سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة (النبي صلى الله عليه واله) فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة : فقالت الشيعة : الإمام بعده (صلّى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام )، بالنصّ على إمامته.

وقالت العبّاسيّة : الإمام بعده العبّاس ، بالنصّ أو الميراث.

وقال الباقون من الاُمّة : الإمام بعده أبو بكر.

وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما، فخرجا بذلك من الإمامة .. ، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه ، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه .