المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مناهج العلوم وثمارها
2024-07-23
الشيخ محمد كاظم الشيرازي.
4-2-2018
تيمولنك وبايزيد (1402)
2023-11-13
نمذجـة النظـم
18-4-2021
مواعظ الامام الحسن (عليه السلام)
7-03-2015
اناغالس الحقول، حشيشة الحلمة، عشبة العلق، عين العصفورة Anagallis arvensis
12-8-2019


داحي باب خيبر  
  
12342   11:01 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص95-97.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

تلت الحديبية خيبر، وكان الفتح فيها لاميرالمؤمنين (عليه السلام) بلا ارتياب، وظهر من فضله في هذه الغزاة ما أجمع على نقله الرواة، وتفرد فيها من المناقب بما لم يشركه فيها احد من الناس.

فروى يحيى بن محمد الازدى، عن مسعدة بن اليسع، وعبد الله بن عبد الرحيم، عن عبد الملك بن هاشم، ومحمد بن اسحق، وغيرهم من اصحاب الآثار قالوا: لما دنى رسول الله (صلى الله عليه واله) من خيبر قال للناس: قفوا فوقف الناس فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الارضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، أسئلك خير هذه القرية وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، ثم نزل تحت شجرة في المكان فأقام و أقمنا بقية يومنا من غده.

 فلما كان نصف النهار نادى منادى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاجتمعنا اليه، فاذا عنده رجل جالس فقال: ان هذا جاءني وأنا نائم فسل سيفى وقال: يا محمد من يمنعك منى اليوم؟ قلت: ألله يمنعنى منك فشام السيف وهو جالس كماترون لا حراك به فقلنا: يارسول الله لعل في عقله شيئا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): نعم دعوه، ثم صرفه ولم يعاقبه.

وحاصر رسول الله (صلى الله عليه واله) خيبر بضعا وعشرين ليلة، وكانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلحقه رمد أعجزه من الحرب، وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدى حصونهم و جنباتها، فلما كان ذات يوم فتحوا الباب وقد كانوا خندقوا على أنفسهم خندقا، وخرج مرحب برجله يتعرض للحرب، فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) أبابكر فقال له: خذ الراية فأخذها في جمع من المهاجرين فاجتهد ولم يغن شيئا فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ويؤنبونه.
فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار بها غير بعيد ثم رجع يجبن أصحابه ويجبنونه .

فقال النبى (صلى الله عليه واله): ليست هذه الراية لمن حملها جيئوني بعلى بن أبي طالب (عليه السلام) فقيل: انه أرمد؟.

قال: أرونيه تروني رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها بحقها ليس بفرار فجاءوا بعلى بن أبي طالب (عليه السلام) يقودونه اليه .

فقال له النبى (صلى الله عليه واله): ما تشتكى ياعلى؟ قال: رمد ما أبصر معه، وصداع برأسي، فقال له: اجلس وضع رأسك على فخذي.

ففعل علي (عليه السلام) ذلك، فدعى له النبى (صلى الله عليه واله) فتفل في يده فمسح بها على عينه ورأسه فانفتحت عيناه وسكن ماكان يجده من الصداع.

وقال في دعائه اللهم قه الحر والبرد و أعطاه الراية وكانت راية بيضاء وقال له: خذ الراية وامض بها، فجبرئيل معك، والنصر أمامك، والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم يا علي انهم يجدون في كتابهم: ان الذي يدمر عليهم اسمه ايليا، فاذا لقيتهم فقل: أنا علي فانهم يخذلون أنشاء الله تعالى .

قال :امير المؤمنين (عليه السلام) فمضيت بها حتى أتيت الحصن فخرج مرحب وعليه مغفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر انى مرحب      *       شاكي السلاح بطل مجرب

فقلت:

أنا الذي سمتني امى حيدرة     *       كليث غابات شديد قسورة

                     أكيلكم بالسيف كيل السندرة

واختلفنا ضربتين فبدرته وضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا.

وجاء في الحديث ان اميرالمؤمنين (عليه السلام) لما قال: انا علي بن أبى طالب قال حبر من أحبار القوم: غلبتم وما أنزل على موسى ! فدخل في قلوبهم من الرعب مالم يمكنهم معه الاستيطان، و لما قتل أميرالمؤمنين (عليه السلام) مرحبا رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه، فصار أميرالمؤمنين (عليه السلام) اليه فعالجه حتى فتحه وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه، فأخذ أميرالمؤمنين (عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا فظفروا بالحصن، ونالوا الغنائم.

فلما انصرفوا من الحصن أخذه اميرالمؤمنين (عليه السلام) بيمناه فدحى به أذرعا من الارض، وكان الباب يغلقه عشرون رجلا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.