1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : علم الحديث : مقالات متفرقة في علم الحديث :

الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنوّرة.

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام.

الجزء والصفحة:  ص 48 ـ 50.

2023-10-07

999

خرج (صلّى الله عليه وآله) من قبا يوم الجمعة، فأدركته الصلاة في بني سالم بن عوف، فصلاها عندهم ومعه مائة من المسلمين، وبعد الصلاة دعا براحلته فركبها، والتفّ حوله المسلمون وهم مدجّجون بالسلاح، وكان لا يمر بحي من أحياء الانصار إلا تعلّقوا به، يقولون له: انزل على الرحب والسعة يا نبي الله، إلى القوة والمنعة والثروة، فيدعو لهم بالخير ويقول: دعوا الراحلة فإنّها مأمورة، وما زالت تسير به، وكلّما مرَّ بحيٍّ أخذوا بزمامها وألحّوا على النزول بينهم وهو يرفض ذلك إلى أن انتهت إلى حيث مسجده الآن فبركت عنده.

فجاء أبو أيّوب الأنصاري، فحطّ رحله وأدخله منزله، فقال رسول الله: المرء مع رحله، وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام ناقة رسول الله وأدخلها داره.

قال زيد بن ثابت: وأوّل هديةٍ دخلت رسول الله في منزل ابي أيوب، قصعة مثرودة فيها خبز وسمن ولبن، فقلت: أرسلت بهذه القصعة أمي، يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): بارك الله فيك وفي أمك، ودعا أصحابه فأكلوا.

ثم جاءت قصعة سعد بن عبادة. وما كان من ليلةٍ من الليالي إلا وعلى باب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثلاثة والأربعة يحملون الطعام، يتناوبون ذلك، حتى فرغ رسول الله من بناء مسجده ومنازله، وتحول عن منزل أبي أيوب، وكان مقامه فيه سبعة أشهر. واهتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتوكيد الروابط بين المهاجرين والانصار، وتأصيلها في نفوسهم على أساس التقوى والإِيمان، فآخى بين المهاجرين والأنصار، وأطفأ بهديه وبراعته نار الحقد بين الأوس والخزرج، ولم يكتفِ (صلّى الله عليه وآله) بذلك، بل حاول جاهداً تحقيق الوحدة بين جميع سكان يثرب من المسلمين والمشركين وأهل الكتاب من اليهود، مخافة أن تثور بهم البغضاء والعصبيّات وتعصف بهم الأحقاد فيصبح حينئذٍ بين خطرين، خطر من داخل المدينة، وخطر قريش، وعندها يصاب هذا الدين الجديد بالنكسة، لذلك كان (صلى الله عليه وآله) قد أحكم الأمر فعقد معاهدةً بين المسلمين والفئات الأخرى من أهل المدينة ليحفظ وحدتها ويصون اهلها ويغلق الباب على المفسدين، ولولا هذا التدبير الرائع، لواجه صلوات الله عليه صعوبات ومشاق لا تقل في حجمها عن تلك التي واجهها من قريش في مكة .

والكلمة الأخيرة : إنّ موقف الأنصار من الرسول والمهاجرين معه كان أشرف موقف يسجله تأريخ أمة، نصروهم بعد أن خذلهم قومهم، وقاسموهم آمالهم، وآثروهم على انفسهم ووفّروا لهم وسائل العمل حتى أصبح الكثير منهم في مصافّ الأثرياء من أهل المدينة، وقد أجمل الإِمام علي (عليه السلام) موقف الأنصار من المهاجرين بقوله مخاطباً مسلمي قريش :إنّ حبّ الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق، وقد قضوا ما عليهم، وبقي ما عليكم، واذكروا أنّ الله رغّب لنبيّكم عن مكة فنقله الى المدينة، وكره له قريشاً فنقله إلى الأنصار، ثم قدمنا عليهم دارهم، فقاسمونا الأموال، وكفوْنا العمل، فصرنا منهم بين بذل الغني وايثار الفقير، ثم حارَبنا الناسُ فوقوْنا بأنفسهم، وقد أنزل الله تعالى فيهم آيةً من القرآن جمع لهم فيها بين خمس نِعَم فقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (1).

 

___________________

(1) شرح النهج 6 / 33 ـ 34.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي