المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الأقوال التي تجري مجرى الافعال الدالة على امامته (عليه السلام)  
  
3642   11:29 صباحاً   التاريخ: 9-02-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص315-321.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

من الأقوال الصادرة عنه (صلى الله عليه واله) الدالة على تميزه عمن سواه ، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة : منها: قوله (صلى الله عليه واله) يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّ (عليه السلام) يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل : إن هذه لهي المواساة فقال (صلى الله عليه واله) لجبرئيل : عليّ مني وأنا منه  فقال جبرئيل : وأنا منكما.

فاجراه مجرى نفسه ، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّ (صلى الله عليه واله)في اية المباهلة بقوله : {وَأَنْفُسَنَا} [آل عمران: 61] , ومنها : قوله (عليه واله السلام) لبريدة : يا بريدة، لا تبغض عليّاً ، فإنه منّي وأنا منه  ، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة.

ومنها: قوله : عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار ؛ ومنها: ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر، وقوله (عليه وآله السلام) : اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء عليّ (عليه السلام).

ومنها : قوله (صلى الله عليه واله)لابنته الزهراء (عليها السلام) لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّ (عليه السلام) : أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعه فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً، وأوحى إليّ أن اُنكحه ، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً، وأقدمهم سلماً.

فضحكت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين ، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطا يولده ، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الأوّلين والآخرين ، وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهداً بي ، وهو وصّي ووارث الوصيّين  .

ومنها: قوله (صلى الله عليه واله) فيه : أنا مدينة العلم وعليّ وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة، بالإضافة إلى أن الإمام علي (عليه السلام) احتج به في يوم الدار، فقال :

انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أحد غيري ؟.

 فقالوا : اللهم لا، فقال : اللهم أشهد .

وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية. انا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من الباب.

وما رواه عبدالله بن مسعود: أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) استدعى عليّاً فخلا به ، فلمّا خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك ؟ فقال : علّمني ألف باب من العلم ، فتح لي كلّ باب ألف باب .

ومنها: أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان ، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه : لا يحبك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق.

ومنها: أنّه (عليه وآله السلام) جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد ، وعداوته عَلَماً على خبث المولد ، بقوله بوروا  أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة .

 رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه .

 وروى عنه أبو جعفر الباقر عليهما السلام قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله)يقول لعليّ (عليه السلام) : ألا أسرّك ، ألا أمنحك ،ألا آبشّرك ؟ فقال : بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء اُمّهاتهم ، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم .

وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه.

ومنها: عن ابن عبَاس : أنَ النبي (صلى الله عليه واله) قال : إذا كان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مواليدهم.

ومنها: أنه جعله وشيعته الفائزون، رواه أنس بن مالك عنه (صلى الله عليه واله): يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب ثمّ التفت إلى علي (عليه السلام) فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم.

ومنها : أنه (عليه السلام) سد الأبواب في المسجد إلاّ بابه (عليه السلام).

روى أبو رافع قال : خطب النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال : أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين ، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ.

فخرج حمزة يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك ! فقال : ما أنا أخرجتك وأسكنته ، ولكنّ الله أسكنه  .

فقال بعض الصحابة ـ وقيل : هو أبو بكر: دع لي كوّة أنظر فيها، فقال : لا ، رأس إبرة.

وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقّاص قال : سدّ رسول الله (صلى الله عليه واله)الأبواب إلاّ باب عليّ  .

وإلى هذا أشار السيّد الحميري في قصيدته المذهّبة بقوله ؟

صهرُ النبيّ وجارهُ في مسجدٍ     *        طهر بطيبة للرسولِ مطيّب

سيّان فيه عليهِ غير مذمّمٍ         *        ممشاه إِن جنباً وإن لَم يجنب

وأمثال ما ذكرناه من الأفعال والأقوال الظاهرة التي جاءت بها الأخَبار المتظاهرة ولا يخالف فيها ولن ولا عد ـ كثير- يطول هذا الكتاب بذكرها ، وإنّما شهدت هذه الأفعال والأقوال باستحقاقه (عليه السلام) الإمامة ، ودلّت على أنّه (عليه السلام) أحقّ بمقام الرسول (عليه وآله السلام) ، وأولى بالإمامة والخلافة من جهة أنّها إذا دلّت على الفضل الأكيد ، والاختصاص الشديد ، وعلوّ الدرجة ، وكمال المرتبة ، علم ضرورة أنّها أقوى الأسباب والوصلات إلى أشرف الولايات .

لأنّ الظاهر في العقل أن من كان أبهر فضلاً، وأجلّشأناً ، وأعلى في الدين مكاناً ، فهو أولى بالتقديم ، وأحقّ بالتعظيم ، والإمامة ، وخلافة الرسول (صلى الله عليه واله) هي أعلا منازل الدين بعد النبوّة ، فمن كان أجلّ قدراً في الدين ، وأفضل وأشرف على اليقين ، وأثبت قدماً ، وأوفر حظّاً فيه ، فهو أولى بها ، ومن دلّ على ذلك من حاله دل على إمامته .

ولأنّ العادة قد جرت فيمن يرشّح لجليل الولايات ، ويؤهّل لعظيم الدرجات ، أن يصنع به بعض ما تقدّم ذكره ، يبيّن ذلك أنّ بعض الملوك لو تابع بين أفعال وأقوال في بعض أصحابه طول عمره وولايته يدل على فضل شديد ، وقرب منه في المودّة والمخالصة والاتحاد ، لكان عند أرباب العادات بهذه الأفعال مرشّحاً له لأفضل المنازل ، وأعلى المراتب بعده ، ودالاً على استحقاقه لذلك . وقد قال قوم من أصحابنا : إن دلالة العقل ربما كانت آكد من دلالة القول ؛ لأنها أبعد من الشبهة ، وأوضح في الحجة ، من حيث إنّ ما يختصَ بالفعل لا يدخله المجاز ولا يتحمل التأويل ، وأمّا القول فيحتمل ضروباً من التأويل ويدخله المجاز وبالله التوفيق .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.