أبو جعفر الرؤاسي و معاذ الهراء  					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						د. محمد المختار ولد اباه					
					
						
						 المصدر:  
						تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						103- 104					
					
					
						
						27-03-2015
					
					
						
						4925					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				يروى أن الرؤاسي، و اسمه محمد بن أبي سارة، هو أول من وضع نحو الكوفيين، و يذكر من تصانيفه، كتاب «معاني القرآن» و «كتاب الفيصل» ، و كتاب (التصغير و الوقف و الابتداء) (1)، و نقل أنه زار البصرة، و لكن علماءها لم يعطوا كتبه و آراءه اهتماما يذكر، و يقول بعض المؤرخين: إن سيبويه كان يعنيه حينما يتكلم عن الكوفي، إلا أن هذه العبارة (2) لا تكاد توجد في الكتاب (3).
و اعتبارا لكون الرؤاسي ابن أخي معاذ بن مسلم الهراء، فمن الجائز أن توجد صلة علمية بينه و بين عمه، الذي يعد من أساتذة الإمام الكسائي. و لهذا فإنه بوسعنا أن نفترض أن معاذا و الرؤاسي كانا من الرواد الأوائل الذين رسموا معالم الاتجاه الكوفي في اللغة و النحو.
و في لقاء بين هذين الأخيرين، كان الكسائي يصحح للفراء المسائل التي أخذها من الرؤاسي. و يقول شوقي ضيف(4) إن الكسائي اختلف إلى حلقات الرؤاسي و قرأ كتابه «الفيصل» و لم يجد عنده ما يرجو(5).
ص103
أخذ الرؤاسي عن أبي عمرو بن العلاء و عن عيسى بن عمر الثقفي، و قيل:
إنه أول كوفي وضع كتابا في النحو. كما قرأ على زهير الفرقبي تلميذ ميمون الأقرن(6).
أما معاذ الهراء فيقول بعض المؤرخين أنه كان من المعمرين الذين عاشوا نحو مائة و خمسين سنة، و يكادون يجمعون على أنه مات سنة 187 ه أو سنة 195 ه. حتى قال فيه محمد بن مناذر:
      إن معاذ بن مسلم رجل                          قد ضج من طول عمره الأبد 
      قد شاب رأس الزمان و اكتهل الده              ـــر و أثواب عمره جدد 
      يا بكر حواء كم تعيش و كم                     تخدم ثوب الحياة يا لبد 
      فهذه دار آدم خربت                             و أنت فيها كأنك الوتد(7)
و قد ذكروا صلات بينه و بين الكميت و إن لم نطلع على شيوخه، كما يلمح السيوطي في «بغية الوعاة» أنه مؤسس علم التصريف(8)، و مما يروى في معالجته للتصريف، أن أبا مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان قد نظر في النحو، و لما أحدث الناس التصريف، أنكره و قال:
قد كان أخذهم في النحو يعجبني         حتى تعاطوا كلام الزنج و الروم 
لما سمعت كلاما لست أفهم                      هكأنه زجل الغربان و البوم 
تركت نحوهم و اللّه يعصمني                    من التقحم في تلك الجراثيم (9)
فأجابه معاذ هذا:
عالجتها أمرد حتى إذا                           شبت و لم تحسن أبا جادها 
سميت من يعرفها جاهلا                        يصدرها من بعد إيرادها 
سهّل منها كل مستصعب                        طود علا أقران أطوادها(10)
غير أن ثمار جهود الرؤاسي و معاذ لم تظهر إلا بعد أن أخذها الكسائي من معاذ، و ناقشها مع الخليل و أغناها برحلته في قبائل العرب، ثم أضاف إليها ما أخذ عن يونس الضّبّيّ، و على هذا فإن إمام المذهب الكوفي في النحو هو الكسائي.
ص104
____________________
(1) ابن النديم: الفهرست، ص 102.
(2) القفطي: الإنباه 4 /108.
(3) المصدر نفسه، ص 4 /106.
(4) الفهرست لابن النديم، و النسخة المطبوعة بياض في محل «عم» .
(5) المدارس النحوية، ص 172 نقلا عن مجالس العلماء الزجاجي.
(6) راجع إنباه الرواة، ج 6 ص 105-108.
(7) راجع إنباه الرواة، ج 3 ص 290.
(8) بغية الوعاة، ج 2 ص 291.
(9) الزبيدي: طبقات النحاة، ص 125.
(10) مكرر يقول الفراء في معاني القرآن (ج 2 ص 3) و حدثني الثقة عبد اللّه بن المبارك عن ابن جريج عن رجل أظنه عطاء عن ابن عباس أنه قرأ تثنوني صدورهم و هي بالعربية بمنزلة تثنى كما قال عنترة:
و قولك للشيء الذي لا تناله              إذا ما هو احلولى ألا ليت ذا ليا
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  أهم نحاة المدرسة الكوفية					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة