x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

العمل ومعيار الذوق والإستعداد

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص327ــ329

2023-12-19

507

«إذا كانت فينا رغبة تجاه عمل معين نفتقر إلى الإبداع والمهارة فيه، علينا أن نطفئ نار هذه الرغبة في نفوسنا، لأننا لن نبلغ النتيجة التي نريد مهما كرسنا طاقاتنا وجهودنا لهذا العمل. والإنسان السعيد هو ذاك الذي يجعل استعداده وموهبته أساس عمله ومهنته»(1).

«إن الإنسان الذي يصمم بحرية وبعد تشخيص عقلاني على ترك عمله لأنه لا يتطابق واستعداده وذوقه ، هو إنسان بالغ ناضج فكرياً وله قدرة على التمييز . أما ذاك الذي يترك عمله نتيجة الفشل دون أن يلتفت إلى الحقيقة ، فهو إنسان يفتقر إلى النضج الفكري»(2).

وبغض النظر عن الاستعداد الطبيعي والرغبة العاطفية ، ثمة فئة من الشباب لها وضع استثنائي ، وهذه الفئة تتمتع بصفات خاصة من حيث الميول النفسية أو النبوغ الفطري أو التكوين الجسماني، وهذه الصفات لها بالغ الأثر في سعادتها أو تعاستها وتبديل أوضاع حياتها.

وينبغي على مربي وموجهي هؤلاء الشباب أن يلتفتوا إلى هذه الصفات المميزة والخاصة لدى دراسة الاستعداد الفطري والرغبة العاطفية لديهم ، ويحددوا المهن المناسبة لهم على أساس تلك الصفات الاستثنائية.

«مثلا يستطيع إنسان يميل إلى إلحاق الأذى بالناس (سادي) إشباع هذا الميل بطرق مختلفة حسب مستواه الثقافي وظروف حياته . بمعنى أنه يختار مهنة الجزارة إذا كان مستواه العلمي متدنياً ، ويعمل في حقل الجراحة إذا كان مستواه العلمي عالياً، وعبر كلا المهنتين يستطيع إلحاق الأذى بالناس إرضاءً لميوله ورغباته».

وبالرغم من أن قضية الكفائة والصلاحية لتحمل المسؤولية كانت وما تزال موضع اهتمام علماء البشر وحكمائهم ، إلا أن هذا المبدأ بات يحظى في دنيا العلم والصناعة اليوم بأهمية أكبر من ذي قبل ، بحيث أصبح شرطاً من شروط الموفقية والنجاح في أكثر الأعمال تعقيداً في عالمنا المتطور.

ففي الماضي القريب والبعيد حيث كان الاقتصاد يعتمد على الزراعة ، لم يكن هناك ضرورة قصوى لتحديد الاستعدادات الطبيعية لدى الشباب لاختيار العمل أو المهنة التي تناسبهم، لأن غالبية الأعمال في تلك الأزمنة كانت بسيطة جداً بحيث لم يكن من الصعب على الشباب مهما اختلفت درجات ذكائهم واستعداداتهم تعلمها واتقانها ، باستثناء بعض الأعمال التي كانت تحتاج إلى استعداد طبيعي وكفائة فطرية.

أما في عالمنا الحاضر حيث تدور العجلة الاقتصادية على تقدم الصناعة وتطور التكنولوجيا ، وحيث توصّل فيه الإنسان بقدرة العقل والذكاء وفي ظل العلوم والتكنولوجيا إلى المئات من الاكتشافات والاختراعات الصناعية، التي أصبح كل منها مورد رزق للآلاف من شعوب العالم ، فإن قضية تحديد الاستعداد الطبيعي والصلاحية الفطرية لدى الشباب ، باتت على قدر كبير من الأهمية، وذات دور مؤثر في مجال اختيار العمل والمهنة.

وينبغي على الشاب الذي يرغب في الحصول على موطئ قدم له في العالم الصناعي الآلي للتكيف مع الحياة الآلية، أن يعلم قبل كل شيء في أي من الحقول يستطيع أن يبرز جدارته ، وأي عمل بمقدوره أن يقوم به على أفضل وجه ، ومن ثم يجب عليه أن يجمع المعلومات الكافية حول العمل الذي يريد أن ينجح فيه ، ثم يقدم على ذلك العمل بسلاح قوي يضمن له الموفقية والنجاح في العمل والسعادة في الحياة.

___________________________

(1) نفس المصدر، ص178.

(2) سلامة الروح ص 28. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+