقة عربية إذ مدى المعرفة بالعربية يرتبط بالعلاقات الأثنية للمسلمين، فالمسلمون في اتحاد جنوب إفريقيا مثلا يكونون مجموعة أثنية متميزة، فمعظمهم من الملايو وأندونيسيا، وقدر عددهم في إحصاء سنة 1951 بـ63 ألفا بجانب قلة من أصول عربية، يتحدث هؤلاء عن اللهجة الجرمانية التي حملها المستعمرون الجرمان معهم إلى جنوب إفريقيا، غير أن الاستخدام اللغوي للغة الأفريكانز عند المسلمين به عناصر من اللغة العربية لم يأخذوها عن العربية مباشرة بل عبر لغة الملايو. كان هؤلاء المسلمون يلتقون لاستخدامها لغة الملايو المكتوبة بالخط العربي(1).
ومنذ عدة حقب ظهرت لهم كتب دينية أحلت لغة الأفريكانز محل لغة الملايو في المجالات الدينية، فقديمًا طبعوا كتبهم الدينية كترجمات مالاوية لكتب عربية وهناك كتب كثيرة طبع فيها النصان متوازيين، واليوم أحلوا الأفريكانز محل الملايوية، وأخذوا يكتبون لغة الأفريكانز لا بالحروف اللاتينية كما يفعل المسيحيون بل بالحروف العربية.
فهؤلاء مسلمون يكتبون بالخط العربي، ولكنهم لا يكادون يعرفون من العربية إلا ما تسرب منها عبر الملايوية من مصطلحات دينية.
فالمصادر العربية تشير كثيرًا إلى "مالي" و "ملك مالي"، فابن خلدون يحدثنا
ص300
عن "ملك مالي أعظم ملوك السودان"(2)، وكلمة السودان عند ابن خلدون لا تعني دولة السودان بحدودها الجغرافية التي نعرفها اليوم، بل تدل على إفريقيا السوداء عمومًا، ويحدد ابن خلدون الرقعة الجغرافية التي كانت عليها مملكة مالي، فهي تجاور المغرب (3)، وتتاخم مواطن قبيلة صنهاجة البربرية وتتاخم كذلك موطن ذوي حسان(4). وخصص العمري "487هـ = 1094م" في كتابه مسالك الأبصار فصلا عن مالي. وقد زار ابن بطوطة "ت 1377م" مالي وظل بها عدة أشهر ولاحظ أنهم مسلمون يصومون ويحجون ويقيمون الصلاة ولكنهم على عادات وثنية، ونلاحظ كذلك في حديث ابن بطوطة عن مالي أنهم كانوا على صلة بمصر وأن بعض المصريين كانوا يعيشون هناك. ولكنا نلاحظ أنهم لا يستخدمون العربية، ومن ثم فقد نجمت الحاجة إلى مترجمين ييسرون التعامل. أما الصورة التي يرسمها ابن بطوطة للساحل الصومالي فتشبه ما ذكره عن مالي غير أن السلطان الحاكم في مقديشو "كلامه بالمقدشي ويعرف العربية" ويطول بنا الكلام لو تحدثنا عن انتشار العربية سلبا في غرب إفريقيا أو شرق إفريقيا، والمصادر المتاحة نادرة، والتراث العربي الإفريقي لا يزال مجهولا ولم ينشر أكثره بعد، غير أن الملاحظ في كثير من دول إفريقيا ذات الجماعات أو الأغلبية الإسلامية وجود معرفة بالعربية.
ففي نيجيريا الشمالية يعيش حوالي عشرة ملايين مسلم، ويتناول التعليم الديني عندهم في أدنى مراحله الخط العربي والقرآن ومعظم تلاميذه من البنين، وفي المراحل الأعلى يتناول برنامج الدراسة الإسلامية: النحو العربي وعلم الكلام وعلم الحديث وقدرا من النصوص الأدبية، وهناك كتب مشهورة في المعاهد
ص301
الإسلامية في نيجيريا الشمالية مثل كتاب الأحاديث الأربعين للنووي، ومختصر خليل في الفقه ويطلق عليه الكتاب، ومقامات الحريري(5).
وينبغي أن نشير هنا أن العربي في هذه المنطقة ليست وحدها لغة الثقافة، فلغة الهاوسا متداولة غير أن المعرفة بها لا تزيد على المعرفة بالإنجليزية هنا. ويخلق الصراع بين النزوع إلى التدين والرغبة في ممارسة الحياة الحديثة- قيام مشكلات كثيرة تؤثر بالضرورة على تعليم اللغة العربية في تلك المنطقة.
أما في شرق إفريقيا فتعتبر زنجبار أكبر نقطة تركيز إسلامية تتوسل بالثقافة العربية، وهم مرتبطون في قسم منهم بالجنوب العربي أثنولوجيا وثقافيا. أما في أوغندا فالمسلمون من أصول هندية ويمنية وعدد كبير منهم من أصول إفريقية، وهناك تعليم ديني يقوم به رجال الدين، ويطلق على الواحد منهم ملا وهي التسمية الفارسية لرجال الدين ويقتصر هذا التعليم على المراسم الدينية، أما كبار رجال الدين فلديهم إجازات في الباكستان ودار السلام وزنجبار وحضرموت وعدن، وشبيه بهذا ما يلاحظ في كينيا والمشكلة التي تواجه اللغة العربية هناك أنها مرتبطة بالماضي وتعلم كأداة لفهم الدين، فمعاهد العلم التي تتيح تعلم العربية هي معاهد إسلامية. أما التعليم الفني الحديث فلا يهتم بتعليم العربية، ولعل السنوات القادمة تتيح تغيرا في هذا الموقف. هذا وقد أدت الترجمة السواحلية للقرآن التي أعدتها الطائفة الأحمدية إلى جذب الكثيرين نحو الإسلام، فحوالي 80- 85% من المسلمين الإفريقيين قد أسلموا على يد الأحمدية.
ولا ينفي هذا أن هناك دراسات لا تزال تجعل اللغة العربية ضمن برنامج التعليم الديني، ففي مومباسا يلتقي طلاب مع شيوخهم في المساجد لدراسة اللغة. العربية والتفسير والفقه والبلاغة والحديث والتصوف والتوحيد في حلقات مسائية ذات
ص302
برنامج يمتد سنوات. ورغم اختلاف الطوائف الدينية الإسلامية فكل من أراد ثقافة إسلامية عالية يتوسل بقدر من العربية يتيح له الإطلاع والفهم. أما في الصومال فالعربية أكثر انتشارًا واستخدامها إيجابي(6) فهي لغة التعامل والكتابة والعربية لغة الدين والحياة العامة ولذا فهي تفهم أكثر من اللغتين الإنجليزية والإيطالية هناك. غير أننا نود هنا أن نلاحظ أن المعرفة بها في كل هذه المناطق تكاد تكون قاصرة على الرجال، فهم الذين يتعلمون ويقومون بالعلاقات في الحياة العامة.
ص303
____________________
(1) انظر: H> Kahler, Studien zur arabisch-afrikansen Literature, der Islam 1961" s 101- 121.
(2) انظر: 7/ 554.
(3) العبر 7/ 554، 645.
(4) رحلة ابن بطوطة 254.
(5) J. schacht, Islam in North Nigeria, Studia Islamica No. 46.
(6) B. W . Andezeyewski, Speech and writing Dichtonomy as the Pattern of Multilingualism in the Somali Republic, in: Colloque sur ld Multilinguisme, Brazzaville "1962".
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|