المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

كسب المستضدات Antigen Gain
22-5-2017
الافتراض‏
5-05-2015
مبدأ ظهور فكرة العصمة في الأُمّة الإسلامية
24-11-2014
Significant features of contact languages – consonants
2024-06-27
ما هي العلاقات العامة؟
2024-08-25
مكانة الكعبة عند العرب
2024-09-07


المدارك لتمييز محاب اللّه عن مكارهه  
  
1900   05:45 مساءً   التاريخ: 25-2-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص243- 247
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

الشكر عبارة عن استعمال نعم اللّه فيما يحبه ، و الكفران عبارة عن نقيض ذلك - اعني ترك استعمالها فيه أو استعمالها فيما يكرهه - فلا بد من معرفة ما يحبه و ما يكرهه ، و تمييز محابه عن مكارهه ، حتى يتمكن من أداء الشكر و ترك الكفران ، لتوقفهما على معرفتهما و تمييزهما. وهذا التمييز والتعريف له مدركان :

أحدهما - الشرع ، فانه كشف عن جميع ما يحبه و ما يكرهه ، و عبر عن الأول بالواجبات و المندوبات ، و عن الثاني بالمحرمات و المكروهات.

فمعرفة ذلك موقوفة على معرفة جميع احكام الشرع في افعال العباد ، فمن لم يطلع على حكم في جميع افعاله ، لم يمكنه القيام بحق الشكر.

وثانيهما - العقل و النظر بعين الاعتبار، فان العقل متمكن - في الجملة - من أن يدرك بعض وجوه الحكم في بعض الموجودات , فان اللّه- سبحانه - ما خلق شيئا في العالم إلا و فيه حكم كثيرة ، و تحت كل حكمة مقصود و مصلحة ، و هذا المقصود و المصلحة هو محبوب اللّه تعالى .

فمن استعمل كل شي‏ء على النحو الذي يؤدي إلى المقاصد المطلوبة و على الجهة التي خلق لها فقد شكر نعم اللّه - تعالى-، و إن استعمل شيئا على النحو الذي لم يؤد الى المقصودة منه أو في جهة غير الجهة التي خلق لها ، فقد كفر نعمة اللّه.

ثم العقل لا يتمكن من معرفة كل حكمة مطلوبة من كل شي‏ء ، إذ الحكم المقصودة من الأشياء  طما جلية او خفية , أما الجلية : كحكمة حصول الليل و النهار في وجود الشمس ، و حكمة انتشار الناس و سكونهم في وجود الليل و النهار، و حكمة انشقاق الأرض بأنواع النبات في وجود الغيم و نزول‏ الأمطار، و حكمة الابصار في العين ، و البطش في اليد ، و المشي في الرجل ، و حصول الأولاد و بقاء النسل في آلات التناسل و خلق الشهوة ، و حكمة المضغ و الطحن في خلق الأسنان و أمثال ذلك , و أما الحكم الخفية : كالحكم التي في خلق الكواكب السيارة و الثابتة ، و اختصاص كل منها بقدر معين و موضع خاص ، و الحكم التي في بعض الأعضاء الباطنية للحيوان ، من الامعاء و المرارة و الكلية و آحاد العروق و الاعصاب و العضلات ، و ما فيها من التجاويف و الالتفاف و الاشتباك و الانحراف و الدقة و الغلظة و غير ذلك.

فهذه الحكم و أمثالها لا يعرفها كل أحد ، و من يعرف منها شيئا فلا يعرف إلا قدرا يسيرا , فان جميع اجزاء العالم ، سماءه و كواكبه ، و ما فيها من الاوضاع و الحركة و الاختصاصات ، و عناصره من كثرة النار و الهواء و الماء و الأرض ، و ما فيها من البحار و الجبال و الرياح  و المعادن و النبات و الحيوان ، لا تخلو ذرة من ذراته من حكم كثيرة من عشرة إلى الف او أكثر، و قليل منها جلية ، و أكثرها دقيقة خفية ، و بعضها متوسط في الجلاء و الخفاء ، يعرفها المتفكرون في خلق السماوات و الأرض ، و أكثر الحكم الدقيقة مما لا يعرفها غير خالقها و موجدها , ثم ما عدا الإنسان من الأشياء المجردة و المادية ، و الروحانية و الجسمانية ، جارية على وفق الحكمة ، و مستعملة ذواتها و اجزاؤها و ما يتعلق بها على الوجه الذي هو مقتضى المصلحة المقصودة منها.

وأما الإنسان ، فلكونه محل الاختيار و مجراه ، فقد يجري و يستعمل الأشياء التي يتمكن من استعمالها على خلاف ذلك ، فيكون كافرا بنعمة اللّه سبحانه.

فمن ضرب غيره بيده فقد كفر نعمة اللّه في اليد ، اذ خلقت له اليد ليدفع بها عن نفسه ما يؤذيه  و يأخذ ما ينفعه ، لا ليهلك به غيره، و من نظر إلى وجه غير المحرم فقد كفر نعمة العين  لانها خلقت‏ ليبصر بها ما ينفعه في دينه و دنياه ، و يتقي بها ما يضره فيهما ، و من ادخر الدراهم و الدنانير و حبسهما فقد كفر نعمة اللّه فيهما ، لانهما حجران لا منفعة و لا عوض في اعيانهما  و انما خلقهما اللّه تعالى ليكونا حاكمين يحصل بهما التعديل و المساواة و التقدير بين سائر الأموال من الأعيان المتنافرة المتباعدة ، فهما عزيزان في أنفسهما.

ولا غرض في اعينهما , و نسبتهما إلى سائر الأموال نسبة واحدة , فمن ملكهما فكأنه ملك كل شي‏ء ، لا كمن ملك ثوبا ، فانه لا يملك الا الثوب , فان احتاج إلى طعام ربما لم يرغب صاحب الطعام في الثوب ، اذ لا غرض له في ذاته ، بخلاف النقدين ، فانهما من حيث الصورة كأنهما ليسا بشي‏ء ، و من حيث المعنى كأنهما كل شي‏ء , و الأشياء انما تستوى نسبتها إلى المختلفات  اذا لم يكن لها صورة خاصة تقيدها بخصوصها - كالمرآة لا لون لها و تحكى كل لون ، و كالحرف لا معنى لها في نفسها ، بل تظهر لها المعاني في غيرها ، و كذلك النقدان ، لا غرض فيهما مع كونهما وسيلة إلى كل غرض , فالحكمة في خلقهما أن يحكما بين الأموال بالعدل ، و تعرف بهما المقادير المختلفة ، و تقوم بهما الأشياء المتباينة ، و يحصل التوسل بهما إلى سائر الأموال , فيلزم اطلاقهما لتداولهما الايدي ، و تحصل بهما التسوية في تبادل الأعيان و المنافع المتخالفة ، فمن اذخرهما و حبسهما فقد ظلمهما ، و أبطل الحكمة فيهما ، و كفر نعمة اللّه فيهما  وكان كمن حبس حاكم المسلمين في سجن ، و من لم يدخرهما و لم يتصرف أزيد مما يحصل به التوصل إلى ما يحتاج و انفق الزائد في سبيل اللّه ، فهو الذي استعملهما على وفق الحكمة و شكر نعمة اللّه فيهما , و لما عجز أكثر الناس عن قراءة الاسطر الإلهية المكتوبة على صفحاتهما في فائدتهما و حكمتهما بخط إلهي لا حرف فيه و لا صوت ، أخبرهم اللّه عن ذلك بقوله : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34] ‏ .

وبما ذكرنا من وجه الحكمة فيهما ، يظهر أن من اتخذ الأواني منهما فقد كفر نعمة اللّه فيهما أيضا ، و كذا من عامل معاملة الربا فيهما فقد كفر النعمة و ظلم ، لأنهما , خلقا لغيرهما لا لأنفسهما ، إذ لا غرض في عينهما ، فإذا اتجر في عينهما فقد اتخذهما مقصودا لأنفسهما على خلاف وضع الحكمة ، و كذلك الحكمة في خلق الأطعمة أن يغتذى بها ، فلا ينبغي أن تصرف عن جهتها و تقيد في الايدي ، بل اللازم أن تخرج عن يدي المستغني عنها الى المحتاج.

ولذا ورد في الشرع حرمة الاحتكار و المنع عن معاملة الربا في الأطعمة ، لان ذلك يوجب صرفها عن الحكمة المقصودة منها , و إذا عرفت ذلك ، فقس عليه جميع افعالك و اعمالك و حركاتك و سكناتك ، فان كل فعل يصدر منك إما شكر أو كفران لا يتصور أن ينفك عنهما  مثلا لو استنجيت باليمين ، فقد كفرت نعمة اليدين ، اذ خلق اللّه اليدين و جعل أحداهما أقوى و استحق الاقوى لرجحانه التفضيل ، و تفضيل الناقص عليه عدول عن العدل ، و هذا التفضيل انما يتصور بأن تصرف الاقوى في الافعال الشريفة ، كأخذ المصحف وأكل الطعام ، و تصرف الاضعف في الاعمال الخسيسة ، كازالة النجاسة ، فمن خالف ذلك فقد عدل عن العدل وأبطل الحكمة و كفر النعمة. و كذلك إذا لبست خفك فابتدأت باليسرى فقد ظلمت لان الخف وقاية للرجل ، فللرجل فيه حظ ، و البداء في الحظوظ ينبغي أن تكون بالأشرف ، و هو العدل و العمل على وفق الحكمة ، فخلافه ظلم و كفران.

وكذلك ان استقبلت القبلة عند قضاء الحاجة ، فقد كفرت نعمة اللّه في خلق الجهات و خلق سعة العالم ، لانه خلق الجهات متعددة متسعة ، و شرف بعضها بأن وضع فيه بيته ، فينبغي استقباله بالأفعال الشريفة ، كالصلاة و الجلوس للذكر و الاغتسال و الوضوء ، دون الافعال الخسيسة   كقضاء الحاجة و رمي البزاق ، فمن قضى حاجته أو رمى بزاقه إلى جهة القبلة فقد ظلمها و كفر نعمة اللّه ، و كذلك من كسر غصنا من شجرة من غير حاجة مهمة ، و من غير غرض صحيح ، فقد كفر نعمة اللّه في خلق الأشجار و في خلق اليد , أما اليد فلأنها لم تخلق للعبث ، بل للطاعة المعينة عليها , و أما الشجر، فلان اللّه - تعالى- خلقه ، و خلق له العروق و ساق إليه الماء ، و خلق فيه قوة الاغتذاء و النماء ليبلغ منتهى نشوه فينتفع به عباده ، فكسره قبل منتهى نشوه لا على وجه ينتفع به عباده مخالفة لمقصود الحكمة و عدول عن العدالة.

نعم ان كان له غرض صحيح في كسره فله ذلك , اذ الشجر و الحيوان جعلا فداءين لأغراض الإنسان ، فانهما جميعا فانيان هالكان ، فافناء الاخس في بقاء الأشرف مدة ما أقرب إلى العدل من تضييعهما جميعا.

و إليه الإشارة بقوله- تعالى- : {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } [الجاثية : 13].

ثم هذه الافعال المتصفة بالكفران ، بعضها يوجب نقصان القرب و انحطاط المنزلة ، و بعضها يخرج بالكلية عن حدود القرب إلى عالم البعد الذي هو أفق الشياطين , و لذلك يوصف بعضها  في لسان الفقه - بالكراهة و بعضها بالحظر.

وقد سومح في الفقه حيث جعل فيه بعض هذه المكاره مكروهة غير محظورة ، مع ان جميعها عدول عن العدل ، و كفران‏ للنعمة ، و نقصان عن الدرجة المبلغة إلى القرب ، لأن الخطاب به انما هو الى العوام الذين تقرب درجتهم من درجة الأنعام ، و قد انغمسوا في ظلمات أعظم من ان تظهر أمثال هذه الظلمات بالإضافة إليها.

فان المعاصي كلها ظلمات ، الا أن بعضها فوق بعض ، فيتمحق بعضها في جنب البعض , و لذا ترى أن السيد يعاتب عبده إذا استعمل سكينه بغير إذنه ، و لكن لو قتل بهذا السكين أعز أولاده لم يبق لاستعمال السكين بغير إذنه حكم و نكاية في نفسه , و لذا جميع هذه المكاره موصوفة عند أرباب القلوب بالحظر، و لا يتسامحون في شي‏ء مما راعاه الأنبياء و الأولياء من الآداب , حتى نقل : «ان بعضهم جمع اكرارا من الحنطة ليتصدق بها ، فسئل عن سببه فقال : لبست المداس مرة فابتدأت بالرجل اليسرى سهوا ، فأريد ان أكفره بالصدقة».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.