الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نشأة الحضارات والديانات السماوية الكبري
المؤلف:
د. محمد ابراهيم حسن
المصدر:
جغرافيا أوربا الاقليمية
الجزء والصفحة:
ص 122ـ 123
2025-01-15
287
فهذا الحوض الكبير بسياجه الجبلي الضخم الذي تتداخل فيه الهضاب المتناثرة والذي تفصله عن المياه البحرية سهول ساحلية فسيحة تقطعها أودية نهرية خصبة وأودية جافة غنية بالمياه الجوفية، قد مهد لخلق أقدم الحضارات البشرية. فمصر التي تقع عند مجمع قارتى أوراسيا وأفريقيا وعند مفرق بحرين ههما البحر الأحمر والبحر المتوسط ، والتي تمتاز بواديها ذي التربة الخصبة والماء الوفير الذي ساعد على ربط أنحاء البلاد، كان لها السبق في نمو حضارة زراعية قديمة انتشرت في أنحاء الحوض وامتدت حتى أرض الرافدين في العراق كما امتد نفوذها حتى شرق أفريقيا. واندمجت هذه الحضارة الفرعونية بحضارة الفينيقيين في شرق البحر المتوسط والتي امتد نفوذها التجارى حتى غرب أوروبا وغرب أفريقيا وجنوب آسيا. وفي ظل الركب الحضاري عبر التاريخ تطورت حضارات البحر المتوسط فظهرت الحضارة الإغريقية فى شبه جزيرة البلقان ثم الحضارة الرومانية في شبه الجزيرة الإيطالية وكان لها نفوذ قوى وعمق تخطى حوض البحر المتوسط حتى وسط وغرب أوروبا وكذلك في أعماق أفريقيا وشرق آسيا.
واستمر الركب الحضاري فظهرت الديانات السماوية الكبرى ممثلة في الديانة اليهودية والديانة المسيحية في جنوب شرق حوض البحر المتوسط فدمعت هذه الحضارات بالطابع الديني النقي. وتوجت مسيرة الحضارة في حوض البحر المتوسط بظهور نور الإسلام منبثقاً من أرض الحجاز، وانتشر المد الإسلامي الكبير فى كل حوض البحر المتوسط بل في أعماق العالم القديم، وظهرت حركة ضخمة من ترجمة التراث القديم الفرعوني واليوناني والروماني إلى العربية كما ظهرت دراسة عربية ضخمة في ظل الدين الإسلامي الحنيف وتطورت الجغرافية العربية وظهرت علوم الرياضيات والفلك الفلسفة والطب والكيمياء وغيره. وكل هذه الفروع من المعرفة البشرية شكلت نواة الحضارة الغربية الحديثة. وهكذا يبدو واضحاً أن فجر حضارة اليوم قد بزغ في ربوع حوض البحر المتوسط بفضل موقعه الممتاز ممتداً في قلب العالم القديم.