x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

مرحلة الطفولة

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 135 ــ 143

2024-05-29

296

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

العلاقة بين الزوج والزوجة وبينهم وبين الأولاد وبينهم وبين الوالدين علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوء للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد... هذا فيما إذا كانت الحياة الزوجية تسير وفق المعايير الإسلامية وتأخذ بنصائح وتوجيهات النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).

الأخذ بالتعاليم الإسلامية والعمل بها، هي الرابط الذي يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموحد، وهذا الاحترام المتبادل والتعاون والتماسك الواقعي من أهم الطرق الى حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الأسرة، وهي أيضاً ضرورية للتوازن الإنفعالي عند الطفل.

يقول الدكتور (سبوك): (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة).

ومن أجل تربية الأولاد تربية اسلامية صحيحة، ومن أجل ادامة المودة والرحمة بين الزوجين، ومن أجل سعادة الأسرة وسعادة المجتمع الاسلامي ورقيه، يجب مراعاة المراحل ما قبل الزواج وما قبل الحمل وانعقاد النطفة وما بعدهما: والمراحل التي يجب مراعاتها عزيزي الشاب هي: مرحلة الطفولة

تبدأ مرحلة الطفولة من عام الفطام إلى نهاية السنة السادسة أو السابعة من عمر الطفل، وهي من أهم المراحل التربوية لنمو الطفل اللغوي والعقلي والاجتماعي والنفسي والذي يكون أعمدة لبناء الإنسان الكامل، وتتطلب هذه المرحلة من الأبوين إبداء عناية خاصة ومبرمجة في تربية الأطفال واعدادهم ليكونوا عناصر فعالة وقوية في المحيط الاجتماعي، وتكون سداً منيعاً أمام الهجمات الشرسة والرياح السوداء الفكرية والأخلاقية التي تأتينا من الغرب والشرق....

(وصايا هامة إلى الأبوين)

1ـ تعليم الطفل معرفة الله والأحكام:

على الأبوين تعليم الطفل معرفة الله تعالى والأحكام الشرعية:

من الأمور المهمة التي يجب ان يتعلمها الطفل في هذه المرحلة، والتي تعطيه الأمل في الحياة الاجتماعية والدينية في معرفة الخلق والخالق، والحلال والحرام، وغير ذلك من المسائل الضرورية والتي تتناسب مع سن وعقله، وأن تكون بالتسلسل والتدريج ودون إكراه وعنف.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له: (قل لا إله إلا الله سبع مرات) ثم يترك حتى تتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له: (قل محمد رسول الله سبع مرات)، ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له: (قل سبع مرات صلى الله على محمد وآله)، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له: (أيهما يمينك وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك، حتى يتم له تسع سنين، فإذا تمت له تسع سنين علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله عز وجل له ولوالديه ان شاء الله) (1).

وقد أثبت علم النفس الحديث صحة هذا المنهج..، والطفل في هذه المرحلة يكون مقلداً لوالديه في كل شيء بما فيها الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالأحكام الشرعية والأخلاقية، والطفل فيما بين السنة الثالثة والسادسة يحاول تقليد الأبوين في كل شيء..

2ـ التركيز على حب النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام):

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب أهل بيته، وقراءة القرآن) (2).

وأفضل طريق في تركيز حب النبي وحب أهل بيته هو الأسلوب القصصي، تجلس مع الطفل في أوقات الفراغ أو قبل النوم وتقص له قصه عن حياة النبي أو الأئمة الأطهار بأسلوب رقيق وعاطفي، وتشتري له قصص الأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السلام) المصورة والملونة حيث ينجذب إليها أكثر وترسخ في ذهنه وينمو عليها...

3ـ التركيز على قراءة القرآن والأدعية وزيارات المراقد المشرفة:

والتركيز على قراءة القرآن والأدعية في الصغر يجعل الطفل منشداً إلى كتاب الله، متأملاً على ما جاء فيه، خصوصاً الآيات والسور التي يفهم الطفل معانيها والتي يقوم الأبوان بشرحها وتفسيرها بشكل مبسط له.

وقد أثبتت التجربة قدرة الطفل في هذه المرحلة على ترديد ما يسمعه، وقدرته على الحفظ..، وكذلك زيارة المراقد المشرفة وان يشرح له مختصراً عن حياة صاحب المقام ومكانته في المجتمع وسيرته.

4ـ حضوره في مجالس الوعظ والارشاد، وصلاة الجمعة والجماعة، وغير ذلك من مجالس إحياء ذكر أهل البيت (عليهم السلام) في مواليدهم ووفياتهم:

يلعب الوالدان الدور الأكبر في تربية الأطفال، فالمسؤولية الأولى تقع على عاتقهما أولاً وقبل كل شيء، وتلعب المدرسة والمحيط الإجتماعي الدور الثاني في تربية الأطفال.

والطفل إذا لم يتمرن ويترب على طاعة الوالدين فانه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات ولا يطعهما.

قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (جرأة الولد على والده في صغره، تدعو إلى العقوق في كبره) (3).

وأفضل الوسائل على الطاعة هو إشعاره بالحب والحنان والتقدير والاحترام...

5ـ الإحسان إلى الطفل وتكريمه:

الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى المحبة والتقدير والاحترام من قبل الوالدين، وبحاجة إلى إعطائه شخصية وللاعتراف بمكانته في الأسرة وفي المجتمع، وان تسلط الأضواء عليه، وهذا له تأثير كبير على جميع جوانب حياته، فيكتمل نموه، والطفل يقلد من يحبه. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم) (4).

وتقبيل الطفل من أفضل الوسائل لإشعاره بالحب والحنان. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكثروا من قبلة أولادكم، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة) (5).

وقال (صلى الله عليه وآله): (نظر الوالد إلى ولده حباً له عبادة) (6).

ومن الأمور المهمة في حياة الطفل، مدحه على ما ينجزه من أعمال وإن كانت يسيرة، والتجاوز عن بعض الهفوات، وعدم حمله على ما لا يطيق.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال: (رحم الله من أعان ولده على بره... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به...) (7).

6ـ التوازن بين اللين والشدة:

تكريم الطفل والإحسان إليه والحب والحنان، يجب أن لا يتعدى الحدود المتعارفة وأن لا يصل إلى درجة الإفراط في كل ذلك، وأن لا يترك له الحرية المطلقة في أن يعمل ما يشاء، أي لا إفراط ولا تفريط، بل أمر بين أمرين، فلابد من وضع منهج معتدل ومتوازن من قبل الوالدين، فلا يتساهل كل التساهل، ولا العنف والشدة على كل شيء، حتى يجتاز مرحلة الطفولة.

وإذا ارتكب الطفل بعض المخالفات السلوكية، على الأبوين أن يشعر الطفل بإضرار هذه المخالفة واقناعه بأسلوب جيد على تركها، فإذا لم ينفع يأتي دور التأديب أو العقاب المعنوي والعاطفي..

سئل الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن كيفية التعامل مع الطفل فقال: لا تضربه واهجره... ولا تطل) (8).

7ـ العدالة بين الأطفال:

أيضاً من الأمور المهمة في تربية الأطفال هي العدالة بينهما، وخاصة بين البنت والولد، يجب أن يكون الحب والرعاية والاهتمام بهما متساوياً لا يفضل أحدهما على الآخر، ولا الصغير على الكبير ولا العكس.

وان ينتبه الأبوان إلى ظاهرة الغيرة عند الطفل الأكبر، وأن يعدل فيما بينهما في المأكل والملبس وشراء الملاعيب والمحبة، وإذا لم ينتبها إلى هذه المسألة الخطيرة سوف تنمو العلاقة بينهما بالتدريج إلى عداء وكراهية، وينعكس هذا العداء على الأوضاع النفسية والعاطفية والإجتماعية....

وتتأكد أهمية العدالة والمساواة بينهما كلما تقدم الطفلان في العمر، إذ تنموا مشاعرهما وعواطفهما بالتدريج، وقد وردت روايات في هذا.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف) (9) وقال (صلى الله عليه وآله): (إن الله تعالى يحب ان تعدلوا بين أولادكم حتى بالقُبل) (10).

وإذا أريد التفضيل لأحدهما يجب أن يكون مستوراً ولا يظهره أمامهما حتى لا تحدث بغضاء وكراهية فيما بينهم.

ومن مصاديق العدالة والمساواة هو عدم إقامة المقارنة بين الأطفال في صفاتهم الجسمية والمعنوية والنفسية، فلا يصح أن يقال: فلان أجمل من فلان، أو فلان أذكى منه أو أكثر خلقاً.. لأن هذا سوف يؤدي إلى الحقد والعداء بينهما...

وأيضاً يشترط عدم التمييز بين الولد والبنت، وعدم الميلان إلى الولد والاهتمام به أكثر من البنت.

والعدالة بين الأطفال لا تعني أن لا تتخذ أسلوباً للتشجيع بأن تخصص هدية إضافية لمن يعمل عملاً صالحاً، فإن ذلك ضروري لتشجيع الطفل على العمل الصالح وسلوكه والاهمام بدراسته وتنظيم أموره المدرسية والبيتية، وتحصل أيضاً منافسه فيما بينهما، وعلى الوالدين التعرف على نفسية أطفالهم والتعامل بحذر، وابتكار الأساليب الناجحة في التشجيع مع حالاتهم النفسية.

