أهمية ومبررات الإصلاح الإداري
المؤلف:
صباح عبد الكاظم شبيب الساعدي
المصدر:
دور السلطات العامة في مكافحة ظاهرة الفساد الإداري في العراق
الجزء والصفحة:
ص 294-296
2025-11-08
47
تولي الحكومات المختلفة الإصلاح الإداري أهمية كبيرة، وتهتم أجهزتها بتطبيقاته، خصوصا بعد ان اتسع دور الدولة في القرن العشرين وأصبحت مسؤولياتها تجاوز بكثير مسؤوليات الدولة في القرن التاسع عشر ولم يقتصر الاهتمام بالإصلاح الإداري على الدول بل تعداها الى هيئة الأمم المتحدة، حيث يقوم قسم الإدارة العامة فيها بجهود كبيرة في هذا المجال عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات عن الإصلاح الإداري، وتقديم الخبرات الضرورية لمساعدة الدول خاصة النامية منها في حل مشاكلها الإدارية(1).
وقد اهتمت الدول المتقدمة بالإصلاح الإداري الى درجة إنشاء وحدات متخصصة فنية هدفها التطوير الإداري على أعلى مستوى في الدولة وتلحق اما برئيس الدولة او بمستوى قيادي فيها وتقوم بدراسة مستمرة للنظم الإدارية من حيث مدى ملاءمتها لأهداف السياسة العامة وعلى ضوء التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفنية(2).
إن الإدارة قديمة قدم المجتمعات ولا شك أن عناية الإنسان بالإدارة بدأت مع ظهور أول التجمعات البشرية، اذ تبين الوثائق التاريخية أن الإدارة كانت موضوعاً حظي باهتمام كبير، وبذلك تعتبر الدراسات الحديثة في هذا المجال استرجاعاً لحالة التقدم في العلوم الإدارية التي ظهرت في الثقافات والحضارة القديمة، ولكن النهج قد اختلف بعد أن تأثر تطور التفكير والبحث في مجال الإدارة العامة بالنهضة العلمية والصناعية التي ظهرت في القرن التاسع عشر، هذا التطور للفكر الإداري صاحبه تقدم كبير وتطور كبير في وظائف الدولة وحجم الجهاز الإداري لها، كما صاحبه تطور كبير في النظم السياسية وفي الأحوال السياسية للدول من استقلال وثروات وحروب ومعاهدات ونظم اجتماعية وتطورات اجتماعية و كل هذا لا بد وأن يجعل التفكير في إصلاح الإدارة أمراً حتمياً وضرورة ملحة لكي تتواءم مع متطلبات التغيير سواء في الهيكل التنظيمي أو في النظم الإدارية (3).
إن مبررات الإصلاح الإداري فهي في الغالب حالات الفساد الإداري، فالجهاز الاداري هو الاداة الاساسية في تنفيذ السياسة العامة ويعكس فلسفة النظام السياسي الذي يعمل من خلاله ويقوم بخدمات عامة مختلفة من اجل خدمة ورضاء المواطنين، وقد شبه ريجز Riggs الجهاز الاداري بالساعة التي لها عمل محدد هو معرفة الوقت سواء كانت هذه الساعة كبيرة أو صغيرة فان عملها واحد في جميع الحالات اذا ما حدث أي عطب فيها فانه يجب اصلاحها والا تسببت في مشاكل قد تكون في بعض الاحيان خطيرة وكذلك فان الجهاز الاداري لا يحتمل اي تقصير في عمله واذا ما حدث هذا التقصير يصبح هذا الجهاز ضارا أكثر منه نافعا فعمله ثابت في جميع النظم السياسية سواء في الدول الكبيرة او الصغيرة وهذا العمل هو تنفيذ القانون بحيادية ومنطقية. فهو يؤدي وظيفة هامة تمس حياة المواطن وتتعلق بالسلطة لأنه ممثلها في المجتمع والاضرار التي تقع نتيجة لانحرافه وخيمة العواقب وتؤثر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن اجل تفادي هذه الانحرافات ومعالجة المشاكل التي تنتج عن قصور الجهاز الاداري اتجهت معظم الدول الى تطبيق برامج الاصلاح الاداري التي تقوم على اساس تغيير هياكل وافراد واساليب الادارة من اجل تحسين مخرجات الجهاز الاداري استهدافا لخدمة المواطن وتمشيا مع الاهداف المعتمدة، إن فهم عملية الاصلاح الاداري لا يمكن ان يتم الا بفهم اطرافها الاساسية وهم السياسيون والاداريون والمواطنون (4) .
_________
1- أنظر. د. محمد محمد بدران، أسس الإصلاح الإداري في نظرية التنظيم، دراسة في الهيكل التنظيمي ومحددات تطويره، ط 2، القاهرة، دار النهضة العربية، 1985 , ص 3.
2- أنظر حياة محمد خطاب دور المنظمات غير الحكومية في الإصلاح الإداري، دراسة مقارنة بين جمعية تنمية خدمات حي مصر الجديدة في جمهورية مصر العربية والاتحاد النسائي في دولة الإمارات العربية المتحدة مع التركيز على متغير القيادة، رسالة دكتوراة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1998، ص 6.
3- أنظر محمد رستم حسان النظرية العامة للإصلاح الإداري دراسة تطبيقية في الجمهورية العربية اليمنية رسالة دكتوراه جامعة القاهرة كلية الحقوق بدون ذكر التاريخ ، ص 45
4 - أنظر : حياة محمد ،خطاب مصدر سابق، ص 12 وما بعدها.
الاكثر قراءة في القانون الاداري
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة