المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Joseph Langley Burchnall
25-7-2017
مندليف: العبقري الروسي
2024-02-24
اقتـصـاد المـعـرفـة وخصائـصـه
6-1-2023
ما هي فقرة صورة تجهيز المبيد؟
2023-10-15
وظائف الإعلام الدولي- 3. وظائف تمثيلية
15-8-2022
لوفيريه – اوربان جانف جوزيف
10-9-2016


التشبيه الضمني  
  
98859   09:40 صباحاً   التاريخ: 2-2-2019
المؤلف : د . عبد العزيز عتيق
الكتاب أو المصدر : في البلاغة العربية/علم البيان
الجزء والصفحة : ص101-104
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 76425
التاريخ: 4-2-2020 38309
التاريخ: 31-1-2022 2480
التاريخ: 13-9-2020 37749

 

 التشبيه الضمني : تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل يلمحان في التركيب . وهذا الضرب من التشبيه

ص101

يؤتى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إل المشبه ممكن .

 

وبيان ذلك أن الكاتب أو الشاعر قد يلجأ عند التعبير عن بعض أفكاره إلى أسلوب يوحي بالتشبيه من غير أن يصرح به في صورة من صوره المعروفة .

ومن بوعث ذلك التفنن في أساليب التعبير ، والنزوع إلى الابتكار والتجديد ، واقامة البرهان على الحكم المراد اسناده إلى المشبه ،والرغبة في اخفاء معالم التشبيه ؛ لأنه كلما خفي ودقّ كان أبلغ في النفس .

ولنأخذ مثالا لذلك ، وهو قول أبي فراس الحمداني :

سيذكرني قومي إذا جد جدهم   وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فهو هنا يريد أن يقول : إن قومه سيذكرونه عند اشتداد الخطوب و الأهوال عليهم ويطلبونه فلا يجدونه ، ولا عجب في ذلك لأن البدر يفتقد ويطلب عند اشتداد الظلام .

فهذا الكلام يوحى بأنه تضمن تشبيها غير مصرح به ؛ فالشاعر يشبه ضمنا حاله وقد ذكره قومه وطلبوه فلم يجدوه عندما ألمت بهم الخطوب بحال البدر يطلب عند اشتداد الظلام . فهو لم يصرح بهذا التشبيه و إنما أورده في جملة مستقلة وضمنه هذا المعنى في صورة برهان .

ولنأخذ مثالا آخر وهو قول البحتري :

ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم

                                       وللسيف حد حين يسطو ورونق 

 

 

فممدوح البحتري يلقى الشجعان بوجه ضاحك وهو يروعهم ويفزعهم في الوقت ذاته ببأسه وسطوته ، وكذلك السيف له عند القتال والضرب رونق وفتك ، و هذا كلام يُشم منه رائحة التشبيه الضمني .

ص102

فالبحتري لم يأتِ بالتشبيه صريحا فيقول : إن حال الممدوح يضحك في غير مبالاة عند ملاقاة الشجعان و يفزعهم ببأسه وسطوته تشبه حال السيف عند الضرب له رونق و فتك ، ولكنه أتى بذلك ضمنا ، لباعث من البواعث السابقة .

ولنأخذ مثالا ثالثا وهو قول ابن الرومي :

قد يشيب الفتى وليس عجبا

                          أن يُرى النور في القضيب الرطيب (1)

 

 

فابن الرومي يود أن يقول هنا  : قد يعتري الفتى الشيب في ريعان شبابه ، وليس ذلك بالأمر العجيب لأن الغصن الغض  الندي قد يظهر فيه الزهر الأبيض قبل أوانه .

فالأسلوب الذي عبر به ابن الرومي عن فكرته هنا يتضمن تشبيها لم يصرح به ، فإنه لم يقل مثلا : إن الفتى وقد شاب مبكرا كالغصن الغض الرطيب وقد أزهر قبل أوانه ، ولكنه أتى بالتشبيه ضمنا ، لإفادة أن الحكم الذي أُسند للمشبه أمر ممكن الوقوع .

و لنأخذ مثلا أخيرا وهو قول أبي تمام :

 لا تنكري عطل الكريم من الغنى  السيل حرب للمكان العالي

يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها : لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك ليس غريبا ؛ لأن قمم الجبال وهي أعلى الأماكن لا يستقر فيها ماء السيل .

فالكلام يوحي بتشبيه ضمني ، ولو صرح به لقال مثلا : إن الرجل الكريم المحروم الغني يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل . ولكن

 

ص103

 

الشاعر لم يقل ذلك صراحة  ، و إنما أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان على إمكان وقوع ما أسنده للمشبه .

 

 

وفيما يلي طائفة من أمثلة التشبيه الضمني :

1- قال المتنبي :

وما أن منهم بالعيش فيهم    ولكن معدن الذهب الرغام (2)

 

المشبه حال الشاعر لا يعد نفسه من أهل دهره  و إن عاش بينهم ،

و المشبه به حال الذهب يختلط بالتراب ، مع أنه ليس من جنسه .

2- وقال أيضا :

ومن الخير بطء سيبك عني   أسرع السحب في المسير الجهام ُ(3)

المشبه حال العطاء يتأخر وصوله ويكون ذلك دليلا على كثرته  ، والمشبه به حال السحب تبطئ في السير ويكون ذلك دليلا على غزارة مائها .

 

3- وقال أبو العتاهية :

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها   إن السفينة لا تجري على اليبس

المشبه حال من يرجو النجاة من عذاب الآخرة و لا يسلك مسالك النجاة ، والمشبه به حال السفينة التي تحاول الجري على الظارض اليابسة .

4- وقال ابن الرومي :

ص104

 

ويلاه إن نظرت و إن هي أعرضت      وقع السهام ونزعهن أليم

 

المشبه حال المحبوبة إذا نظرت و إذا أعرضت ، والمشبه به حال السهام تؤلم إذا وقعت وتؤلم إذا نُزعت .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النور : الزهر الأبيض ، والقضيب الرطيب : الغصن الغض الندي .

(2) الرغام : التراب .

(3) السيب : العطاء ، والجهام : السحاب لا ماء فيه .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.