قال سويد بن غفلة : لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة ع المرضة التي تُوفّيت فيها ، دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار لِيَعِدنها ، فقلن لها : كيف أصبحت من علّتكِ يا ابنة رسول الله ص فحمدت الله وصلّت على أبيها وقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، وشنأتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد واللعب بعد الجد ، وقرع الصفاة ، وصدع القناة ، وخطل الآراء ، وزلل الأهواء ، وبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون .
بهذه الكلمات كانت تجيب مولاتنا الزهراء عليها السلام على نساء المهاجرين والانصار عندما يسألنها كيف أصبحت من علتك ؟ بتلك الكلمات النارية والدموع الساخنة فجرت مولاتنا الزهراء ثورة من تانيب الضمير في داخل كل بيت في المدينة مما أزعج مسامعهم وأقلق مضاجعهم وبدلا من ان يستجيبوا الى هذا الكم الهائل من كشف الحقائق راحوا يخرجون سيدة نساء العالمين الى قارعة الطريق لتبكي اباها عند شجرة الاراك فيلتف حولها الوافدون الى المدينة ليسمعوا من بنت نبيهم ما يحزنها ويبكيها ليخرجوا بذالك ثورة الزهراء الى أرجاء الجزيرة العربية وما ان تدارك اهل المدينة خطأهم حتى قطعوا شجرة الاراك لتنتقل بعدها الزهراء الى دار الاحزان في بقيع الغر قد اول خطوة عملية بوجه الانحراف الفكري وأن كانت شجرة الأراك قد أخرجت ثورة الزهراء الى المسلمين خارج المدينة فدار الاحزان يعتبر بمثابة محطة فضائية تصل تردداتها الى الأجيال المتلاحقة ليبقى التساؤل قائم الى يومنا هذا لماذا كانت تبكي الزهراء ؟ لماذا أبعدت من دارها الى هذه الدار ؟ لماذا أخفي قبرها ؟ وبقيت هذه المحطة الفضائية (دار الاحزان ) شامخة لتتحول في العصور الاحقة الى مسجد صغير بقبة أطلقوا عليه أسم مسجد فاطمة . وجاء في كتاب رحلة ابن جبير (580هـ): ويلي القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويعرف ببيت الحزن، يقال: إنه الذي أوت إليه والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).
يقول الرحالة الغربي سِر ريچار بورتون البريطاني SIR RICHARD BURTON وقد زار البقيع عام 1853م 1276 هـ: في البقيع وعلى الجهة الجنوبية لقبة العباس بن عبد المطلب مسجد صغير يعرف ببيت الأحزان، فإن فاطمة الزهراء ع كانت تأتي إلى هذا المكان لتبكي على أبيها رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم.
ويقول إبراهيم رفعت باشا الكاتب المصري وأمير الحاج الذي زار البقيع عام 1325هـ: « وهناك قبة تسمي قبة الحزن يقال إنها فـي البيت الذي آوت إليه فاطمة بنت النبـي ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ والتزمت الحزن فيه بعد وفات أبيها رسول الله ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ. .
ويقول العلامة السيد شرف الدين العاملي (ره) في كتابه النص والاجتهاد: (و كنّا سنة 1339 تشرفنا بزيارة هذا البيت (بيت الأحزان) ... في البقيع حتى قام الوهابية بهدمه مع باقي قبور أئمة آل البيت ليضيفوا تساؤل أخر لماذا هَدم مسجد فاطمة بالرغم من كونه مجرد مسجد صغير لا يحتوي على قبر ؟ ...........................يتبع







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN