أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2015
1844
التاريخ: 23-09-2014
1353
التاريخ: 2024-05-14
583
التاريخ: 23-09-2014
1244
|
إِن الآية الأُولى { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [التوبة: 115، 116] تشير إِلى قانون كلّي وعام، يؤيده العقل أيضاً، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى مادام لم يبيّن حكماً، ولم يصل شيء من الشرع حوله، فإنّه تعالى سوف لا يحاسب عليه أحداً، وبتعبير آخر: فإنّ التكليف والمسؤولية تقع دائماً بعد بيان الأحكام، وهذا هو الذي يعبر عنه في علم الاصول بقاعدة (قبح العقاب بلا بيان).
ولذلك فأوّل ما تطالعنا به الآية قوله : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا}.
إِنّ المقصود من (يضل) ـ في الأصل الإِضلال والتضييع، أو الحكم بالإِضلال ـ كما احتمله بعض المفسّرين (كما يقال في التعديل والتفسيق، أي الحكم بعدالة الشخص وفسقه) (1) أو بمعنى الإِضلال من طريق الثواب يوم القيامة، وهو في الواقع بمعنى العقاب.
أو أنّ المقصود من «الإِضلال» ما قلناه سابقاً، وهو سلب نعمة التوفيق، وإِيكال الإِنسان إِلى نفسه، ونتيجة ذلك هو الضياع والحيرة والانحراف عن طريق الهداية لا محالة، وهذا التعبير إِشارة خفية ولطيفة إِلى حقيقة ثابتة، وهي أنّ الذّنوب دائماً هي مصدر وسبب الضلال والضياع والابتعاد عن طريق الرشاد (2).
وأخيراً تقول الآية : {إِنّ الله بكل شيء عليم} أي إِن علم الله يحتم ويؤكّد على أنّ الله سبحانه مادام لم يبيّن الحكم الشرعي لعباده، فإنّه سوف لا يؤاخذهم أو يسألهم عنه.
______________________
1- يتصور البعض أنّ باب (تفعيل) هو الوحيد الذي يأتي أحياناً بمعنى الحكم، في حين يلاحظ ذلك في باب (إِفعال) أيضاً، كالشعر المعروف المنقول عن الكميت، حيث يقول في بيان عشقه وحبّه لآل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : وطائفة قد أكفروني بحبّكم ), (بحار الانوار ,ج5 ,ص170 ).
2- لمزيد التوضح حول معنى الهداية والضلال في القرآن، راجع ذيل الآية (26) من سورة البقرة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|