فائدة رقم (55):
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمّا يَعْلَمِ الله..} وأشباهها من الآيات الدالّة على أنّ الباعث على الفعل علم الله أو حصول علمه مع انّه تعالى يعلم ذلك في الأزل قبل الفعل يحتمل وجوها من التأويل:
أحدها: ان يريد به نفي متعلّق العلم لأنّ العلم لمّا كان متعلقًّا بمعلوم لزم نفي المعلوم منزلة نفي متعلّقه؛ لأنّه ينتفي بانتفائه [تقول:] ما علم الله في فلان خيرًا يعني ما فيه خير حتّى يعلم الله.
وثانيها: أن يريد أنّ الله يفعل فعل من يريد أن يعلم وإن كان عالمًا فيكون من باب التمثيل كما في قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا..} (2) أي يفعل بهم فعل من يريد أن يعلم من الثابت على الإيمان من غير الثابت.
وثالثها: أن يكون المراد: يعلم علمًا يتعلّق به الجزاء ويترتّب عليه الثواب والعقاب وهو أن يظهر وجود ما تعلّق به العلم لئلا يكون لهم حجّة ويقولون ما وقع منّا شي‌ء يوجب العذاب مثلا.
ورابعها: أن يكون العلم مضمّنًا معنى فعل يناسب المقام ففي الآية تضمّن معنى التمييز أي ولمّا يتميّز الثابت على الإيمان من غيره ويحتمل غير ذلك، والله أعلم.


 

مواضيع ذات صلة

البحث عن سند الحديث والمصطلحات فيه

البحث عن متن الحديث والمصطلحات فيه

فصول مهمّة مترابطة

مصادر علم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)

بعض فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخاصّة

بعض فضائل الأئمّة (صلوات الله عليهم) من طرق العامّة

الاقتداء بالأئمّة بأمر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)

سبب التحديث عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)

طريق من طرق المؤلف إلى الشيخ الكليني (رضوان الله عليهما)

فضل حفظ أربعين حديثًا

العلوم تتفاضل بعضها على بعض

شرف العلوم الدينيّة بأسرها وارتفاع قدرها