إقليم الحضارة الكونفوشيوسية
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 272 ـ 274
2025-10-14
109
يمثل الاطار العقائدي الديني احد المكونات الرئيسة للحضارة الصينية ويعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد ، أو قيـل حضارتين صينتين احدهما تتبع الأخرى ، وفي مقالته في مجلة (Foreign affairs) اطلق عليها الحضارة الكونفوشيوسية وهي طبعاً اكثر صحة من الحضارة الصينية على الرغم من ان الكونفوشيوسية مركب رئيس من الحضارة الصينية ، وهي أيضاً تتخطى حدود الصين ككيان سياسي على الرغم من أغلب أراضيها صحراء فإن مواضع المدن القديمة وتواطئ صحراء البحيرات يدلان على وفرة المياه وان حافاتها الجبلية كانت ذات غابات أكثف مما هي عليه الآن ، وادى النهر الأصفر دوراً كما هو دجلة والفرات والنيل في نشوء واستقرار الحضارة وذلك بفضل خصوبة تربته المناسبة للري. والكونفوشيوسية مذهب فلسفي نسبة إلى فيلسوف الصين كونفوشيوس الذي ولد خلال مدة تمدد الإقطاع الصيني وحروب القرنين الخامس والسادس (ق.م) ، واصبح الإصلاح لازماً فتمثل الإصلاح بالكونفوشيوسية التي كانت عملية تجديد لبنية المجتمع الصيني في اطار علاقاته الاجتماعية والسياسية.
وكان كونفوشيوس يسعى من خلال تعاليمه للإبقاء على التقاليد مستنداً إلى كتب العصور القديمة ، وقد تحولت الإصلاحات من مجرد بذور فكرية إلى روابط وثيقة بين الشعوب المتناقضة في آسيا ، وعلى الرغم من تعرض الحضارة الصينية إلى السيطرة المغولية لكنها حافظت على نسيجها الثقافي ، كما أثرت الكونفوشية على وحدة الصين ، فعلى الرغم من التفرع الاثني الصيني ، إلا انه لا يوجد انقطاع جغرافي على صعيد الأجناس (أنثروبولوجيا الطبيعية) إذ نحو 93% من البلاد ينتمون إلى شعب هان (Han) ذو اللغة الصينية والبقية يتفرعون على (55) عرقاً احتفظ كل منهم بلغته الخاصة.

الاكثر قراءة في الجغرافية الحضارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة