أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2018
1531
التاريخ: 27-11-2018
1257
التاريخ: 30-07-2015
970
التاريخ: 19-3-2018
1052
|
دور الأئمة في التشريع والتفويض إليهم :
أن كلمة ( أولي الأمر منكم ) في الآية الكريمة : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] المعني بها هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام). قد دلت الروايات المتواترة على أن التفويض الذي كان للنبي قد ثبت للإمام علي (عليه السلام) ولولده من بعده نذكر طرفا من تلك الأحاديث والروايات ...
الكليني بإسناده عن موسى بن اشيم قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فساله رجل عن آية من كتاب عز وجل فاخبره به ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول ، فدخلني في ذلك ما شاء عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول ، فدخلني في ذلك ما شاء الله حتى كان قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله ن فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك من تقية ، قال : ثم التفت إلي فقال لي : يا ابن اشيم إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود فقال : {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص: 39] وفوض إلى نبيه (صلى الله عليه واله) فقال : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] فما فوض إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد فوضه إلينا (1).
وفي رواية الصفار فإن الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد (صلى الله عليه واله) فلا تجزع (2).
هذه الأحاديث وما ضارعها في المعنى تنص على أن خصوصية التفويض التي كانت للرسول كانت للأئمة : وأنها توارثها منه : فالتفويض لهم أحد الأسرار التي أودعها الله سبحانه فيهم لكرامتهم على الله وعلو منزلتهم فهم عباد مكرمون.
عن الصفار بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر قال : إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دعا علياً (عليه السلام) في المرض الذي توفى فيه ، فقال يا علي ادن مني حتى أسر إليك ما أسر الله إلى وأئتمنك على ما ائتمنني الله عليه ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) بعلي (عليه السلام) وفعله علي بالحسن (عليه السلام) وفعله الحسن بالحسين (عليه السلام) وفعله الحسين (عليه السلام) بأبي وفعله أبي بي صلوات الله عليهم أجمعين (3). أقول لو علمن منزلة الإمام المعصوم عند الله سبحانه وما يمتلك من صفات وميزات وقدرات انطلاقاً من الواقع الإيماني الذي هم عليه ومعرفتهم بالله وعبوديتهم له وطاعتهم الخالصة ... لو علمنا ذلك حقاً لهان الخطاب ولأرتفع الشك والأصبح كل ما قيل في حقهم قليل بعد تنزيههم عن الربوبية والنبوة (4).
ولمعرفة الإمام ومنزلته نذكر الخبر المروي عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا (عليه السلام) حيث قال : كنا مع الرضا (عليه السلام) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي (عليه السلام) فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم (عليه السلام) ثم قال : يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه (صلى الله عليه واله) حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً ، فقال عز وجل : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] وأنزل في حجة الوداع وهي آخر حجة كانت له (صلى الله عليه واله): { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض (صلى الله عليه واله) حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم علياً (عليه السلام) علماً وإماماً وما ترك لهم شيئاً يحتاج إليه الا بينه ، فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ومن رد كتاب الله فهو كافر به.
هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ، إن الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً وأعلا مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضلية شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال : {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة: 124] فقال الخليل (عليه السلام) سروراً بها : {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [البقرة: 124] قال الله تبارك وتعالى : {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة الطاهرة فقال : {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 72، 73]
فلم تزل في ذريته يرثها بعض ، قرناً فقرناً حتى ورثها الله تعالى النبي (صلى الله عليه واله) فقال جل شأنه : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68] فكانت له خاصة فقلدها (صلى الله عليه واله) علياً (عليه السلام) بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ} [الروم: 56] فهي في ولد علي (عليه السلام) خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه واله) خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه واله) فمن اين يختار هؤلاء الجهال.
إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول (صلى الله عليه واله) ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وميراث الحسن والحسين .
إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إن الإمامة الإسلام النامي وفرعه السامي ، بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفيء والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف.
الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ويدعوا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة ، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.
الإمام البدر المنير والسراج الزاهر والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار ، ولجج البحار ، الإمام الماء العذب على الظلماء والدال في المهالك ، من فارقه فهالك ، الإمام السحاب الماطر ، والغيث الهاطل والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة والارض البسيطة ، والعين الغريرة والروضة.
الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والأم البرة بالولد الصغير ومفرع العباد في الداهية النآد ، الإمام أمين الله في خلقه ، وحجته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله.
الإمام المطهر من الذنوب والمبرأ عن العيوب ، والمخصوص بالعلم ، الموسوم بالحلم ، نظام الدين وعز المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره ، لا يدانيه ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثيل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب.
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام. أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العظماء وتجبرت الحكماء ، وتقاصرت الحكماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله وأقرت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه لا كيف وأنى؟ هو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!
أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل محمد (صلى الله عليه واله) كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الأباطيل فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً ، تزل عنده إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعداً ( قاتلهم الله أنى يؤفكون ) ولقد راموا صعباً ، وقالوا إفكاً وضلوا ضلالاً بعيداً ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الإمام عن بصيرة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مبصرين.
رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله (صلى الله عليه واله) وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68] وقال عز وجل : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] وقال : {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [القلم: 36 - 41] وقال عز وجل : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24] أم {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ } [التوبة: 87] أم {قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 21 - 23] أم {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93] بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، لا مغمز فيه في نسب ، ولا يدانيه ذو حسب ، في البيت من قريش والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول (صلى الله عليه واله) والرضا من الله عز وجل شرف الأشراف ، والفرع من عبد مناف ، نامي العلم كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة ، ومفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عز وجل ، ناصح لعباد الله حافظ لدين الله.
إن الانبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمته ما لا يأتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى : {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] وقوله في طالوت : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] وقال لنبيه
صلى الله عليه واله : {أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } [النساء: 113] وقال في الائمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 54، 55].
إن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده ، شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يع عبده بجواب ، ولا يحيد فيه عن الصواب ، فهو معصوم ، مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ذو الفضل العظيم.
فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا ـ وبيت الله ـ الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وعلا : {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50] وقال : {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35] وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسلمياً كثيراً (5).
الحديث الشريف المتقدم عن الإمام الرضا (عليه السلام) يحتوي على مضامين عالية واستدلالات قوية ، وبراهين قاطعة وحجج متينة كلها مستمدة من القرآن الكريم ونستطيع أن نقف على أهم النقاط التي ذكرها الإمام سلام الله عليه في معرض حديثه مع عبد العزيز بن مسلم ، منها أنه تطرق (عليه السلام) إلى :
1ـ بيان جهل الناس في أمر الإمامة.
2 ـ بيان إكمال الدين وتبيان كل شيء ، وإن الله لم يقبض رسوله (صلى الله عليه واله) إلا بعدما أنجز كل ما يحتاجه المسلمون من تشريع.
3 ـ بيان دور الرسول في توضيح الرسالة ، ولم يرحل من هذه الدنيا حتى وضح للمسلمين ما غمض عليهم والتبس...
4 ـ إن الإمامة منصب إلهي وتخصيص من الله لذوات معنية.
5 ـ إن الظالم لا ينال منصب الإمامة.
6 ـ إن الإمامة في ذرية إبراهيم يتوارثونها ، وقد ورثها الرسول (صلى الله عليه واله) من آبائه وأجداده من إبراهيم.
7 ـ إن الإمامة انتقلت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صارت في ولده.
8 ـ تعريف الإمامة وإنها امتداد لخلافة الأنبياء.
9 ـ مهمة الإمام ودوره في الحفاظ على ما شرعه الله من الحلال والحرام.
10 ـ صفة الإمام.
11 ـ الشروط اللازمة توفرها في الإمام.
12 ـ إن الناس لا يمكن لهم الإحاطة بكل ما لدى الإمام.
13 ـ الإمامة اودعت في آل الرسول وهم من صلب علي وفاطمة ، ومن ادعاها لنفسه من دونهم فهو كاذب.
14 ـ سوء اختيار القوم ، عندما رغبوا عن اختيار الله وما اختاره الرسول (صلى الله عليه واله) لهم.
15 ـ الموازنة بين الإمام المنصوب من قبل الله سبحانه وبين غيره.
16 ـ بيان تصور الناس وعجزهم عن الاتيان بمثل تلك الصفات المودعة في الإمام من قبل الله ، وإن ما تتحلى به شخصياتهم من الحلم والأخلاق والشجاعة والجود والسؤدد والطاعة الكاملة للمولى ... الخ إنما هي صفات خاصة مودعة في ذوات معينين ، قد نصبهم الله أمناء وخلفاء على العباد.
هذه بعض النقاط التي تصمنها الحديث.
__________________
(1) أصول الكافي 1 | 265.
(2) بصائر الدرجات 404.
(3) بصائر الدرجات 397.
(4) كما ورد عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : إياكم والغلو فينا ، قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم ...
(5) أصول الكافي 1 | 198 ـ 303.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|