الحياة الاجتماعية ضرورية للطفل، ولها أهمية وفوائد كثيرة. منها أنها تخرجه من حالة العزلة والانزواء وتهيئ له موجبات النمو والحياة الإنسانية.
إن المحيط الذي يتسم بوجود العلاقات الإنسانية فيه يعد محيطا مناسبا وجيدا للنمو. إذ تتفجر القابليات فيه، وتتوفر فيه الأرضية المناسبة لتحمل المسؤوليات الاجتماعية ، وتنتظم فيه العلاقات الاجتماعية بين أفراده، وتتضح فيه مفاهيم المواساة، والتعاون، والتقليد، والمنافسة بجميع جوانبها وأبعادها للطفل ومن العوامل المؤثرة في المعاشرة :
أولا: الأسرة:
إذ أن لها دورا أساسيا ومصيريا في هذا المجال. والبيت هو المكان الذي يتعلم فيه الطفل كيفية معاشرة الأفراد ويختار لنفسه في هذا السبيل طريقة وأسلوبا خاصين. كما أن لتحمل الوالدين ومزاجهم، والتحدث مع الطفل، ومقدار انسجامهم ورفقتهم تأثير كبير في هذا المجال.
ثانيا: المدرسة:
العلاقات الإنسانية في المدرسة تساعد على نضوج المعاشرة من جهة، و إيجاد التوازن الفكري لدى الأطفال من جهة أخرى. إذ أن الرغبة في العيش مع الآخرين تشكل جزءا من الحياة المدرسية، وتنقذ الإنسان من حالة الفردية والانزواء، وتحرك الأطفال وتعلمهم الأسلوب السليم في المعاشرة. كما تعلم الطفل كيف يمارس حياته مع الآخرين ويكون رفيقا وصاحبا لهم.
ثالثا: المجتمع والرفاق المتعاشرين:
إن الطفل ومنذ أن يقوى على المسير يعرض تدريجيا عن والدته ويتجه نحو أصدقائه ومعاشريه. إنه يلعب مع الآخرين وفي هذه الملاعبة يتعلم نمط معاشرة الآخرين والعيش معهم. وتترسخ علاقاتهم الاجتماعية تدريجيا، وإن أي تغيير يطرأ عليها يصبح سببا لعدم الاستقرار والتأزم.
رابعا: مستويات الإدراك :
إن الإمكانيات الإدراكية للشخص، وكذلك مستوى وعيه وإدراكه يلعبان دورا استثنائيا في معاشرة وصحبة الأطفال ونضوج هذا الجانب في شخصية الأطفال. إذ أن إدراك الطفل يعمل على توجيه وإرشاد عواطفه ومشاعره.