x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الأسرة في الآخرة

المؤلف:  حبيب الله طاهري

المصدر:  مشاكل الأسرة وطرق حلها

الجزء والصفحة:  ص140ــ145

8-8-2022

939

يتضح من الرجوع إلى الآيات القرآنية والروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن الحياة الأخرى ليست كالحياة الدنيا، لأن الأخرى فردية وليست اجتماعية أي أن الفرد ليس بحاجة إلى تأمين احتياجاته(1).

لذا فإن المرء في العالم الآخر لا يحتاج أي جهد وعناء وتحصيل المستلزمات الدنيوية كالملبس والمأكل وشؤون الحياة المادية الأخرى، كما أنه ليست في الحياة الأخرى قضايا اجتماعية كالتعاون وتبادل المعاملات، قال تعالى :

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [المزمل: 20] لذا فإن كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية في الدنيا لا وجود له في الآخرة لأن المرء يجد في الآخرة ثمار ما عمل في الدنيا، قال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

نشير هنا إلى بعض مظاهر الحياة الفردية في العالم الاخر ليتضح أن ما عمله المرء في الحياة الدنيا الاجتماعية ذو تأثير ومصدر كمال واطمئنان له :

١- وكما أن الإنسان يأتي إلى هذا العالم وحيداً فكذا يكون في الاخرة، قال تبارك وتعالى:

{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94].

وقال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95].

وكذا نرى أن القرآن الكريم يؤكد حقيقة كبرى هي أن المرء مسؤول عن أعماله فقط وليس أعمال الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].

أجل هناك في العالم الآخر تنقطع العلاقات السببية والنسبية وليس هناك من دور للعلاقات الموجودة في الدنيا كالأبوة والبنوة والأخوة وغير ذلك، إذ يقول القرآن الكريم:

{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101].

٣- من بين العلاقات الاجتماعية والمظاهر الموجودة في الدنيا القوم والعشيرة والأفراد الذين يربط بينهم رابط ما، وهم يتأثرون للفراق الذي يحصل بينهم ويفرحون باللقاء ويشتاق بعضهم للبعض الآخر، اضافة إلى مد يد العون والمساعدة فيما بينهم، لكن الأمر غير ذلك في يوم القيامة، إذ يقول القران الكريم:

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34 - 37].

وقال تعالى: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ} [المعارج: 11 - 14].

٤- من مظاهر الحياة الاجتماعية في هذه الدنيا المساعدات التي يقوم بها الأهل والأقرباء فمثلا إذا قتل أحدهم شخصاً ما على أثر اصطدام وأودع القاتل السجن ولم يكن لديه أموال يدفعها كدية لأهل القتيل، ففي هذه الحالة يسعى الأهل والأقرباء للعمل على اخراجه من السجن، لكن مساعدات كتلك غير موجودة في ظل الحياة الفردية وليس هنا أب يدفع الأذى عن بنه أو ابن يسارع لتقديم العون لأبيه لأن الجميع هناك في شغل شاغل عمن تربطهم بهم العلاقات المختلفة في الحياة الدنيا، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [لقمان: 33].

وقال تعالى: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الممتحنة: 3].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10].

وقال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].

نفهم من الآيات المتقدمة ان يوم القيامة ليس يوم تعاون أو مشاركة بل ليس هناك أحد يقدم الدعم والعون والمساعدة للآخر حتى ولو كان هذا الشخص من الأهل والأقارب.

٥- ومن مظاهر الحياة الاجتماعية في الدنيا أن الأصدقاء يسعون للسؤال عن أصدقائهم، وكذا الأقرباء من أجل رفع المشاكل التي يواجهونها ولكن في الآخرة ليس الأمر كذلك فليس هناك أحد يسأل عن الآخر حتى لو كان قريباً له وكثيراً ما يصبح الأصدقاء أعداء في الآخرة وهذا ما ذكره القرآن الكريم: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [المعارج: 10].

وفي آية أخرى يقول تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

وقال تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 28، 29].

٦- وهنا تنقطع الأواصر والعلاقات والروابط لأن هنا لا مجال للتوسل بالعلل والأسباب العادية التي يتصور الإنسان أنها ذات دور مهم في تحقق أشياء بل:

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166].

٧- ومن مظاهر الحياة الفردية في الآخرة عدم وجود أي نوع من التبادل التجاري أو استخدام الأموال، قال تعالى : {يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ} [البقرة: 254].

٨- ومن مظاهر الحياة الفردية في يوم القيامة عدم جدوى المستوى الذي يصل إليه الإنسان من العلوم المادية إذ لا قيمة لذلك في العالم الآخر فلا حاجة هناك لهندسة المهندسين أو طب الأطباء إذ ليس هناك طرق يقوم بشقها المهندسون أو عمارات يبنونها، ولا مرضى بحاجة لمعالجة الأطباء، لكن العلوم الميتافيزيقية وعلوم التوحيد والمعارف الإلهية ليست فقط لا تعدم الفائدة بل لا ينتهي أثرها لأنها تنتقل مع روح الإنسان إلى ذلك العالم.

(يراجع رسالة محي الدين بن عربي إلى فخر الدين الرازي تحت عنوان - تواصوا بالحق).

٩- ومن مظاهر الحياة الفردية في العالم الآخر كيفية العقاب والثواب الأخروي ففي الدنيا يألم الإنسان إذا تعرض ولده لأذى ويفرح لفرحه ولكن في الآخرة على العكس تماماً فواحد في سرور دائم والآخر في عذاب وألم مستمر.

فبالإضافة إلى الجنة والنعيم والسعادة الدائمة، والنار وعذابها وآلامها الدائمة هناك سلسلة من النور والكمالات في وجود الإنسان المؤمن وأخرى من العذاب والظلمات في وجود الإنسان الكافر، قال تعالى .

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: 12].

وقال تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].

وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن أهل الجنان يتنعمون بمنزلة القرب الإلهي وعن الكفار والمفسدين يقول تعالى:

{فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24].

وقال تعالى في آية أخرى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15].

فعلاوة على جهنم والعذاب الموجود فإن الكافرين يحملون معهم العذاب بل هم العذاب بنفسه، ومما تقدم من نقاط تسعة نفهم أن نظام الحياة الإنسانية في المعاد نظام فردي وليس اجتماعياً فمن الطبيعي أن لا توجد أسرة بالمفهوم السائد في الحياة الدنيا.

___________________________________

(١) سورة المزمل/٢٠.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+