المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



الاستعارة التصريحية والمكنية  
  
74936   01:31 صباحاً   التاريخ:
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص: 75-81
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2020 25206
التاريخ: 25-03-2015 4853
التاريخ: 26-03-2015 39545
التاريخ: 26-03-2015 28196

الاستعارة التصريحية والمكنية

الأمثلة :

(1) قال تعالى : «كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور».

(2) وقال المتنبي وقد قابله ممدوحه وعانقه :

فلم أر قبلي من مشى البحر نحوه
 

 

ولا رجلا قامت تعانقه الأسد
 

 

(3) وقال في مدح سيف الدولة :

أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر
 

 

تصافحت فيه بيض الهند واللمم (1)
 

 

* * *

(1) وقال الحجاج في إحدى خطبه :

إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها (2).

(2) وقال المتنبي :

ولما قلت الإبل امتطينا
 

 

إلى ابن أبى سليمان الخطوبا (3)
 

 

(3) وقال :

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
 

 

وزال عنك إلى أعدائك الألم
 

 

البحث :

في كل مثال من الأمثلة السابقة مجاز لغوي : أي كلمة استعملت في غير معناها الحقيقي فالمثال الأول من الأمثلة الثلاثة الأولى يشتمل على كلمتي الظلمات والنور ولا يقصد بالأولى إلا الضلال، ولا يراد بالثانية إلا الهدى والإيمان، والعلاقة المشابهة والقرينة حالية ؛ وبيت المتنبي يحتوي على مجازين هما «البحر» الذي يراد به الرجل الكريم لعلاقة المشابهة، والقرينة «مشى» و «الأسد» التي يراد بها الشجعان لعلاقة المشابهة، والقرينة «تعانقه» ؛ والبيت الثالث يحتوي على مجاز هو «تصافحت» الذي يراد منه تلاقت، لعلاقة المشابهة والقرينة «بيض الهند واللمم».

وإذا تأملت كل مجاز سبق رأيت أنه تضمن تشبيها حذف منه لفظ المشبه واستعير بدله لفظ المشبه به ليقوم مقامه بادعاء أن المشبه به هو عين المشبه، وهذا أبعد مدى في البلاغة، وأدخل في المبالغة، ويسمى هذا المجاز استعارة، ولما كان المشبه به مصرحا به في هذا المجاز سمى استعارة تصريحية

نرجع إذا إلى الأمثلة الثلاثة الأخيرة ؛ ويكفى أن نوضح لك مثالا منها لتقيس عليه ما بعده، وهو قول الحجاج في التهديد : «إني لأرى رؤوسا قد أينعت» فإن الذي يفهم منه أن يشبه الرؤوس بالثمرات، فأصل الكلام إني لأرى رؤوسا كالثمرات قد أينعت، ثم حذف المشبه به فصار إني لأرى رؤوسا قد أينعت، على تخيل أن الرؤوس قد تمثلت في صورة ثمار، ورمز للمشبه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو أينعت، ولما كان المشبه به في هذه الاستعارة محتجبا سميت استعارة مكنية، ومثل ذلك يقال في «امتطينا الخطوبا» وفي كلمة «المجد» في البيت الاخير.

 

القاعدة :

(13) الاستعارة من المجاز اللغوي، وهي تشبيه حذف أحد طرفيه، فعلاقتها المشابهة دائما، وهي قسمان :

(ا) تصريحية، وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به.

(ب) مكنية، وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه.

نموذج

(1) قال المتنبي يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة :

أقبل يمشي في البساط فما درى
 

 

إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
 

 

(2) وصف أعرابي أخا له فقال :

كان أخي يقرى العين جمالا والأذن بيانا (4).

(3) وقال تعالى على لسان زكريا :

(رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا.)

(4) وقال أعرابي في المدح :

فلان يرمي بطرفه حيث أشار الكرم (5).

الإجابة

(1) ـ شبه سيف الدولة بالبحر بجامع (6) العطاء ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البحر للمشبه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة «فأقبل يمشي في البساط».

ب ـ شبه سيف الدولة بالبدر بجامع الرفعة، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البدر للمشبه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة «فأقبل يمشي في البساط».

 

(2) شبه إمتاع العين بالجمال وإمتاع الأذن بالبيان بقرى الضيف، ثم اشتق من القرى يقرى بمعنى يمتع على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة جمالا وبيانا.

(3) شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «اشتعل» على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الاشتعال للرأس.

(4) شبه الكرم بإنسان ثم حذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «أشار» على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الإشارة للكرم.

تمرينات

(1)

أجر الاستعارة التصريحية التي تحتها خط فيما يأتي :

(1) كل زنجية كأن سواد ال
 

 

ليل أهدى لها سواد الإهاب (7)
 

 

(2) وقال في وصف مزين :

إذا لمع البرق في كفه
 

 

أفاض على الوجه ماء النعيم (8)
 

له راحة سيرها راحة
 

 

تمر على الوجه مر النسيم (9)
 

 

(3) وقال ابن المعتز :

جمع الحق لنا في إمام
 

 

قتل البخل وأحيا السماحا
 

 

(2)

أجر الاستعارة المكنية التي تحتها خط فيما يأتي :

(1) مدح أعرابي رجلا فقال :

تطلعت عيون الفضل لك، وأصغت آذان المجد إليك.

 

(2) ومدح آخر قوما بالشجاعة فقال : أقسمت سيوفهم ألا تضيع حقا لهم.

(3) وقال السرى الرفاء

مواطن لم يسحب بها الغى ذيله
 

 

وكم للعوالي بينها من مساحب (10)
 

 

(3)

عين التصريحية والمكنية من الاستعارات التي تحتها خط مع بيان السبب :

(1) قال دعبل الخزاعي (11) :

لا تعجبي يا سلم من رجل
 

 

ضحك المشيب برأسه فبكى (12)
 

 

(2) ذم أعرابي قوما فقال : أولئك قوم يصومون عن المعروف، ويفطرون على الفحشاء.

(3) وذم آخر رجلا فقال : إنه سمين المال مهزول المعروف.

(4) وقال البحتري يرثي المتوكل (13) وقد قتل غيلة :

فما قاتلت عنه المنايا جنوده
 

 

ولا دافعت أملاكه وذخائره (14)
 

(5) وإذا العناية لاحظتك عيونها
 

 

نم فالمخاوف كلهن أمان
 

 

(6) وقال أبو العتاهية يهنئ المهدي (15) بالخلافة :

أتته الخلافة منقادة
 

 

إليه تجرر أذيالها
 

 

 

(4)

ضع الأسماء الآتية في جمل بحيث يكون كل منها استعارة تصريحية مرة ومكنية أخرى :

الشمس ـ البلبل ـ البحر ـ الأزهار ـ البرق

(5)

حول الاستعارات الآتية إلى تشبيهات :

(1) قال أبو تمام في وصف سحابة :

ديمة سمحة القياد سكوب
 

 

مستغيث بها الثرى المكروب (16)
 

 

(2) وقال السرى في وصف الثلج وقد سقط على الجبال :

ألم بربعها صبحا فألفى
 

 

ملم الشيب في لمم الجبال (17)
 

 

(3) وقال في وصف قلم :

وأهيف إن زعزعته البنا
 

 

ن أمطر في الطرس ليلا أحم (18)
 

 

(6)

حول التشبيهات الآتية إلى استعارات :

(1) إن الرسول لنور يستضاء به.

(2) أنا غصن من غصون سرحتك، وفرع من فروع دوحتك (19)

 

 

(3) أنا السيف إلا أن للسيف نبوة
 

 

ومثلى لا تنبو عليك مضاربه (20)
 

 

(4) «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة».

(5) وإن صخرا لتأتم الهداة به
 

 

كأنه علم في رأسه نار (21)
 

 

(6) أنا غرس يديك.

(7) أسد على وفي الحروب نعامة
 

 

ربداء تجفل من صفير الصافر! (22)
 

 

(7)

اشرح قول ابن سنان الخفاجي (23) في وصف حمامة، ثم بين ما فيه من البيان :

وهاتفة في البان تملى غرامها
 

 

علينا وتتلو من صبابتها صحفا (24)
 

ولو صدقت فيما تقول من الأسى
 

 

لما لبست طوقا وما خضبت كفا (25)
 

 

 

 

__________________

(1) بيض الهند : السيوف، واللمم جمع لمة : وهي الشعر المجاور شحمة الأذن، والمراد بها هنا الرؤوس. يقول : لا ترى الانتصار لذيذا إلا بعد معركة تتلاقى فيها السيوف بالرؤوس.

(2) أينعت من أينع الثمر إذا أدرك ونضج، وحان قطافها : آن وقت قطعها، يريد أنه بصير بحال القوم من الشقاق والخلاف في بيعة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، فهو يحذرهم عاقبة ذلك.

(3) امتطينا : ركبنا، والخطوب : الأمور الشديدة، يقول : لما عزت الإبل عليه لفقره حملته الخطوب على قصد هذا الممدوح فكانت له بمنزلة مطية يركبها.

 

 

(4) القرى : إكرام الضيف وإطعامه.

(5) الطرف : البصر.

(6) الجامع في الاستعارة هو ما يعبر عنه في التشبيه بوجه الشبه.

(7) الإهاب : الجلد، يقول : إن القار الذي طليت به السفن لشدة سواده كأنه جزء من الليل أهداه الليل إليها.

(8) ماء النعيم : رونقه ونضارته.

(9) الراحة الأولى : باطن الكف، والراحة الثانية : ضد التعب، يصف اليد باللطف والخفة.

(10) العوالي : جمع عالية وهي الرماح، يقول : إن هذه الأماكن طاهرة من أدران الغواية وإنها منازل شجعان طالما جرت فيها الرماح.

(11) كان شاعرا هجاء، ولد بالكوفة وأقام ببغداد، وشعره جيد ؛ وقد أولع بالهجو والحط من أقدار الناس فهجا الخلفاء ومن دونهم، وتوفى سنة 246.

(12) يا سلم : يا سلمى.

(13) هو المتوكل العباسي، بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الواثق سنة 232 ه‍، وكان جوادا محبا للعمران، وقد نقل مقر الخلافة من بغداد إلى دمشق، وقتل غيلة سنة 247 ه‍.

(14) يقول : إن جيشه لم ينفعه حين هجم عليه الأعداء في قصره فلم يقاتل دونه، وإن أملاكه وأمواله لم تغن عنه شيئا.

(15) هو من خلفاء الدولة العباسية في العراق، أقام في الخلافة عشر سنين محمود العهد والسيرة محببا إلى الرعية وكان جوادا، توفى سنة 169 ه‍.

(16) الديمة : السحابة الممطرة. وسمحة القياد أي أن الريح تقودها وهي لينة لا تمانع، وسكوب : كثيرة سكب المطر وصبه، والثرى : التراب.

(17) ألم : نزل. والضمير يعود لي الثلج، بربعها : بمنزلها والمقصود بمكانها، والضمير يعود إلى البقعة، واللمم جمع لمة وهي شر الرأس.

(18) الهيف في الأصل : رقة الخصر، وزعزعته : هزته، والبنان : الأصابع أو أطرافها، الطرس : القرطاس، والأحم : الأسود.

(19) السرحة : الشجرة العظلة وكذلك الدوحة.

(20) نبوة السيف : عدم قطعه، يقول : أنا سيف لا ينبو عند مقاتلتك وإن نبا السيف الحقيقي.

(21) العلم : الجبل، وكان العرب يوقدون نارا بأعلى الجبال لهداية السارين.

(22) ربداء : أي ذات لون مغبر، تجفل : أي تسرع في الهرب.

(23) شاعر، أديب كان يرى رأى الشيعة، وقد ولى قلعة من قلاع حلب من قبل الملك محمود بن صالح فشق عصا الطاعة بها ؛ فاحتال عليه الملك حتى سمه فمات سنة 466 ه‍.

(24) هتفت الحمامة : مدت صوتها، والبان : ضرب من الشجر، وفي قوله (تتلو من صبابتها صحفا) حسن وإبداع.

(25) الأسى : الحزن.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.