1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : النظام المالي والانتاج :

تأمين الحاجات الأساسية للجميع

المؤلف:  محمد الريشهري

المصدر:  التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة

الجزء والصفحة:  ص288-294

22-2-2018

2645

834ـ الإمام علي (عليه السلام): ما أصبح بالكوفة أحدٌ إلا ناعماً ؛ إن أدناهم منزلة ليأكل من البر، ويجلس في الظل، ويشرب من ماء الفرات! (1).

835ـ عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى‏ قثم بن العباس -: انظر إلى‏ ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى‏ من قبلك من ذوي العيال والمجاعة، مصيبا به مواضع الفاقة والخلات،(2) وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه في من قِبَلَنا (3).

836ـ عنه (عليه السلام) - في عهده إلى‏ مالك الأشتر -: ثم الله الله في الطبقة السفلى‏ من الذين لاحيلة لهم؛ من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى‏ والزمنى‏؛ (4) فإن في هذه الطبقة قانعا ومعترا، (5) واحفظ لله‏ ما استحفظك من حقه فيهم، واجعل ‏لهم قسما من بيت مالك، وقسما من غلات صوافي‏(6) الإسلام في كل بلد؛ فإن للأقصى‏ منهم مثل الذي للأدنى‏، وكل قد استرعيت حقه. فلا يشغلنك عنهم بطر؛ فإنك لا تعذر بتضييعك التافه لإحكامك الكثير المهم، فلا تشخص همك عنهم، ولا تصعر خدك لهم.

وتفقد امور من لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون وتحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك - من أهل الخشية والتواضع - فليرفع إليك امورهم، ثم اعمل فيهم بالإعذار إلى الله يوم تلقاه؛ فإن هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم، وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه.

وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة (7) في السن ممن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه، وذلك على الولاة ثقيل، والحق كله ثقيل (8).

837ـ عنه (عليه السلام) - في عهده إلى‏ مالك الأشتر (في رواية تحف العقول) -: وتعهد أهل اليتم والزمانة والرقة في السن ممن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه، فأجر لهم أرزاقا، فإنهم عباد الله؛ فتقرب إلى الله بتخلصهم ووضعهم مواضعهم في أقواتهم وحقوقهم؛ فإن الأعمال تخلص بصدق النيات. ثم إنه لا تسكن نفوس الناس أو بعضهم إلى‏ أنك قد قضيت حقوقهم بظهر الغيب دون مشافهتك بالحاجات، وذلك على الولاة ثقيل، والحق كله ثقيل؛ وقد يخففه الله على‏ أقوام طلبوا العاقبة فصبروا نفوسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب، فكن منهم، واستعن بالله (9).

838ـ عنه (عليه السلام) - في عهده إلى‏ مالك الأشتر، وهو في بيان طبقات الناس -: اعلم أن الرعية طبقات... ثم الطبقة السفلى‏ من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم ومعونتهم، وفي الله لكل سعة، ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه (10).

839ـ عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى‏ بعض عماله، وقد بعثه على الصدقة -: إن لك ‏في هذه الصدقة نصيبا مفروضا، وحقا معلوما، وشركاء أهل مسكنة، وضعفاء ذوي فاقة. وإنا موفوك حقك، فوفهم حقوقهم؛ وإلا تفعل فإنك من أكثر الناس خصوما يوم القيامة، وبؤسى‏ لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين، والسائلون والمدفوعون، والغارمون وابن السبيل! (11).

840ـ تهذيب الأحكام عن محمد بن أبي‏ حمزة عن رجل بلغ به أميرالمؤمنين (عليه السلام): مر شيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما هذا?! فقالوا: يا أميرالمؤمنين، نصراني! قال: فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أستعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه‏?! أنفقوا عليه من بيت المال (12).

841ـ دعائم الإسلام: إنه [أي عليا (عليه السلام)] أوصى‏ مخنف بن سليم الأزدي - وقد بعثه‏ على الصدقة - بوصية طويلة أمره فيها بتقوى الله ربه، في سرائر اموره وخفيات أعماله، وأن يلقاهم ببسط الوجه، ولين الجانب. وأمره أن يلزم التواضع، ويجتنب التكبر؛ فإن الله يرفع المتواضعين ويضع المتكبرين.

ثم قال له: يا مخنف بن سليم، إن لك في هذه الصدقة نصيبا وحقا مفروضا، ولك فيه شركاء: فقراء، ومساكين، وغارمين، ومجاهدين، وأبناء سبيل، ومملوكين، ومتألفين. وإنا موفوك حقك، فوفهم حقوقهم؛ وإلا فإنك من أكثر الناس يوم القيامة خصماء، وبؤسا لامرئٍ أن يكون خصمه مثل هؤلاء! (13).

842ـ الكافي عن حبيب بن أبي ‏ثابت: جاء إلى‏ أميرالمؤمنين (عليه السلام) عسل وتين من همذان وحلوان،(14) فأمر العرفاء(15) أن يأتوا باليتامى‏، فأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها وهو يقسمها للناس قدحا قدحا، فقيل له: ياأمير المؤمنين، ما لهم يلعقونها?! فقال: إن الإمام أبو اليتامى‏، وإنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء (16).

843ـ ربيع الأبرار عن أبي‏ الطفيل: رأيت عليا - كرم الله وجهه - يدعو اليتامى فيطعمهم العسل، حتى‏ قال بعض أصحابه: لوددت أني كنت يتيما! (17).

844ـ أنساب الأشراف عن الحكم: شهدت عليا واتي بزقاق من عسل، فدعا اليتامى‏ وقال: دبوا(18) والعقوا، حتى‏ تمنيت أني يتيم! فقسمه بين الناس وبقي منه زق،(19) فأمر أن يسقاه أهل المسجد (20).

845ـ المناقب لابن شهرآشوب: نظر علي إلى امرأة على‏ كتفها قربة ماء، فأخذ منها القربة فحملها إلى‏ موضعها، وسألها عن حالها فقالت: بعث علي بن أبي طالب صاحبي إلى‏ بعض الثغور فقتل، وترك علي صبيانا يتامى‏، وليس عندي شي‏ء؛ فقد ألجأتني الضرورة إلى‏ خدمة الناس.

فانصرف وبات ليلته قلقا، فلما أصبح حمل زنبيلا فيه طعام، فقال بعضهم: أعطني أحمله عنك، فقال: من يحمل وزري عني يوم القيامة!? فأتى‏ وقرع الباب، فقالت: من هذا? قال: أنا ذلك العبد الذي حمل معك القربة، فافتحي فإن معي شيئا للصبيان؛ فقالت: رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي‏ طالب! فدخل وقال: إني أحببت اكتساب الثواب فاختاري بين أن تعجنين‏(21) وتخبزين، وبين أن تعللين ‏(22) الصبيان لأخبز أنا، فقالت: أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر، ولكن شأنك والصبيان؛ فعللهم حتى أفرغ من الخبز. فعمدت إلى الدقيق فعجنته، وعمد علي (عليه السلام) إلى اللحم فطبخه، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره، فكلما ناول الصبيان من ذلك شيئا قال له: يا بني، اجعل علي بن أبي ‏طالب في حل مما مر في أمرك. فلما اختمر العجين قالت: يا عبد الله، سجر التنور، فبادر لسجره، فلما أشعله ولفح في وجهه جعل يقول: ذق يا علي! هذا جزاء من ضيع الأرامل واليتامى‏.

فرأته امرأة تعرفه فقالت: ويحك! هذا أميرالمؤمنين. قال: فبادرت المرأة وهي تقول: واحياي منك يا أميرالمؤمنين! فقال: بل واحياي منك - يا أمة الله - في ما قصرت في أمرك! (23).

846ـ كشف اليقين: روي أنه [أي عليا (عليه السلام)] اجتاز ليلة على امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من الجوع، وهي تشاغلهم وتلهيهم حتى يناموا، وكانت قد أشعلت نارا تحت قدر فيها ماء لا غير، وأوهمتهم أن فيها طعاما تطبخه لهم، فعرف أميرالمؤمنين (عليه السلام) حالها، فمشى‏ (عليه السلام) ومعه قنبر إلى‏ منزله، فأخرج قوصرة(24) تمر وجراب‏(25) دقيق وشيئا من الشحم والأرز والخبز، وحمله على‏ كتفه الشريف، فطلب قنبر حمله، فلم يفعل.

فلما وصل إلى‏ باب المرأة استأذن عليها، فأذنت له في الدخول، فأرمى‏ شيئا من الأرز في القدر ومعه شي‏ء من الشحم، فلما فرغ من نضجه عرفه للصغار وأمرهم بأكله، فلما شبعوا أخذ يطوف بالبيت ويبعبع لهم، فأخذوا في الضحك.