8ـ الحرّية في اللعب:

اللعب استعداد فطري عند الأطفال، فللعب فوائد كثيرة للأطفال، وهو ضروري للطفل، والألعاب لها أثر نفسي على الطفل وتنمي مواهبه وقدرته على الابداع، ومن خلال اللعب يتحقق النمو النفسي والعقلي والاجتماعي للطفل، ويجب أن يكون اللعب سليم والملاعيب سليمة لأنها سوف تترك آثار وضعية على سلوك الطفل وتصرفاته، وعلى الوالدين أن يمنحا الطفل الحرية في اللعب وانتخابه للملاعيب دون ضغط أو إكراه، باستثناء الألعاب الخطرة التي يجب إبعادها عن الطفل أو ابعاده عنها.

ولا بأس أحياناً أن يشترك الأب مع أبناءه في اللعب وينزل إلى مستواهم...

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمنح الحرية الكاملة للحسن والحسين (عليهما السلام) في التعامل معه، فكانا يركبان أحياناً ظهر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ويقولان: حل حل، فيقول ـ صلى الله عليه وآله ـ نعم الجمل جملكما) (11).

واللعب مع الأطفال يمنحهم الإحساس بالمكانة المرموقة ويدخل عليهم البهجة والسرور، ووسيلة لتربيتهم وتعليمهم إجتماعياً وخلقياً.

وأيضاً على الوالدين مراقبة الأطفال في لعبهم دون أن يشعروا بالمراقبة، وملاحظة الأحاديث والانفعالات التي تصاحب اللعب، وخصوصاً في حالة تكرار الإنفعالات والأحاديث في أثناء اللعب.

ومن خلال هذه المراقبة يمكن التعرف على النمو العقلي والعاطفي والنفسي للطفل...

9ـ التربية الجنسية وإبعاد الطفل عن الإثارة:

التربية الجنسية من أصعب وأعقد وأخطر أنواع التربية، وهي من الأمور التي تسبب الإحراج للوالدين، ويجب على الأبوين عدم الإفراط والتفريط في أساليب التربية الجنسية، فالطفل سواء كان ذكر أم أنثى يتسائل عن كثير من الأمور المتعلقة بالجنس... وهذه الأسئلة طبيعية ولا داعي للمخاوف منها ويجب على الأبوين الأجابة عن جميع أسئلة الطفل واستفساراته اجابة شافية وصريحة في بعض الأحيان ومنسجمة مع فهم الطفل وادراكه ودرجه تقبله.

وهناك استفسارات ورغبات عند الطفل يجب أن تعالج بصورة هادئة ومرنه مثل: السؤال عن الحمل وعن الفوارق بين البنت والولد ومسائل الزواج، فعلى الوالدين إبعادهم عن ذلك بأساليب هادئ وأشغالهم بأمور أخرى.

ولهذا حذر أهل البيت (عليهم السلام) من إثارة الطفل الجنسية وذلك بالمنع من التعري أمام الأطفال وكشف مفاتن الجسد أمامهم، وعدم المقاربة والكلام الغزلي أمامهم أيضاً وغير ذلك من الأمور الجنسية التي تصدر بين الزوجين.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده لو أن رجلا غشي أمرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبداً ان كان غلاماً كان زانيّاً، أو جارية كانت زانية) (12).

والطفل في هذه المرحلة يحاكي سلوك الأبوين ويقلدهم فيعمل ما يعمله أبواه، وعلى الأبوين أن يراقبوا سلوك أبنائهم وطريقة ألعابهم، وخصوصاً في أماكن اختلائهم بعضهم بالبعض الآخر.

قال (صلى الله عليه وآله): (فرقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين) (13).

وفي وقتنا الحاضر وبعد انتشار أجهزة السينما والتلفزيون والفيديو وإلفضائيات والمجلات والصور الخلاعية و.. و.. تكون الحاجة شديدة وماسّة إلى إبعاد الأطفال عن كل إثار جنسية، كما يجب على الأبوين مراقبة أطفالهم وإبعادهم عن هذه الأجهزة الهدامة بأساليب دقيقة ومعقولة ومدروسة، بحيث لا تؤدي إلى تنفيرهم وممارستها خلسة، كما يجب إبدال هذه الأساليب أو الاستفادة منها بالطرق السليمة والعلمية المفيدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ من لا يحضره الفقيه، 1 / 182.

2ـ كنز العمال، 16 / 456.

3ـ تحف العقول، 368.

4ـ مستدرك الوسائل، 2 / 625.

5ـ مكارم الأخلاق، 220.

6ـ مستدرك الوسائل، 2 / 626.

7ـ الكافي، 6 / 50.

8ـ بحار الانوار، 23 / 114.

9ـ مكارم الاخلاق: 220.

10ـ كنز العمال، 16 / 445.

11ـ بحار الأنوار، 43 / 296، ومختصر تاريخ دمشق، 7 / 10.

12ـ وسائل الشيعة، 20 / 133.

13ـ مكارم الأخلاق، 223.