المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأزمـات الماليـة الإقليـميـة المـعاصـرة (الأزمـة المـاليـة فـي المـكسيـك عـام 1994)
2023-02-19
مناقشة الاحداثيات السماوية
23-3-2022
Quantitative Adjective
17-5-2021
مفهوم تلوث التربة
3/9/2022
Lexical integrity
27-1-2022
Equations of motion of a free test particle
2-2-2017


دفن النبي (صلى الله عليه واله)  
  
2586   03:36 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 545-546.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

          لما اراد علي (عليه السلام) غسل رسول الله (صلى الله عليه واله) استدعى الفضل بن عباس، فأمره (عليه السلام) ان يناوله الماء، بعد ان عصب عينيه (صلى الله عليه واله)، فشقّ قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به الى سرّته، وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه، والفضل يناوله الماء، فلما فرغ من غسله (صلى الله عليه واله) وتجهيزه تقدّم فصلى عليه.

          يروى عن الامام الباقر (عليه السلام) ان الناس قالوا : «كيف الصلاة عليه ؟ فقال علي (عليه السلام) : ان رسول الله (صلى الله عليه واله) إمامنا حيّاً وميتاً، فدخل عليه عشرة عشرة فصلّوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثاء، حتى الصباح ويوم الثلاثاء، حتى صلى عليه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وانثاهم، وضواحي المدينة، بغير امام».

          وخاض المسلمون في موضع دفنه، فقال علي (عليه السلام) : «ان الله سبحانه لم يقبض نبياً في مكان الا وارتضاه لرمسه فيه، واني دافنه في حجرته التي قبض فيها» فرضي المسلمون بذلك.

          وحُفر لحد رسول الله (صلى الله عليه واله)، ودخل امير المؤمنين (عليه السلام) والعباس والفضل واُسامة بن زيد ليتولى دفن رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنادت الانصار من وراء البيت : ياعليّ إنا نذكرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يذهب، أدخِل منا رجلاً يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال : «ليدخل أوس بن خولي» وهو رجل من بني عوف بن الخزرج وكان بدرياً، فدخل البيت، وقال له علي (عليه السلام) : «انزل القبر» فنزل، ووضع علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه واله) على يديه ثم دلاه في حفرته ثم قال له : «اخرج»، فخرج ونزل علي (عليه السلام) فكشف عن وجهه (صلى الله عليه واله) ووضع خدَّه على الارض موجّهاً الى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللَبِن وهال عليه التراب».

          وانتهزت الجماعة الفرصة لاشتغال بني هاشم برسول الله (صلى الله عليه واله) وجلوس علي (عليه السلام) للمصيبة فسارعوا الى تقرير ولاية الامر، واتفق لابي بكر ما اتفق، لاختلاف الانصار فيما بينهم، وكراهة القوم تأخير الامر الى ان يفرغ بنو هاشم من مصاب رسول الله (صلى الله عليه واله) فيستقر الامر مقرّه، فبايعوا ابا بكر لحضوره.

          وروي : ان ابا سفيان جاء الى باب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال :

بني هاشم لا يطمع الناس فيكم *** ولاسيما تيم بن مّرة او عديّ

فما الامر إلا فيكم واليكم *** وليس لها إلا ابو حسن عليّ

أبا حسن فاشدد بها كفّ حازم *** فإنك بالامر الذي يرتجى ملي

          ثم نادى باعلى صوته : يابني هاشم، يابني عبد مناف، أرضيتم ان يلي عليكم ابو فصيل الرذل بن الرذل ؟ اما والله لئن شئتم لأملأنّها عليهم خيلاً ورجالاً، فناداه امير المؤمنين (عليه السلام) : «ارجع ياأبا سفيان، فو الله ماتريد الله بما تقول، وما زلت تكيد الاسلام واهله، ونحن مشاغيل برسول الله (صلى الله عليه واله)، وعلى كلّ امرىء ما اكتسب وهو وليّ ما احتقب».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.