فلما خرج (عليه السلام) قال له قنبر: يا مولاي، رأيت الليلة شيئا عجيبا قد علمت سبب بعضه؛ وهو حملك للزاد طلبا للثواب، أما طوافك بالبيت على‏ يديك ورجليك والبعبعة فما أدري سبب ذلك!

فقال (عليه السلام): يا قنبر، إني دخلت على‏ هؤلاء الأطفال وهم يبكون من شدة الجوع، فأحببت أن أخرج عنهم وهم يضحكون مع الشبع، فلم أجد سببا سوى‏ ما فعلت (26).

________________

1ـ فضائل الصحابة لابن حنبل: 1/531/883، المصنف لابن أبي‏ شيبة: 8/157/15 كلاهما عن عبدالله بن سخبرة، كنز العمال: 14/172/38276 نقلا عن هناد؛ المناقب لابن شهرآشوب: 2/99، بحارالأنوار: 40/327.

2ـ جمع خلة: الحاجة والفقر (انظر: النهاية: 2/72).

3ـ نهج ‏البلاغة: الكتاب 67، بحارالأنوار: 33/497/702.

4ـ جمع زمين. ورجل زمن وزمين: أي‏ مبتلى بين الزمانة. والزمانة: العاهة (انظر: لسان العرب: 13/199).

5ـ المعتر: هو الذي يتعرض للسؤال من غير طلب (النهاية: 3/205).

6ـ الصوافي: الأملاك والأرض التي جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وارث لها، واحدتها صافية (لسان‏ العرب: 14 / 463).

7ـ يقال: رقت عظام فلان: إذا كبر وأسن (لسان العرب: 10/122).

8ـ نهج ‏البلاغة: الكتاب 53 وراجع دعائم الإسلام: 1/366.

9ـ تحف العقول: 141.

10ـ نهج‏ البلاغة: الكتاب 53، تحف العقول: 132 وفيه «في في‏ء الله» بدل «في الله»، وراجع دعائم‏ الإسلام: 3571.

11ـ نهج البلاغة: الكتاب 26.

12ـ تهذيب الأحكام: 6/293/811.

13ـ دعائم الإسلام: 1/252، بحارالأنوار: 96/85/7.

14ـ حلوان: مدينة قديمة في العراق العجمي (إيران). فتحها العرب .640 أحرقها السلجوقيون 1046م. وأكمل الزلزال هدمها 1149 (المنجد في الأعلام: 257).

15ـ جمع عريف: وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم (النهاية: 3/218).

16ـ الكافي: 1/406/5، بحارالأنوار: 41/123/30.

17ـ ربيع الأبرار: 2/148، المعيار والموازنة: 251 نحوه؛ المناقب لابن شهرآشوب: 2/75.

18ـ الدبيب: حركة على الأرض أخف من المشي (معجم مقاييس اللغة: 2/263).

19ـ في المصدر: «زقا»، وهو تصحيف.

20ـ أنساب الأشراف: 2/373.

21ـ كذا في المصدر وبحار الأنوار، ومقتضى القواعد النحوية المعمول بها اليوم أن يقال: «أن تعجني وتخبزي وبين أن تعللي»؛ لمكان «أن» الناصبة للفعل المضارع. لكن ذكر صاحب النحو الوافي أن بعض القبائل العربية يهملها، فلا ينصب بها المضارع برغم استيفائها شروط نصبه؛ كقراءة من قرأ قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أول-دهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة برفع المضارع «يتم» على اعتبار «أن» مصدرية مهملة. والأنسب اليوم ترك هذه اللغة لأهلها، والاقتصار على الإعمال؛ حرصا على الإبانة، وبعدا عن الإلباس (النحو الوافي: 4/267).

22ـ علله بطعام وحديث ونحوهما: شغله بهما (لسان العرب: 11/469).

23ـ المناقب لابن شهرآشوب: 2/115، بحارالأنوار: 41/52.

24ـ هي وعاء من قصب يعمل للتمر، ويشدد ويخفف (لسان العرب: 4/121).

25ـ هو وعاء من إهاب (: جلد) الشاء لا يوعى فيه إلا يابس (لسان العرب: 1/261).

26ـ كشف اليقين: 136/129