التنمية الريفية و التوازن البيئي الريفي الحضري
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 10 ـ 11
2025-11-22
42
النظرة النظامية للعلاقة بين الريف والمدنية تقودنا للقول انه لا ينبغي معاملة المناطق الريفية والمناطق الحضرية على انها مختلفة ومتنافسة بل يجب اعتماد النهج الذي يتوجه الى ان المناطق الريفية والمناطق الحضرية اذا ما احسن التخطيط لها وادارتها بشكل علمي مستند على معايير تخطيطية فإن كلا منها تعد سوقا للأخرى وتتكامل معها ، وينبغي أن لا تعتمد فلسفة التنمية الريفية على فرضية الحد من الهجرة الى المدن بل تعتمد على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان الريف.
هناك اتجاهات حديثة للفكر بشأن اوجه الارتباط بين الريف والحضر بدأت تظهر في الأونة الاخيرة لدى المهتمين بشؤون التنمية والاستقرار البشري تجعل من الضروري اعادة النظر في السياسات والنهج التنموي للبيئة الريفية والحضرية لا سيما ان هناك وجهتي نظر الأولى تتجه إلى عدم حضرنه الريف لأنها تؤدي الى اختفاء الحياة الريفية وتؤدي الى تأكل البنية الاجتماعية الريفية ، بينما تؤيد وجهة النظر الثانية حضرنه الريف من اجل تحقيق تنمية شاملة تؤدي إلى تغيير اجتماعي واقتصادي متوازن وبحسب (برنامج الأمم المتحدة ،2003) التنمية الريفية المتكاملة تؤدي الى استقرار سكاني في الريف والحد من الهجرة الريفية إلى المدن ، لاسيما سياسة الاحتواء الحضري المخصصة لتقليل الهجرة من الريف إلى المدن قد فشلت مما ادى الى انتشار ظاهرة التريف الحضري في اغلب مدن الدول النامية والمدن العراقية منها نتيجة لحالة التمدن السريعة فضلاً عن انتشار ظاهرة العشوائيات نتيجة لموجات الهجرة في ظل ضعف الادارة الحضرية.
ان اهمال المناطق الريفية في السياسات التنموية والتركيز على التنمية الحضرية من حيث توفير خدمات البنى التحتية والخدمات المجتمعية وتركيز الاستثمارات في المدن ادى ذلك إلى توفر فرص عمل ، هذه العوامل مجتمعة دفعت بسكان الريف للهجرة الى المدن ، تسبب ذلك في منافسة سكان المدن على فرص العمل والضغط على الخدمات وانتشار الفقر دفع بسكان المدن الى التوجه الى ايجاد اساليب لمصادر اضافية للغذاء والدخل ومنها الزراعة الحضرية التي تعني استثمار امثل للفضاءات والسقوف المنزلية لزراعة بعض المحاصيل التي من شأنها ان تسد جزء من احتياجات الاسر الحضرية الأمر الذي يخفف جزءاً من متطلبات المعيشة.
ان التنمية الحضرية دون أن تكون خطة تنموية للمدينة واقليمها الريفي ، وما يرافقها من تأثيرات سلبية على المناطق الريفية يؤدي ذلك الى اخلال في التوازن البيئي بين المناطق الحضرية والريفية ومن تلك السلبيات :
1ـ غالباً ما يكون توسع المدن على حساب الاراضي الزراعية المنتجة حول المدينة.
2ـ تركز النشاطات الاقتصادية في المدن يؤدي الى تلوث الهواء وربما يؤدي الى تلوث مياه الأنهار الأمر الذي يسبب تلوث النظام الايكولوجي.
3ـ رمي المخلفات والنفايات الناتجة عن النشاطات البشرية في المدن في المناطق الريفية المجاورة مما يؤدي الى تلوث البيئة الريفية لا سيما اذ لم تكن مواقع الطمر الصحي بمواصفات وتقنيات حديثة تحد من التلوث.
4ـ اغلب النشاطات الحضرية في مجال الصناعة والبناء تعتمد على مواد أولية مصدرها الريف المجاور للمدن مما يؤدي الى تخريب البيئة الريفية.
5ـ تفاقم الهجرة الريفية الى المدن مما يؤدي الى الازدحام السكاني في المدن بالمقابل تخلخل سكاني في الريف.
6ـ التأثيرات الاجتماعية التي ترافق ظاهرة الهجرة من خلال انتقال السلوك الاجتماعي الريفي داخل المدن.
7ـ انتشار العشوائيات في المدن مما يسبب مشاكل عمرانية بيئية واجتماعية لها انعكاسات سلبية على النظام الحضري والادارة الحضرية.
الاكثر قراءة في الجغرافية الحضارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة