أشارت الكثير من الإرصادات الكونية على وجود مادة غريبة خفيّة لايعلم العلماء لغاية الآن ماهيّتها، وماهي خواصها الكيميائية والفيزيائية.
فجُلّ مالديهم اليوم هو تأثيرها الجذبي المستحصل من العديد من الإرصادات الكونية والتي من خلالها استنتجوا بأن لهذه المادة كتلة.
لعلّ أهم الإرصادات التي خُتِم عليها بالشّمع الأحمر والتي أكّدت وجود المادة المظلمة هي إرصادات العالم السويسري فريتز زفيكي لحركات المجرات في المجاميع العنقودية؛ حيث لاحظ أن حركات هذه المجرات لبعضها البعض شبه مقيّدة بقوة إعاقة وأن الحركات المرصدة لاتتناسب مع كتل المجرات الحقيقية، كان من المفترض أن تبدي تأثيرًا فيما بينها بمقدار أقل مما لوحظ وهذا ماشاهده من خلال حركات المجرات.
وكذلك لاحظ أن حركة النجوم في المجرة الواحدة غريبة وتبدو وكأنّها تعاني من إعاقة في تحرّكاتها؛ ومن أغرب الحالات الإرصادية التي لاحظها السويسري زفيكي أن هذه الأجرام والنجوم لاتتناقص سرعها الدورانية كلما ابتعدت عن مركز المجرّة بل أنها ثابتة وتدور بسرع متقاربة وكأنّها تعوم في وسط متماسك لايحدث فرقًا في سرعها.
ومن هنا جزم على وجود كتلة مضافة خفية
- مظلمة- لايمكن مشاهدتها لأن هذه الكتلة لاتُؤثّر ولاتتأثّر كهرومغناطيسيًا وهي بالتالي لاتبعث ولاتمتص الضوء وهذا مايشير إلى أن المادة المظلمة تختلف عن المادة الكيميائية الطبيعية التي تتركّب ذراتها من نواة والكترونات فلو كانت كذلك لحدثت انتقالات اليكترونية وأبدت مجموعة تفاعلات كهرومغناطيسية من خلال الانبعاثات والإمتصاصات.
يعتقد العلماء أن المادة المظلمة تشكّل تقريبًا 84.5 من مجمل الكتلة الكونية وإلى ذلك يُعزى تأثيرها الجذبي بين المجرات البعيدة والنجوم والأجرام حول المجرة الواحدة.
ولعل سائل يسأل إذا كانت بهذه النسبة الكبيرة لماذا لايظهر تأثيرها علينا أو على الاجسام فيما حولنا.
تاثيرها موجود ولكن بنسبة ضئيلة ولأننا ببساطة لانمتلك أجهزة تمتلك هذه الدّقة لرصد تأثيرها لذلك فتأثيراتها تظهر بشكل واضح عند رصد الأجسام البعيدة فيما بينها مثل المجرات والنجوم.

ملاحظة/ لاحظ GIF أدناه والمنحنى المثبّت لملاحظة كيف أن النجوم والأجرام تبقى سرعها الدورانية ثابتة ولاتتغير نتيجة لخضوعها لجاذبية المادة المظلمة، فالمتوقّع أن تتناقص السرعة الدورانية كلما ابتعدت عن مركز المجرة لكن الإرصادات أشارت لغير ذلك.